قالت وزارة الخارجية التونسية، إن تُونس تشارك الأسرة الدّوليّة احتفالها بيوم الأمم المتّحدة وهي تستعدُّ لإجراء انتخابات تشريعيّة ورئاسيّة تُتوّج مسيرة انتقالها الديمقراطي وتؤسّس لدولةٍ ديمقراطيّةٍ ومزدهرة حريصة على توفير العيش الكريم والأمن لشعبها، بنفس حرصها على مواصلة الإسهام في جهود التّنمية الدّولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وإشاعة القيم النبيلة للمنتظم الأممي. وقالت في بيان لها، إنها تتطلّع تونس إلى إنهاء هذه المرحلة بنفس النّجاح الذي عرفته مراحل مسيرتها الانتقاليّة خلال الثّلاث سنوات الأخيرة، مُعتزّةً بما حقّقه أبناؤها وبناتها ومُمتنّة لدعم الدّول الشقيقة والصّديقة، وخاصّة لدعم منظّمة الأممالمتحدة التي جعل أمينها العامّ السيد بان كي مون من مساندة تجارب الانتقال الديمقراطي أحد النّقاط الخمسة التي تُشكّل أولويّات عمله خلال ولايته الثانية.
وتستذكر تونس في هذا اليوم ظروف ميلاد منظّمة الأمم المتّحدة التي تأسّست من أجل التخلّص من آثار الحروب والمآسي التي عاشتها الإنسانية خلال النّصف الأول من القرن العشرين، وإرساء نظام عالميٍّ يقوم على احترام سيادة الدول وحرمتها الترابية والتعايش السلميّ بين الشعوب، فإنّها تؤكّد على أنّ الحاجة إلى المنظّمة الدّولّية، بعد ما يناهز السّبعة عقود من إنشاءها، لا تزال بنفس قدر الأهمّية أو أكثر، لا سيما والعالم يعرف اليوم أشكالاً جديدة من التحدّيات التي تشترك البشريّة في مواجهتها، فضلاً عن انتشار بؤر التوتّر والأزمات بشتّى أنواعها وذلك رغم الجهود المحمودة للمنتظم الأممي والمجموعة الدّوليّة بأسرها.
وتعتبر تونس أنّ الأممالمتحدة تبقى الإطار الأنسب لحلّ الأزمات والمرجع الملائم لبحث المسائل التي تشغل البشريّة جمعاء، ولصياغة السّياسات العالميّة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتنسيق الجهود في شأنها في ظلّ التوافق والحرص على ترسيخ العدل والمساواة في العلاقات الدّوليّة.
كما تُعرب تونس عن أملها في مزيد تطوير أداء منظّمة الأمم المتّحدة وإدخال الإصلاحات اللاّزمة على عمل هياكلها وأساليب معالجتها للقضايا المطروحة أمامها وطرق اتّخاذ القرارات في شأنها، تكريسًا للممارسة الديمقراطية في إطار العمل الدولي متعدّد الأطراف وأخذًا بعين الاعتبار لمصالح الدّول والشعوب على اختلاف ظروفها وخصوصيّاتها.
وإذ تُجدّد تونس بهذه المناسبة تمسّكها بمبادئ المنظّمة والتزامها بالانخراط في تحقيق الأهداف الأمميّة في جميع المجالات ، فإنّها توجّه تحيّة تقدير وإكبار لكلّ العاملين بها، لا سيما قوّات حفظ السّلام والأمن في البعثات الأممية والعاملين في المجال الإنساني والتنموي، ومن بينهم التّونسيات والتونسيون الذين ساهموا منذ ستّينات القرن الماضي ولا يزالون في الذّود عن قيم المنظّمة وتكريس التّضامن الدوليّ.
كما تشيد تونس جهود السّاهرين على حسن سير المنظّمة، وفي مقدّمتهم أمينها العام ومساعدوه وممثّلوه، من أجل تطوير أداء المنظّمة وجعلها أكثر تفاعلاً مع التّغيّرات الدّوليّة الرّاهنة.