رأت صحيفة /الجارديان/ البريطانية ، أن صعود نجم تنظيم "داعش " الإرهابي في سوريا والعراق إنما يساعد على تفتيت حركة طالبان الباكستانية ، الجماعة المسلحة المتعثرة التي تعاني من الصراعات الداخلية والانقسامات. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إنه منذ أن باتت جماعة "تحريك طالبان الباكستانية"، أكبر جماعة مسلحة وأكثرهم إثارة للذعر في البلاد ، في وضع حرج بعد مقتل قائدها ذو الشعبية الطاغية حكيم الله محسود في هجوم شنته طائرة أمريكية بدون طيار عام 2013، توالت الضربات القوية هذا الصيف بشن هجوم عسكري ضاري ضد معاقل الجماعة.
واستدركت الصحيفة قائلة إن مصدر أحدث تحدي لجماعة تحريك الباكستانية هو النجاحات العسكرية المروعة التي حققها تنظيم "داعش " ومطالبته للمسلمين جميعا بمبايعة الخلافة الجديدة التي أعلنها في يونيو الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن مطالبة من أطلق على نفسه الخليفة أبو بكر البغدادي بالقيادة الإسلامية العالمية، تهدد بتقويض جماعة تحريك الباكستانية، التي تستمد سلطتها الكبيرة من حقيقة أن زعيمها الروحي هو الملا عمر، واعظ القرية ذو العين الواحدة الذي حكم طالبان الأصلية "الإمارة " في أفغانستان قبل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.
وأشارت الجارديان إلى أن قيادة جماعة تحريك الباكستانية المتعثرة أعلنت هذا الأسبوع عن إقاله المتحدث باسمها شهيد الله شهيد بعدما أعلن المتشدد البارز ولائه الشخصي للبغدادي.
وقال البيان الذي تم نشره على الصفحة الرسمية للحركة ، إن المتحدث باسمها ترك الجماعة من قبل، مؤكدا أن قائد تحريك الباكستانية الملا فضل الله يستمر في دعمه للملا عمر، "أمير المؤمنين".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن التحدي الذي يشكله تنظيم "داعش" هو مجرد أحدث التحديات التي تواجهها حركة طالبان الباكستانية، التي انشقت مرارا منذ تولى فضل الله السلطة في العام الماضي بعد نزاع مرير على الخلافة.