أعلنت جماعة طالبان الباكستانية بيعة الولاء لتنظيم داعش الإرهابى "الدولة الإسلامية"، ودعت طالبان من وصفتهم بالمجاهدين في كل أرجاء جنوب آسيا وبخاصة باكستانوأفغانستان إلى مناصرة الداعشيين فيما وصفته "بجهادهم في منطقة الشرق الأوسط وإقامة دولة الخلافة الإسلامية". جاء ذلك بعد أيام قليلة من تعيين زعيم القاعدة أيمن الظواهرى لزعيم طالبان عاصم عمر أميرا على فرع القاعدة في جنوب آسيا وهو الفرع الذي رسم خطة الهجوم على الولاياتالمتحدةالأمريكية في العام 2001 وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تقطع بعلاقة تحالف عضوى بين القاعدة وتنظيم داعش الإرهابى مثلما هو الحال بين القاعدة وطالبان إلا أن المراقبين يعتبرونهم في خندق واحد وتبنيان ذات الأفكار الإرهابية والتكفيرية.
ففى مطلع الشهر الجارى عثر في مدينة بيشاورالباكستانية على منشورات تحض على مناصرة داعش وفى عيد الأضحى أعلن شهيد الله شاهد الناطق باسم طالبان الباكستانية أن الحركة تناصر وتدعم حملة داعش في سورياوالعراق ومناطق الشرق الأوسط الأخرى وكان ذلك في معرض رسالة تهنئة من الناطق الطالبانى لمسلمى باكستان بالعيد.
ويرى المراقبون أن حركة طالبان التي تعتمد في تمويلها على تبرعات بعض من أثرياء الشرق الأوسط والخليج العربى تعانى من انقسامات في صفوف قيادتها، فلم تصدر عن شبكة حقانى الإرهابية التي تعد الجناح المسلح لها في باكستان أي بيانات تؤكد وجود تنسيق مع داعش والشبكة التي تركز معظم انشطتها على زعزعة استقرار أفغانستان برغم اتخاذها باكستان مقرا لقيادتها، كما تعارض قبائل محسود الباكستانية ذات النفوذ التسليم لقيادة طالبان للملا فضل الله الذي بويع زعيما للحركة في أواخر العام 2013.
ومن ثم يرى المقربون أن حركة داعش الإرهابية قد تستطيع اللعب على تلك التناقضات الداخلية في حركة طالبان لتحقيق مكاسب لها حتى وأن كانت معنوية على صعيد الاعتراف بشرعية عملياتها الإرهابية ومن ثم تجنيد المقاتلين من الميادين الباكستانية والأفغانية بكثافة وتعميق الخلاف الإيدلوجى المعادى للغرب بين تلك الحركات الجهادية وقوات التحالف الدولى الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش في العراقوسوريا لا سيما بعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من أفغانستان بنهاية العام الجارى.