جنوداً سطرت حروف المجد والانتصار بحروف من ذهب لتحقيق الانتصار العظيم في حرب السادس من أكتوبر في عام 1973وربما لم تحظ إعلامياً بالهالة الكبرى التي التفت حول الرئيس الأسبق"محمد حسني مبارك" كصاحب الضربة الجوية الأولى، أو الزعيم الراحل"محمد أنور السادات" بطل الحرب والسلام، أو قيادات الجيش في صفوفها الأولى، ولكن دورها لا يقل عظمة وتضحية وفداء في تحقيق النصر الكبير على العدو الصهيوني المتمركز في الضفة الشرقية من القناة قبل حرب 6أكتوبر،متغطرساً بسلاحه الجوي، وساتره الترابي الهش.
"خليكوا رجالة وأثبتوا للعالم وجودكم وحرروا أرضكم ونتقابل في القنطرة شرق بإذن الله" كلمات صادقة وثابتة على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً على حرب أكتوبر، إلا أنها لم تمح من ذاكرة الستيني العريف"الأمير عبد المجيد عبد الرحمن" من قوات حماية اللواء 15 مدارع بقيادة العميد أحمد تحسين شنن كتيبة 385 دفاع جوى بحرب أكتوبر المجيدة، عندما أبلغته قائد كتيبته العميد"أحمد تحسين" بموعد الحرب قبل بدئها 72 ساعة وكلمات الحماس الذي غرزها في قلوب مجنديه للاستعداد لحرب كبرى، الانتصار فيها هو سيد موقفها.
التقت بوابة "الفجر"، العريف"الأمير عبد المجيد"داخل منزله الذي علق بداخله شهادة إدائه الواجب الوطني بحرب73 وتكريمه من القوى المدنية للاشتراكه في حرب 6 أكتوبر، قائلاً: "كلمات العميد أحمد تحسين لن تنس أبداً من ذاكرتي عن حرب أكتوبر، حيث أبلغ جميع الجنود بموعد الحرب قبل بدأئها 72 ساعة وتحديداً يوم 4أكتوبر، وقد كانت كلماته والتدريبات الشاقة لاستعداد الحرب والبروفات هي نقطة النور التي اشعلت نيران الانتصار في صدورنا".
وأضاف: " كان يوم 4 أكتوبر قبل الحرب بيومين تم إعطاء أوامر بتدريب القوات تدريبات شاقة كحرب تصويرية وكانت التدريبات عبارة عن اشتباكات مع فصائل عدو وكيفية عبور قناة السويس، وكان قد تم منع الإجازات نهائياً، وكانت كتيبة 385 كان دورها مواجهة سلاح طيران العدو أثناء عبور القوات من القنظرة غرب إلى القنطرة شرق، والسماح لهم بعبور الساتر الترابي من خلال معبر 48".
وتابع: "كانت حرب أكتوبر قد اعتمد جزء منها على خداع العدو الذي يفصل بينه وبينا ساتر ترابي نحو 17 متر به نقطة مراقبة من العدو يرصد به تحركاتنا، وقد امرنا قائد الكتيبة باللعب بالكرة والعوم في مياه القناة، لإيهام العدو بعدم نية مصر لخوض معركة معهم، بالإضافة إلى الأخبار الوهمية بسفر جنود للعمرة في شهر رمضان، وذلك على عكس الحقيقة، وأنه كان يوافق عيد الغفران للعدو الذي كان يحتفل به على الضفة الشرقية، وفى الخامس من أكتوبر قمنا بالتأكدمن مكان المعبر الذى سوف نعبر منه بحيث نتمركز فى ذات المنطقة إلى أن تأتى تعليمات جديدة".
وأضاف: "وفي السادس من أكتوبر "يوم العبور" الموافق العاشر من رمضان كنا صائمين ولكن جائتنا تعليمات بإن نفطر قبل العبور بساعات, وقبل الساعه الثانية ظهراً كانت كل القوات متمركزة فى أماكنها فى انتظار الضربات الجوية، وقد بدأت أول ضربة جوية في تمام الساعة الثانية ظهراً، وقدقام سلاح المهندسين ببدء فتح المعبر وضخ المياه بواسطة الترامباط وقد تمكنت القوات الباسلة من فتحه ووضع سلاح المهندسين المعابر لتمهيد الطرق للقوات للعبور".
وأكمل: "وبعد 6 ساعات من ملحمة قتالية بين جنود المصريين وطيران العدو تم عبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية، وكان الطيران بيهرب من سام 2 و3 ويسير منخفضاً، وقد قمت بإصطياد ثلاثة طائرات بالاشتراك مع زملائي، وقد مهدنا الطريق للقوات للعبور إلى الشرقية".
واسترسل: "لقد تمركزت الكتيبة في القنطرة شرق لانتظار تعليمات جديدة وعبرت القوات قناة السويس، وفى الساعة 10 مساءا جاء قائد الفرقة 18 مشاه "اللواء فؤاد عزيز غالى" واجتمع بقيادات الكتائب للتمركز على جزء مرتفع بالضفة الشرقية لكشف تمركزات العدو،وكان طيران العدو يقذف صواريخ "اس اس" على القوات المصرية فقامت قوات الحيه بضرب طيران الهيلكوبتر "العدو" يوم 10 اكتوبر الساعه 1 صباحا".
ثم قمت مع زملائى بركوب سيارة قتالية الساعه 2 صباحاً لتجهيز الاشتباك مع طيران العدو وطالب قائد القرقة اللواء فؤاد عزيز غالى ان ننهى العملية خلال ساعة فى حالة إذا نجحت المهمة أم لم تنجح ، وقد تم التمركز لاصطياد طيران العدو قبل شروق الشمس وحفر برميلية للاشتباك مع الطيران وتم عمل خندق أيضاً، ومن خلال صواريخ الحية والمراقبين الجوين الذين يقومون برصد طيران العدو، للإبلاغ عن موقعها لاصطيادها، قائلاً:"كنا دائماً في الحرب نركز على ضرب محرك، لإحداث حالة من الانفجار والشلل التام، وقد قام العدو بعد أن فقد قدرته على الحرب بالطيران وأحداث له شلل تمام، بإلقاء قنبلة ألف رطل سقطت على كتيبة 23 ملى، بترت قدم زميلي النقيب جمال، ووفاة زميلي الجندي شحاته فلفل، وأصبت بشظية بين الحاجبين وتم نقلى على طريق الاسماعلية وخرجت بعد العلاج فى اليوم الثاني، بعد الحرب على مدى ستة أيام متتالية".
وفي يوم 22 أكتوبر أعلن الزعيم الراحل"محمد انور السادات" وقف إطلاق النار بعد أن قامت امريكا بمساعدة اسرائيل بطائرات لضرب الطيران المصري فيمنطقة القنطرة شرق، مضيفاً كانت حرب أكتوبر ملحمة تاريخية كبرى وفخر لي، فجميع الجنود كانوا على اتم الاستعداد لفقد أرواحهم مقابل العزة والكرامة واسترداد الأرض.
وأكد أنه قد تم منحه شهادة تقدير من القوات المسلحة سنة 1973 لمشاركته فى الحرب كما تم منحه شهادة تقدير من لجنة حزب الوفد بالإسكندرية سنة 2009 كما تم منحة شهادة تقدير لجهودى فى الحرب من المنطقة الشمالية العسكرية سنة 2013، ونوه بان مدة خدمتة فى الجيش كانت من سنة 1970 الى سنة 1975.