تحل اليوم فى اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك الذكرى ال41 للسادس من أكتوبر، "بوابة الوفد" التقت أحد قوات الدفاع الذين شاركوا فى تحقيق الانتصار ورفع علم مصر على الضفة الشرقية. العريف من قوات الدفاع بحرب أكتوبر سنة 1973 ومن مواليد محافظة الإسكندرية، من قوات حماية اللواء 15 مدارع بقيادة العميد أحمد تحسين شنن كتيبة 385 دفاع جوى، والتى كانت تحتوى على أحدث أنواع الدبابات "تى 62" وكانت الكتيبة مشكلة على أحدث الصواريخ الحية "سام 7 حاليا" وتحتوى على 3 فصائل مدفعية وكتيبة مشاة ودفاع جوى ومدرعات وخدمات طبية. قال العريف الأمير عبد الرحمن أن يوم 4 أكتوبر "قبل الحرب بيومين" تم إعطاء أوامر بتدريب القوات على تدريبات شاقة مكثفة قتالية كحرب تصورية، مشيرا إلى أن التدريبات كانت عبارة عن اشتباكات مع فصائل عدو وكيفية عبور قناة السويس وكان ممنوع الاجازات بشكل نهائى. وأضاف:" قام قائد الفصيلة بتكليفنا بعبور معبر 48 الذى يربط قنطرة شرق بغرب فى قناة السويس وصد الطائرات لحماية اللواء 15، موضحا أن المعبر كان يوجد به أقوى نقطة اشارية بمخازن تشغيل "النبلام " وقمنا بالتمركز فى أماكننا، وقد تم إخبار القوات بمواعيد الحرب يوم 4 أكتوبر، حيث قام اللواء احمد تحسين شنن بجمع القوات، مؤكدا أن الحرب ستكون يوم 6 أكتوبر الساعة الثانية ظهرا، مشددا على أن هذا اليوم سيكون فاصلا بيننا وبين إسرائيل لاسترداد أرضنا وقام القائد بترديد كلمات حماسية للقوات منها "حرروا أرضكوا واثبتوا للعالم انكم رجالة"، وعقب هذه الكلمات شعرنا بالحماس والقوة، واننا لابد أن نستشهد أو نحرر أرضنا وكنا لا نرهب الموت. وتابعت: "قد قمنا بعمل تدريبات وهمية على الضفة الغربية حيث قام العساكر بلعب كرة اليد والسباحة فى مياه القناة.. حتى لا يشعر العدو بأى استعدادات هجومية من الجيش المصرى عليه. واستكمل العريف: "وفى الخامس من أكتوبر، قمنا بالتأكد من مكان المعبر الذى سوف نعبر منه بحيث نتمركز فى ذات المنطقة إلى أن تأتى تعليمات جديدة وقد تدربنا على كيفية اقتحام "خط برليف" بالضفة الشرقية مكان العدو وكانت عبارة عن ساتر ترابى رمالية ومسلح بارتفاع 20 مترا بحيث أن القوات المتواجدة بالضفة الغربية " مكان القوات المسلحة المصرية " لا ترى تحركات قوات العدو بالضفة الشرقية. وأضاف العريف الأمير أنه فى السادس من أكتوبر"يوم العبور" وكان يوافق العاشر من رمضان كنا صائمين وجاءتنا تعليمات بأن نفطر قبل العبور بساعات, وقبل الساعة الثانية ظهرا كانت كل القوات متمركزة فى أماكنها فى انتظار الضربات الجوية وبدأت أول ضربة جوية" الساعة 2 " وقام سلاح المهندسين ببدء فتح المعبر وضخ المياه بواسطة التلمبات وقد تمكنت القوات الباسلة من فتحه ووضع سلاح المهندسين المعابر لتمهيد الطرق للقوات للعبور.
واستكمل العريف الأمير – وفى يوم النصر الساعة السادسة مساء كانت القوات المصرية فى الضفة الشرقية "مكان العدو" وكان الطيران بيهرب من سام 2 و3 ويسير منخفض وفى هذا الوقت قمنا باصطياد طيران "العدو" التى تقوم بقتل قواتنا وقد قمت باصطياد 3 طائرات بالاشتراك مع زملائى ومهدنا الطريق للقوات للعبور بقنال الضفة الشرقية وكان العدو يشعر بالذهول من عزمنا وحماسنا ورغبتنا فى الموت فى سبيل تحرير أرضنا وأشار بأن يوم السادس من اكتوبر كان عيد الغفران عند العدو الإسرائيلى ولذلك اختار الرئيس انور السادات هذا اليوم لانشغال العدو بالاحتفال بعيدهم وكانوا يتوقعون بأن الجيش المصرى ضعيف خاصة أن الصحف قبل الحرب كان تنشر اخبارا كاذبة عن الجيش لتشتيت العدو. واستطرد العريف الأمير قائلا :" لقد تمركزنا فى قنطرة شرق لانتظار تعليمات جديدة وعبرت القوات قناة السويس وفى الساعة 10 مساء جاء قائد الفرقة 18 مشاة "اللواء فؤاد عزيز غالى" واجتمع بقيادات الكتائب للتمركز على جزء مرتفع بالضفة الشرقية لكشف تمركزات العدو". وتابع: "كان طيران العدو يقذف صواريخ "اس اس" على القوات المصرية فقامت القوات بضرب طيران الهيلكوبتر "العدو" يوم 10 أكتوبر الساعة 1 صباحا. وأكمل: "قامت القوات القتالية المصرية بترديد الشهادة "لا الله الا الله محمد رسول الله " قبل القيام بالمهمة وقمت أنا وزملائى بركوب سيارة قتالية الساعة 2 صباحا لتجهيز الاشتباك مع طيران العدو وطالب قائد القرقة اللواء فؤاد عزيز غالى أن ننهى العملية خلال ساعة فى حالة إذا نجحت المهمة أم لم تنجح. وأضاف: "قمنا بتنفيذ الأمر بالتمركز لاصطياد طيران العدو قبل شروق الشمس وحفرنا برميلين للاشتباك مع الطيران وتم عمل خندق أيضًا، وحملنا الصواريخ الحية على أكتافنا وكان المراقبون الجويون يقومون برصد طيران العدو ويبلغونا بموقعها لاصطيادها وكنا نركز على ضرب محرك طيران العدو وقمت باصطياد 3 طائرات بالاشتراك مع زملائى وكانت من أصعب المهام. وقام العدو بإلقاء قنبلة ألف رطل سقطت على كتيبة 23 ملى وكان معى نقيب جمال خلاف أصيب بشظية تسببت فى بتر قدمه وكان يرفقنى أيضًا جندى مجند شحاتة فلفل أصيب بشظية فى بطنه وتوفى وأنا أصبت بشظية بين الحاجبين وتم نقلى على طريق الإسماعيلية وخرجت بعد العلاج فى اليوم الثانى بعد أن دمرنا إسرائيل على مدار 6 أيام متتالية وفى يوم 12 اكتوبر قامت أمريكا بمساعدة إسرائيل لضربنا عبر طيرانها فى منطقة القنطرة شرق إلى أن اخذ الرئيس انور السادات قرارا بوقف إطلاق النار فى 22 اكتوبر وتم منحى شهادة تقدير من القوات المسلحة سنة 1973 لمشاركتى فى الحرب كما تم منحى شهادة تقدير من لجنة حزب الوفد بالاسكندرية سنة 2009 كما تم منحى شهادة تقدير لجهودى فى الحرب من المنطقة الشمالية العسكرية سنة 2013.ونوه بأن مدة خدمته فى الجيش كانت من سنة 1970 إلى سنة 1975.