من رحم الهزيمة يولد النصر.. خيّم الحزن أرجاء الوطن بعد نكسة 1967.. ومرت شهور وسنين ثقيلة وكئيبة على المصريين.. وبعد 6 سنوات من الهزيمة جاء العبور العظيم ليعلن النصر. 6 أكتوبر.. يوم يتكرر كل عام.. يخلد ذكرى الملحمة التى رسمها الجيش المصري بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات أمام العدو الإسرائيلي في حرب 1973..
خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، وكانت إسرائيل قضت السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ هائلة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان (خط آلون) وفي قناة السويس (خط بارليف).
القرار
في 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م. كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائليين.
لحظة الهجوم
شنت مصر وسوريا هجومًا متزامنًا على إسرائيل في الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر الذي يوافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء. ونجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ، ما أربك الجيش الإسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصرية والجولان السوري، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.
القوى المشاركة
شاركت مصر ب300 ألف جندي، و1,700 دبابة، و2,000 مدرعة، 1,120 مدفع، 400 طائرة حربية، 140 مروحية، 107 قطعة بحرية، بينما كانت قوات سوريا 1100ألف جندي، 1,200 دبابة، 800 مدرعة، 600 مدفع، 321 طائرة حربية، 36 مروحية، 21 قطعة بحرية.
وكانت القوى المشاركة مع العدو الصهيونى 415 ألف جندي، 2,350 دبابة، 3,000 مدرعة، 1,593 مدفع، 600 طائرة حربية، 84 مروحية، 38 قطعة بحرية.
الخسائر
8,528 شهيدًا من المدنيين والعسكريين، 19,549 جريح
في مصر.. تدمير 500 دبابة، 120 طائرة حربية، 15 مروحية. أما سوريا.. تم تدمير 500 دبابة، 117 طائرة حربية، 13 مروحية إسرائيل
أما خسائر إسرائيل على الجبهتين: من 8,000 إلى 10,000 قتيل، و20,000 جريح. تدمير أكثر من 1000 دبابة. إصابة وأسر عدد أخر من الدبابات. تدمير من 303 إلى 372 طائرة حربية. تدمير 25 مروحية.
الأبطال
والقادة الذين تولوا قيادة معركة أكتوبر، وهم: 1- الفريق أول: أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة. 2– لواء: سعد الشاذلي رئيس الأركان. 3- لواء: محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات. 4- لواء: محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع المدني. 5- لواء بحري: فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية. 6- لواء طيار: محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية. 7- لواء: محمد سعيد الماحي مدير سلاح المدفعية. 8- لواء: كمال حسن علي مدير سلاح المدرعات. 9- لواء مهندس: جمال محمد علي مدير سلاح المهندسين. 10- عميد: نبيل شكري قائد قوات الصاعقة. 11- عميد: محمود عبد الله قائد قوات المظلات. 12- لواء: عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث. 13- لواء: سعد مأمون قائد الجيش الثاني.