سادت حالة من الإحباط يتخللها الغضب لدى شباب وأهالي النوبة بالإسكندرية بسبب عدم تخصيص هيئة السكة الحديد لأول مرة منذ أكثر من ثلاثون عاماً قطارين لهم للسفر إلى أهلهم بإسوان لقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك، بعد مفاوضات بدأت بين عبد الفتاح عبد السيد رئيس لجنة القطارات بالنادي النوبي العام الذي يقوم كل عام في عيد الأضحى المبارك بحجز قطارين لأهالي النوبة بالإسكندرية بإسعار مخفضة، تكون الرحلة قبل يوم وقفة العيد تبدأ الرحلة الأولى في تمام الثامنة صباحاً، والأخرى في تمام الحادية عشرا صباحاً، ويقوم بالإشراف حتى مغادرة أخر نوبي داخل محطة سكة حديد الإسكندرية، وبين رئيس هيئة السكة الحديد ووزارة النقل، إلا أن المفاوضات قد انتهت في النهاية بالفشل.
فقد قامت القيادات النوبية بالإسكندرية بتهدأة شباب النوبة الذين أصابهم حالة من الغضب بسبب عدم تخصيص الدولة قطارين لهم منذ أن صدر قرار في سبعينات القرن الماضي بتخصيص قطارين من الإسكندرية وثلاثة قطارات بالقاهرة بعدد كل منهم 15 عربة لأهالي النوبة في عيد الأضحى فقط، تكريماً من الدولة لهم بعد تهجيرهم من أراضيهم لبناء السد العالي بإسوان، وتعطل حلمهم بالعودة لسنوات طويلة.
حيث كان قد هدد الشباب بقطع خط السكة الحديد غضباً بسبب قرار رئيس هيئة السكة الحديد في البداية بإلغاء تخصيص القطارين، بسبب مطالبة أسر الصعيد بالمحافظات بالمثل، ثم قيامهم بتخصيص قطارين فقط كل منهم عشرة عربات فقط، مما يؤدي إلى وجود زيادة في الأعداد لنحو 400 شخص نوبي، مما أدى إلى صدور قرار من الأندية العام النوبية بالإجماع برفض تخصيص تلك القطارات لهم، وقد رد عليهم رئيس السكة الحديد أن القطارين سيخرجان في نفس ميعاد الرحلة وأنهما مفتوحان لأهالي النوبة ولباق الأهالي.
ومن جانبه وصف طارق حسين المتحدث بإسم النادي النوبي العام أن إلغاء تخصيص القطارين"فجيعة" لأهالي النوبة، حيث أن قرار الدولة بتخصيص القطارين، لهما بعدين اجتماعي وسياسي، فالاجتماعي أهالي النوبة بالإسكندرية مرتبطون بأرضهم مع أهاليهم في إسوان، وأن أهالي النوبة لا ينظمون احتفالاتهم ومراسم زواج الأسر إلا في مناسبة عيد الأضحى المبارك انتظاراً لذويهم بالمحافظات الأخرى، وأن أهالي النوبة بالإسكندرية لا يضحون بأضحيتهم إلا في إسوان، والشق السياسي أنه يعد تكريم من الدولة لهم، وتمسك الدولة بالحفاظ على الهوية النوبية، وأن قرار إلغاء التخصيص سبب حالة من الغضب والإحباط لدى الأهالي، وشعورهم بعدم تقدير الدولة لهم.