تأتي هذا العام مصادفة تحدث كل 20 عاماً وهي تناسب عيدي الغفران عند اليهود والأضحي عن المسلمين، وهو الأمر الذي ينذر بحدوث مواجهات في إسرائيل ولا سيما المستوطنات التي تحوي عرباً ويهوداً.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوي، فقد حدث من قبل في عكا في المواجهات التي وقعت بين يهود وعرب عام 2008 بسبب دخول مواطن عربي مستخدماً سيارته إلى حي يهودي وهو الأمر المحظور عند اليهود في عيد الغفران، حيث لا تستخدم السيارات، وتجري النية إلى تشديد الإجراءات الاحترازية في حيفا وعكا ويافا كونهم من أكثر الأماكن التي تحوي عرب مع يهود، وهو الأمر الذي قد تندلع معه مواجهات مباشرة لطبيعة العيدين حيث عيد الأضحي والاحتفالات والأطعمة الشهية والخروج والفرحة، وعيد الغفران الذي يقتضي السكون التام وفقا للشريعة اليهودية.
وعيد الغفران هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط، وهو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة، وحسب التراث اليهودي، هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.
ويعد عيد الغفران يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، وإشعال النار، والكتابة بقلم، وتشغيل السيارات وغيرها.
وفي هذا الشأن، يقول الدكتور قدري حنفي، الخبيرفي الشأن الإسرائيلي بمركز الأهرام، إن عيد الغفران عن اليهود هو يوم مميز لما يمثله من قيمة تاريخية لديهم، مشيراً إلى أن يوم الغفران هو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة، حيث جاء فيها "وتذللون أنفسكم"، فأخذت هذه العبارة على أنها إشارة إلى الصوم، ويوم الغفران هو ترجمة للاسم العبري "يوم كيبور"، وكلمة "كيبور" من أصل بابلي ومعناها "يطهر"، والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي "يوم الكفارة".
وأكد "حنفي"، قي تصريح ل"الفجر"، أأن مصر وسوريا أعلنت الحرب على إسرائيل في انتصار في ذلك اليوم لتلحق بهم الهزيمة في أهم يوم لديهم، متوقعًا أن يستغل الكيان الصهيوني ما يحدث في فلسطين في الوقت الحالي، وأن يقوموا بشن هجمات عدوانية على قطاع غزة في أول أيام عيد الأضحى بالتزامن مع يوم الغفران.
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن يوم الغفران يتبارك به الجميع من أجل الصيام، لذلك فمن المتوقع شن غارات على فلسطين وخاصًة وسط النزاع على عكا.
فيما أشار الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، إلى أن عيد الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب كله الغفران من الآله، موضحاً أن اليهود يستغلون ذلك اليوم لعمل عمليات واسعة في غزة وعدد من الأراضي العربية على اعتبار أنهم ينفذون وعود الله وحقوقه في أن يحصلوا على الأرض كاملة.
وأكد عبد الوهاب، أن تزامن عيد الأضحى مع عيد الغفران يتزامن كل 30 عام والكيان الصهيوني لا يترك يوم مميز هكذا، دون أن يشن هجمات عدوانية على قطاع غزة، مطالبًا جامعة الدول العربية بتدخل وعمل هدنة لوقف أي عدوان في ذلك اليوم.
فيما قال الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن تزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران بالتأكيد سيخلق مواجهات من قبل الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين، مشيراً إلى أنهم يرفضون أي أعياد تخص أي دين آخر غير الدين اليهودي ويتعاملون معه بكل عنف.