يشتكي الباعة داخل سوق الثلاثين الجديد بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية بإفتقار السوق لتواجد المشترين وركود حركة البيع والشراء، نتيجة قلة الخدمات بداخل السوق وعدم رفع كفاءته، منذ أن تم بنائه عام 1يوليو2008 ونقل البائعين المتجولين من سوق المعهد الديني بسيدي بشر إليه لتقنين أوضاعهم، ما أدى إلى خسائر يومية في تجارتهم وارتفاع المديونيات عليهم إلى محافظة الإسكندرية ما بين 8-11 ألف جنيه عن كل بائع، نتيجة عدم سدادهم الإيجار الشهري المقدم إلى المحافظة، مما أدى ذلك إلى انتياب الباعة حالة من السخط والغضب.
وقامت محافظة الإسكندرية في عام 2007 ببناء نحو 644 باكية بسوق الثلاثين تعمل في كافة أنواع البيع من الملابس والمنتجات الغذائية والخدمية، لتسكين باعة المتجولين بسوقي المعهد الديني وشارع القاهرة، إلا أن المفاجأة لم يتم تشغيل إلا نحو 150 باكية فقط ورفض الباعة في أسواق القاهرة والمعهد الديني الانتقال إلى باق الباكيات، بسبب بعد سوق ثلاثين عن منطقة زحام الأهالي والمشترين في وسط منطقة سيدي بشر، ولقلة الخدمات داخل السوق، مما أدى إلى انصراف أهالي الإسكندرية إلى التردد إلى سوق الثلاثين الجديد، مما أدى إلى تكبيد الباعة خسائر في بضاعتهم وارتفاع المديونية عليهم لدى المحافظة.
وقال أشرف رفعت محمد بائع ملابس بباكية 371 بسوق الثلاثين الجديد لبوابة "الفجر"، إنه منذ عام 2007 بدأ الباعة في سوق المعهد الديني بتقنين أوضاعهم مع محافظة الإسكندرية، وقد تم بالفعل بناء الباكيات داخل سوق الثلاثين، وقد نقل عدد كبير من الباعة من سوق المعهد الديني إلى سوق الثلاثين، إلا أن بسبب قلة تواجد المواصلات لنقل المواطنين إلى داخل السوق وارتفاع درجات الحرارة وعدم تواجد مظلات، أدى إلى ضرب السوق وعدم تردد المواطنين إليه، وقد قام عدد من الباعة بالعودة مرة أخرى إلى سوق المعهد الديني، وشارع القاهرة، وأنه قد تم بناء باكيات للباعة بسوق المعهد الديني وترك الباعة متجولين بشارع القاهرة قد أدى إلى هجرة المواطنين سوق الثلاثين والاتجاه نحو المعهد الديني والقاهرة.
فيما أضاف محمد عبد المنعم صاحب باكية 336 بسوق الثلاثين أن كل بائع من المفترض دفع 310 جنيه إيجار شهري للمحافظة، إلا أنه قلة البيع والشراء قد أدت إلى خسارة جميع التجار بضائعهم وارتفاع المديونيات على جميع الباعة، وفي ذات الوقت المحافظة تطالبهم شهرياً بدفع المديونيات، فالباعة غير قادرين على سداد ديونهم، وقضاء مصاريف أسرهم.
واستكمل أنه منذ نقلهم عام 2007 قد قاموا بتقديم شكاوي إلى جميع رؤساء الأحياء المتعاقبين بضرورة حل مشاكلهم ونقل جميع الباعة بسوق المعهد الديني والقاهرة معهم وفتح خطوط مواصلات إلى السوق، لنشاط حركة البيع والشراء داخل السوق، إلا أنه ليس هناك من مجيب لحل تلك مشاكلهم.
وأكد أن هناك باعة مريضون بأمراض مزمنة ولديهم أسر وأطفال يريدون الصرف على علاجهم ومستلزمات أسرهم، وغير قادرين على سدادها، قائلاً: "لا يوجد مسئول ينظر بعين العطف على الباعة، فدائماً يتم تصويرنا على أننا متسولين وبلطجية، ولا يتم الحديث عنا بإننا مواطنين لدينا حقوق، فنحن نريد العمل داخل اسواق متحضرة، والكسب من بضائعنا، لكن جميع رؤساء الأحياء يقدموا لنا مسكنات عن حل تلك المشكلة".
وطالب الباعة بأن يقوم رجال الأعمال بالمساهمة بسداد الديون عن الباعة التي ارتفعت المديونيات عليهم، وان يتم نقل باعة المعهد الديني معهم، وإزالة الباعة الجائلين في شارع القاهرة الذين يقومون بالوقوف داخل الشوارع الجانبية، خوفاً من الإزالة، ومع ذلك يقومون ببيع بضائعهم، وإدخال خدمات جديدة للسوق، تكسب ود المواطن، مشيراً إلى أن السوق منذ بدء العمل به في الساعة العاشرة صباحاً لا يوجد زبائن يقومون بالدخول إليه للشراء.
ومن جانبه اعترف اللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية اثناء جولته أمس برفقة اللواء فوزي مراسي رئيس حي المنتزه وقيادات المحافظة داخل سوق الثلاثين بمشاكل الباعة داخل السوق، وقد وعد الباعة بإزالة سوق القاهرة الذي تتوالى عليه حملات الإزالة أسبوعياً، واصفاً مغادرة الباعة لسوق الثلاثين "المنطقية"، وأنه سيتم تنفيذ جميع طلبات الباعة داخل السوق، للقضاء على مشاكلهم، وخاصة أن المحافظة قادرة على تحقيقها.
وقال إن هناك 644 محل داخل سوق الثلاثين الجديد وأنه قد بنائها بشكل حضاري جيد، وأنه الباعة يطالبون بتواجد نقطة شرطة لتوفير الحماية، ومكتب بريد ومنفذ خبز، وأنه سيتم تنفيذ جميع تلك المطالب، بالإضافة أنه سيتم إنشاء مكتب خاص للشكاوي تابع للحي داخل السوق، وتقديم منافذ بيع للقوات السلحة والمنتجات الغذائية التباعة لمديرية الزراعة ومقاهي للمواطنين ومبنى خدمات، لربط المواطنين بالسوق، وتفعيله إلى أقصى حد.
كما شدد محافظ الإسكندرية أنه إذا تم تفعيل السوق وإدخال كافة الخدمات به، من الممكن إلغاء كافة المتأخرات عن البائعين، وأنه إذا عاد الباعة بإغلاق الباكية في محاولة العودة إلى الشارع سيتم سحب الباكية منه، وأعطائها إلى الأكثر احتياجاً، مشيراً إلى انه بالمثل سيتم إدخال الخدمات أيضاً بسوق الباعة بأرض الموقف الجديد، لتفعيله.