على هامش زيارته إلى بروكسل التي بدأت أمس (الأحد) للمشاركة في فعاليات مؤتمر دولي حول حوار الأديان والثقافات في بلجيكا، يلتقي الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم علام، مفتي الديار المصرية، صباح اليوم (الاثنين)، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي، للتباحث حول ملفات كثيرة، أبرزها ما يتعلق ببعض التطورات التي عرفتها مصر أخيرا وكذلك دور الأديان في مواجهة العنف والفكر المتشدد. كما يشارك المفتي عقب ذلك في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي حول تطورات الأوضاع في مصر. وحسب مصادر داخل المؤسسة التشريعية الأوروبية، سيطرح النواب على مفتي مصر ما صدر عن القضاء من أحكام بالإعدام ضد عناصر تنتمي إلى الإخوان المسلمين وإحالة أوراق هؤلاء الأشخاص إلى فضيلة المفتي.
وفي تصريح ل«الشرق الأوسط»، قال أحمد صلاح، المسؤول الإعلامي بالسفارة المصرية في بروكسل، إن «المفتي سيتناول في كلمته أمام البرلمانيين صورة الإسلام مع التركيز على الوجه الوسطي المتسامح للإسلام وكيف أن الدين الإسلام يحض على الاعتدال ونبذ العنف، وسيتناول المفتي ذلك من خلال رسائل واضحة ومحددة لأعضاء المؤسسة التشريعية الأوروبية».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، وفي رد فعل على الأحكام الأخيرة التي أصدرتها محكمة مصرية بإعدام 683 شخصا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، قال الاتحاد الأوروبي إنه ضد عقوبة الإعدام في كل الحالات ومن ثم يعارض بشدة الحكم الصادر من محكمة المنيا ضد هؤلاء الأشخاص، التي سبق لها أن أصدرت أحكاما مماثلة ضد 529 شخصا في أواخر مارس (آذار) الماضي، «وأكدت المحكمة في قرارها الحكم ضد 37 منهم بالإعدام، مما يثير القلق لدينا»، وقال بيان صدر عن مكتب كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية، إن هذه المحاكمات تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث لا تزال التهم ضد الأشخاص المشتبه فيهم غير واضحة وتفتقر إلى إجراءات تتناسب مع المعايير الأساسية الواجب اتباعها. وجدد البيان دعوة الاتحاد الأوروبي إلى السلطات القضائية، وتماشيا مع المعايير الدولية، لضمان حقوق المتهمين في محاكمة عادلة ويخصص لها الوقت المناسب وعلى أساس من التهم الواضحة والتحقيقات المستقلة وضمان الاتصال بين المتهمين وأسرهم والمحامين، ولمح البيان إلى الشعور الأوروبي بالقلق فيما يتعلق بالتزام مصر بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ويدعو الاتحاد الأوروبي السلطات إلى العدول عن ما تقوم به حاليا حتى لا تتهدد أي محاولة للتغلب على الانقسامات داخل المجتمع وضمان التقدم نحو مصر ديمقراطية حقيقية ومزدهرة ومن خلال عملية سياسية مفتوحة لجميع المواطنين.
وألقى المفتي مساء أول من أمس، في أنتويرب البلجيكية كلمة في افتتاح فعاليات مؤتمر حول الحوار بين الأديان والثقافات بمشاركة 300 شخصية سياسية ودينية من دول العالم المختلفة، ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام ويأتي هذا العام تحت عنوان «السلام هو المستقبل بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى»، وتنظمه منظمة «سانت إيجيدو» المسيحية في بلجيكا. ويشارك في فعاليات المؤتمر 300 شخصية دينية وسياسية وثقافية وأكاديمية، من مختلف دول العالم، ويمثلون الديانات المختلفة ومنها الإسلامية والمسيحية واليهودية، ويبحثون من خلال عدة ورش عمل، الكثير من الملفات وموضوعات الساعة، ومنها العلاقة بين الدين والعنف وما يحدث اليوم، وأيضا نقاش حول العمل المشترك بين المسيحيين والمسلمين من أجل السلام، ومن بين الموضوعات الرئيسة المطروحة للنقاش، التركيز على المناطق الحرجة في العالم، ومنها ما يتعلق بمستقبل العراق وضرورة تفادي الفشل، وما يحدث في نيجيريا وضرورة الخروج من النفق المظلم، وكذلك مناقشة مكافحة الفقر والاهتمام بالاقتصاد لخدمة التنمية والسلام.