كشف اللواء محمد الغباشي الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، عن الصراع القائم بين الرئيس الأمريكى باراك اوباما والكونجرس والعلاقة بينهما التى اصبحت غير متناغمة وتتسم بقدر كبير من التوتر والمتناقضات على حد وصفه، وذلك على خلفية ما يعتبره الجمهوريون الذين يحتلون النسبة الاكبر من الكونجرس فشل الديمقراطيين فى ايجاد تصور للمنطقة العربية عقب ثورة 30 يونية الأمر الذى ادى إلى ارتباك الاستراتيجية الأمريكية وتنامى النفوذ الروسى وأضاف الغباشى، فى تصريحات خاصة للفجر تلقت الادارة الأمريكية خمس صفعات قوية بدأت مع الثورة المصرية فى 30 يونية اعقبها تقويض الضربة العسكرية الأمريكية على سوريا ثم قبول المبادرة البولندية بمباركة روسية لتفكيك السلاح الكيميائى السورى ثم الاتفاق على البرنامج النووى الإيرانى ورفع جزئى للعقوبات الاقتصادية على إيران وأخيرا فصل شبة جزيرة القرم عن اوكرانيا وبذلك تكون مصر وروسيا قد لقنا درسا عنيفا لاوباما وادارته واضعفا مركزه أمام خصومه من الجمهوريين
وأشار إلى أن المليارات من أموال الشعب الأمريكى التى انفقتها ادارة أوباما لدعم جماعة الإخوان الإرهابيين فى مصر والتى ادت ليس فقط إلى توتر العلاقات مع مصر بل مع السعودية أيضا وبالتالى خسارة امريكا اكبر حليفين لها فى المنطقة العربية هى اخفاق يضاف إلى سلسلة الاخفاقات الأمريكية تزيد موقف اوباما ضعفا وتستوجب محاسبته .
مضيفا علاوة على ذلك فإن الجمهوريين يرفضون برنامج الرعاية الصحية الذى اعيد انتخاب اوباما على أساسه وهذا من شأنه زيادة الأعباء الاقتصادية فى الوقت الذى تعانى فيه الولاياتالمتحدة ضغوطا اقتصادية ضخمة
وأوضح اللواء الغباشى أن الأزمة بين الكونجرس واوباما وصلت إلى ذروتها فى اكتوبر الماضى عندما رفض الكونجرس التصديق على رفع السقف الائتمانى للدين الأمريكى العام وكانت الولاياتالمتحدة على وشك الافلاس مشيرا إلى أنه على الرغم من احتواء الموقف الا أن هذا كان كاشفا لمدى التناقض بين كل من الكونجرس والادارة الأمريكية
وتابع الغباشى اتصور أن الارتباك الشديد الذى تعانى منه الادارة الأمريكية سيكون دافعا للجمهوريين خاصة العضوين البارزين جون ماكين وليندسى جراهام لتصعيد حدة الغضب الشعبى والمعارضة داخل الكونجرس ضد الديمقراطيين عموما والرئيس اوباما على وجه الخصوص قد تتنامى حدتها لتصل إلى ما وصلت إليه وقت الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون وذلك على خلفية فضيحة ووتر جيت
وحول قرار الكونجرس الأخير بتسليم مصر عشرة طائرات اباتشى اكد اللواء أن ذلك القرار يأتى فى الاطار السابق شرحه كمحاولة من الجمهوريين تصحيح مسار السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر خصوصا والمنطقة العربية عموما مشيرا إلى أن صمود الموقف المصرى أمام الضغوط الأمريكية التى باءت بالفشل وتنامى العلاقات المصرية الروسية التى ازعجت الولاياتالمتحدة هو ما اجبر الأمريكيين على تعديل سياساتهم تجاه مصر
كما أوضح اللواء الغباشى أن العشر طائرات هى مستحقات مصرية حيث أن خمس طائرات منهم كانت قد وصلت لأمريكا لعمل الصيانات الدورية ولكن الادارة الأمريكية مارست عربدة سياسية ورفضت تسليمهم إلى مصر وذلك على خلفية توتر العلاقات بين مصر وامريكا على خلفية ثورة 30 يونية مشيرا إلى أن الخمس طائرات الآخارى كانوا ضمن صفقة اتفق عليها منذ نهاية 2012
واختتم اللواء الغباشى حديثه قائلا على خلفية الضغوط الكبيرة التى يمارسها الجمهوريون على الديمقراطيين بسبب ارتباك الاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية وخسارة اكبر حليفين لها مصر والسعودية وتنامى النفوذ الروسى اضافة إلى عدم قدرة الولاياتالمتحدة على التصدى للنفوذ الروسى فى أوروبا والإيرانى فى العراقوسوريا فى الوقت الذى تعانى فيه الولاياتالمتحدة ضعفا اقتصاديا وتراجعا خاصة أمام القوة الاقتصادية الصاعد مجموعة بريكس اعتقد أن اوباما سيكون ثانى رئيس امريكى بعد نيكسون لا يتمكن من استكمال مدته الرئاسية لتئول الرئاسة إلى نائبه جو بايدن وليكون اوباما أول رئيس امريكى يحاكم ويعزل على يد الشعب المصرى