إن شعب مصر العظيم، والمثقفين الحقيقيين الفاعلين، قادرون على خوض كل المعارك بشرف، وأمانة، ورجولة دون أن يفقدون عقولهم، وأفكارهم، ويفرطون في حقوق بلادهم، أو تنبح نبح الكلاب بكذب مباح، بل كذب صراح، ومفضوح. وكل هذا الكم الكبير من الكذب المباح، والتناقض المزري، والتنصل من المسئولية، من قبل الإخوان، الذين يدعون أنهم قد أرسيت فيهم دعائم الخلق القويم، والسلوك الرفيع. والسؤال هنا، على من يكذب هؤلاء، وعلى من يضحكون، ويخدعون، ويخادعون؟ فعلى الإنسان الطبيعي، والمثقف، الواعي، أن يتعجب من هذه الجماعة، التي تبحث دائما وأبدا عن الإشتجار، وتستجديه، ولا تستعديه، وهى تدعى كذبا، زعامة الفكر، وتتوشح بشعار الحوار، والشورى، والحرية، والعقل، والمنطق. ولكن النقطة الإسترتيجية التى تبقى وراء كل هذه الأحداث، ماثلة أمام عين كل عاقل ومتعقل. والحق الذى لا مراء ولا جدال فيه، أنه أى حزب سياسي حر، أو أى جهة أو حركة نشطة شريفة، أو أى إتجاه وطني، لم يعرفوا، ولم يتعرضوا، طوال تاريخهم السياسي، بحادث إعتداء أو تعدي، على شخص، أو مجموعة، أو جماعة، مهما كان بينهم من خلاف. فالحق الطبيعي فى الحرية والتعبير لا يمكن أن يبني كما يحاول الإخوان فعله بالعنف والغوغائية. وأساليب العنف، والإرهاب، سوف لا تجدي ولا تنفع، وهم في أشد الحاجة للتوعية، والفهم، والتعقل، حتي يتمكنوا من وزن الأمور، التي لم يتمكنوا من السيطرة عليها. نحن لا يمكن أن ننكر الحقائق الغريبة، التى تبرهن وتثبت أن الإخوان كانوا يستغلون إمكانيات الجامعات، والنقابات، والإتحادات المصرية، والعربية، والدولية، لخدمة أشخاصهم أبشع، وأسوأ إستغلال. وبالطبع أدين هذا الأسلوب، لأنه ضربا من ضروب الخطايا الجوفاء، ودعوة صريحة، للفتنة، وإفساد فى الأرض بغير حق. وأكرر هذه الآية الكريمة التي ذكرتها أكثر من مرة في سلسلة مقالات (كذب الإخوان ولو صدقوا) وهي بمثابة رد على أفعالهم: (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون* واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون* ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) وهؤلاء هم إخوان سوريا، فاروق طيفور، نائب رئيس الإئتلاف السوري، وحسان الهاشمي، رئيس المكتب السياسي، ونذير الحكيم، وأحمد رمضان، و لؤي الصافي، وأنس العبدة، أعضاء الهيئة السياسية، يعشقون الكذب كما يعشقون المناصب، والكراسي، شاركوا في إجتماع الهيئة الذي ناقش رسالة تهنئة رئيس مصر، ووافقوا عليها بالفعل، وكذلك أرسل لؤي صافي بنفسه رسالة تهنئة للسيسي، مخالفا بذلك البروتوكولات الدبلوماسية، وخصوصا أنه الناطق بإسم الإئتلاف، حيث كانت تهنئته للسيسي قبل أن يعلن رسميا رئيسا لمصر، كما فعل وإحتفل إخوان مصر بمحمد مرسي رئيسا، قبل أن يعلن رسميا، فائزا بالإنتخابات، بصرف النظر عن تزوير هذه الإنتخابات التي نصبت مرسي رئيسا. إذن فإن إخوان سوريا، يرغبون في إرضاء السعودية، بالتهنئة والمباركة، وكذلك إرضاء قطر، وتركيا، بالإستقالة، والتذمر، نفاقا وخداعا، وليذهب الشعب السوري الى الجحيم. فمبدأ سد الذرائع، والنباح، والكذب المباح، تبيح المحظورات، على مبدأ الإخوان السائد، (الضرورات تبيح المحظورات). وفي مفاوضات (مؤتمر جنيف2)، الذي أعلن فيه الإخوان كذبا صراحا، بأنهم لم يشاركوا في هذه المفاوضات، رغم أن الإخوان شاركوا بأكثر من نصف أعضاء المؤتمر، بل كان كبيرهم الذي علمهم السحر، يؤيد، ويبارك، ويساند هذه المفاوضات في سويسرا. ألم يقسمون بأغلظ الأيمان، ويرفعون المصاحف كاذبين، بأنهم كإخوان، ليس لهم علاقة بمؤتمر بروكسل، وكذلك مؤتمر الإنقاذ، وظهرت لنا رسالة كبيرهم، التي أعطتهم الأمر المباشر بالمشاركة في المؤتمرين،؟ وبالطبع لأنهم يعيشون على مبدأ (السمع، والطاعة)، ولأن الواحد منهم كالضبع، وليس كالسبع، فكانت الطاعة والإستجابة لأوامرهم، بالحضور، والمشاركة، بل وتأسيس المؤتمرين الفاشلين. ولكنهم ردوا على هذا الكذب، بالقول، (كفارة هذه الأيمانات الكاذبة، صيام ثلاثة أيام يمينا باطلة). وبعد كل هذا الكذب الصريح، والخداع المتعمد، والتزييف الموبق، والتسييس المربك، والتناقض المسف، لا يخجل الإخوان من إرتداء عبائة الدين، وثوب الإسلام، من أجل تضليل الشعب عن حقيقتهم التى تستغل الدين، للوصول الى الكراسى والحكم. ولكن الحقيقة الواضحة من خلال تجاربنا معهم، هى أن خصوم الإسلام الحقيقيين، فى الواقع المرير، وللأسف الشديد، هم الإخوان، الذين يخونونه، بكسر قواعده، وعدم الإلتزام بتعاليمه، والتقيد بسماحتة، وتذوق روعته، ورؤية جماله، وهذه ليست خيانة للشعب المصري والعربي الطيب فحسب، بل هى خيانة لله أيضا، (وإن الله لا يهدى كيد الخائنين). إن مصر العريقة، مصر الناهضة، مصر الحضارة، مصر العراقة، في حاجة ماسة، للوحدة، والتوحد، والإستقرار، والتنمية، حتى تتمكن من الإصلاحات الضرورية، في كل مظاهر الحياة، مثل مايقوم به جيش مصر العريق، بحفر قناة السويس الجديدة، وتأسيس محور القناة، وإستصلاح ملايين الأفدنة، وإنشاء آلاف الكيلومترات، من الطرق، والكباري. ولكن أحزاب الإخوان المتعددة، وجمعياتهم المختلفة، وإتحاداتهم السرية، وتصرفاتهم العارية، التي تفشت بين الناس في مصر، وباقي الدول العربية، فرقت الكلمة، ومزقت الوحدة، رغم أنهم يصفون أنفسهم " بأنها دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة إقتصادية، وفكرة اجتماعية ". ويظهر التعريف، أن أيديولوجيا الجماعة، تشمل المجتمع، والدولة، والسياسة، والإقتصاد، والاخلاق، على غير الواقع والحقيقة. وعلى قيادات الإخوان أن يعتلوا منبر الصراحة، والوضوح، والصدق مع النفس، والغير، وخصوصا مع المصريين، ويعترفون بأنهم ليسوا كما يدعون ملائكة، وأنهم الحق والصدق، ومادون الإخوان باطل. وستقوم مصر، وستعلو مصر، وستنتصر مصر، رغم أنوف الحاقدين، الحاسدين، الضالين، المضلين، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون. (ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء).