اعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت" مرور 50 يوماً على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فترة كافية للوقوف والنظر الى الخلف وعلى مدار الايام التي مرّت لملاحظة اين يمكن تسجيل النجاحات واين يمكن تسجيل الاخفاقات لهذه الحرب. وترى الصحيفة ان في مقدمة هذه الاخفاقات التي افرزتها الحرب هي إنجرار الجيش الى حرب استنزاف لا يرغب بها، بالإضافة الى إفراغ مستوطنات غلاف غزة من ساكنيها. ووجهت الصحيفة إنتقادها لوزير الجيش الذي امتنع عن زيارة مستوطنة "ناحال عوز" خوفاً من صواريخ المقاومة، معتبرة ذلك رسالة نصر تم توجيهها لحماس للاستمرار بقصف المستوطنات بقذائف الهاون والصواريخ. وافترضت الصحيفة انه كان على يعلون عدم الاستجابة لمطالب حراسه بعدم الزيارة ليكون بذلك قدوة للاخرين بالوقوف مع سكان المنطقة في محنتهم، وهو ما اوقع يعلون في جملة من المشاعر الصعبة تجاهه من قبل سكان الجنوب. كما ترى الصحيفة بما هو اخطر من هرب يعلون من ناحال عوز، وذلك بقبوله مع رئيس الحكومة للمبادرة المصرية عند طرحها اول مرة وقبل تدمير الانفاق، وما تلا ذلك من شنهما لحرب برية طويلة نسبياً دون حسم نهاياتها وبدون افق لهذه النهاية. وتوجهت الصحيفة بإنتقادها لرئيس الاركان الذي دعا سكان الجنوب بالعودة الى منازلهم بعد اعلان التهدئة الاولى، عدا عن عدم قيام الجيش طوال ايام الحرب المستمرة بأية عمليات عسكرية وصفتها الصحيفة ب"اللامعة" والتي تكون لها انعكاسات نفسية على الفريقين على حد سواء. واشارت الصحيفة كذلك الى التقديرات الخاطئة لجهاز الاستخبارات العسكرية التي قالت "ان حماس لن تخرج الى الحرب في هذه الفترة مع اسرائيل" . وطالت انتقادات الصحيفة كذلك قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان الذي استخدم في الحرب آليات شكّلت خطراً على حياة الجنود، ما تسبب بمقتل 7 من الجنود نتيجة استخدام ناقلة جند قديمة بالية في هذه الحرب. واخيراً دعت الصحيفة لاستخلاص العبر من هذه الحرب، من خلال استيعاب عدد اكبر من بطاريات القبة الحديدية الجديدة، وكذلك بطاريات العصا السحرية المضادة للصواريخ، بالاضافة الى توفير الحماية الكافية للدبابات والآليات ضد القذائف المضادة للدروع، خوفاً من حدوث ازمة ثقة بين قيادة الجيش والجنود الذين دفعوا الثمن بإصابة صواريخ مضادة للدبابات للمدرعة في الشجاعية.