محمد الصياد وهند خليفة قائد الوحدة القتالية 777 السابق: تم رصد ما يسموا ب"كتائب حلوان" والقبض عليهم خلال ساعات وكيل المخابرات الأسبق: جميع الجماعات التي ظهرت بمصر من رحم "الإخوان"
تمر مصر خلال المرحلة الحالية بحالة من الأوضاع الأمنية السيئة التي تنعكس بدورها على الشارع المصري ومدى الضغط والمجهود الكبير الملقى على عاتق وزارة الداخلية بشكل كبير كذلك يتضح من تعزيز القوات المسلحة للشرطة في مواجهة مثل هذه التنظيمات المسلحة التي رفعت السلاح علي الدولة المصرية . وبدأت الأمور تسوء بشكل كبير في أعقاب ثورة ال30 من يونيو والإطاحة بحكم الإخوان من مصر ومحاكمة معظم قادة التنظيم، الأمر الذي تزامن مع ظهور الحركات التكفيرية بسيناء وباقي أنحاء مصر وارتكابها أعمال عدائية ضد عناصر الجيش والشرطة وموجة التفجيرات والقنابل البدائية الصنع التي تنتشر الآن في مصر . وترجع نشأة التنظيمات الجهادية والتي تتبني فكر جهادي ضد الدولة وأجهزتها الأمنية إلى أواخر عصر الرئيس السادات والتي أفتت بتكفيره عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل والسعي إلى قتله حتي تمكنت من ذلك في حادث المنصة الشهير . وفي تسعينيات القرن الماضي، ظهرت الجماعة الإسلامية والتي كانت تتبني قتل ضباط الشرطة ولعل حادث الأقصر هو أشهر عملياتها علي الإطلاق وكان علي رأسها في ذلك الوقت عاصم عبدالماجد الهارب في قطر حاليا والذي تفاخر بقتله لضباط الشرطة، وقامت تلك الجماعة بموجة شديدة من التفجيرات العشوائية إلى أن تمكن الأمن من القضاء عليهم . وتعود هذه الأيام وخصوصا بعد الثورة تنظيمات جديدة اختارت حمل السلاح علي الدولة المصرية، حيث عادت التنظيمات المسلحة التى ظهرت بعد الثورة فى ظل الانفلات الأمنى وانهيار أجهزة الدولة الأمنية، حيث ظهرت في صورة تنظيمات تمارس البلطجة السياسية، وتشمل التنظيمات الموجودة فى سيناء والتى تسلل عدد منها إلى داخل البلاد، وأهم تلك التنظيمات تنظيم التوحيد والجهاد، الذي قام هذا التنظيم بعدة تفجيرات فى سيناء قبل الثورة، ومنها تفجيرات طابا وشرم الشيخ فى عامى 2004 و2006، ومعظم أعضاء هذا التنظيم من أبناء سيناء، ويرتبط ببعض الفصائل الفلسطينية فى غزة، وأيضا تنظيم أنصار الجهاد فى سيناء، ويعد التنظيم الأقوي، ويتفرع منه عدد من التنظيمات منها مجلس شورى المجاهدين، والسلفية، وأعضاؤه من بين المجموعة التى رفضت تغيير أفكارها فى السجون، وتنظيم أنصار بيت المقدس، وهو التنظيم الذى تبنى عملية تفجير خطوط الغاز بين مصر وإسرائيل، ويتركز فى المناطق الحدودية، بالإضافة الى الخلايا النائمة، وهى خلايا لم تظهر للعلن حتى الآن، وغير معروفة، ولكنها موجودة، وتعتنق الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، بينما ظهرت"أجناد مصر" لأول مرة يوم الجمعة 24 يناير الجاري, وأصدرت بيانيين، تبنت من خلالهما استهداف قسم الطالبية ومجموعة الأمن المركزي بجوار محطة مترو البحوث، ويأتي أخيراً تنظيم حلوان والذي ظهر في مقطع فيديو تم بثه على شبكة الإنترنت لمجموعة يرتدون ملابس سوداء وملثمون يحملون بنادق الية ويتوعدون الداخلية والجيش. وأكد خبراء أمنيون، ل"لفجر" أن هذه المجموعة والجماعات التي ظهرت مؤخراً ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وهدفهم هدم الاستقرار بالدولة. وكشف العقيد حاتم صابر، قائد الوحدة القتالية 777 السابق، والمعروف بالقائد المجهول، أن قوات الأمن قامت منذ نشر ما يسمى بفيديو كتائب حلوان على مواقع التواصل الإجتماعي بتشكيل غرفة عمليات، لافتاً إلى أنه قد تم التوصل إليهم وأن الأمن يرصد خطواتهم، ومشدداً أنه خلال ساعات سوف يتم إلقاء القبض عليهم. وأكد صابر، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن جميع الجماعات المسلحة التي ظهرت بعد ثورة 30 يونيو وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، والتي منها جماعة أنصار بيت المقدس وجماعة أجناد مصر وتنظيم داعش وآخرهم كتائب حلوان، يدعمها تنظيم جماعة الإخوان المسلمين مادياً، ولن يكونوا هم المُنفذين. وأضاف أن جماعة الإخوان دائماً ما تحاول أن تخلق أي خطر جديد تقلق الرأي العام من خلاله، لتعطي إيحاء بأنهم كُثر ولهم أكثر من تنظيم حتى تُشتت الأجهزة الأمني، مؤكداً أن وزارة الداخلية على علم تام بكل هذه الأمور. ونفى أن تكون وزارة الداخلية وقوات الأمن مُتباطئة في تأدية عملها وغير قادرة على الكشف عن مثل هذه التنظيمات قبل أن يعلم بها الرأي العام، مؤكداً أن جميع أجهزة الأمن تؤدي بشكل عالي، مُتابعاً: "اللي مش شايف كده يبقى مش بيشوف وعنده مشكلة". ودعا قائد الوحدة القتالية 777، جميع وسائل الإعلام أن لا تعطي أمر لما يسمى بكتائب حلوان أكبر من حجمهم وأن لا يزعجوا الرأي العام بمخاوف ليس لها أي أساس عن انتشار تلك المجموعات أو ما شابه ذلك، مشيراً إلى أن هذا ما تهدف إليه جماعة الإخوان، مُضيفاً أنها قامت بالتهديد قبل ذكرى فض اعتصام رابعة أمس بأنه سيكون يوم حرق للبلاد. وتابع: "الأمن قضى على 99% من تنظيم الإخوان وقومنا بقطع دعمه بالإضافة إلى وقف الإمداد المالي عنه، ومع ذلك كل أجهزة المخابرات ما زالت تعمل بجهد عالي". فيما أكد اللواء محي نوح وكيل المخابرات الأسبق، أن جميع الجماعات التي تظهر وتسمى بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان مثل "داعش" و"أنصار الشريعة" هي جماعات من رحم جماعة الإخوان المسلمين، ولن يكون لها أي تأثير على المجتمع المصري أو الجيش والشرطة. وأضاف في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الفيديو الذي ظهر به مجموعة الشباب المُلثمين والمسلحين، يؤكد أن هذه المجموعات إخوانية هدفها أن تهدم الاستقرار الذي أصبحت فيه الدولة. واستكمل وكيل المخابرات الأسبق، تصريحه قائلاً: "هذه الجماعات فرقعات في الهواء وهي ظاهرة وستنتهي، ليس لها أساس في مجتعنا لأن المجتمع بيلفظها "، كاشفاً أن قوات الأمن تدرس الفيديوهات حتى تتوصل لهذه المجموعة التي تعمل ضد الدولة، مؤكداً أنه لا يوجد خوف منها على الشعب والدولة طالما يوجد جيش وشرطة أقوياء