■ الدورى السعودى بمليار دولار والدورى المصرى لا يجد من يشتريه
ما من يوم يمر إلا وتحدث فيه أزمة جديدة بين الجماهير الكروية المتعصبة وبين إدارات الأندية وذلك فى غيبة تامة من كل المسئولين والذين يبدو أنهم قرروا أن يغمضوا أعينهم عما يحدث من بلطجة وإرهاب وخروج عن القانون وفيما يبدو أن الدولة كما قلت- من قبل- قررت أن تتفرغ للإخوان المسلمين ومظاهراتهم المحدودة وتترك باقى الأمور للصدفة وكأن الإرهاب والبلطجة أصبحا فقط من تخصص مظاهرات الإخوان أما التعدى على البشر واقتحام الأندية وترويع الناس وضرب موظف الأمن بالأسلحة والسكاكين ومحاولة قتل البعض فليس مهماً على الاطلاق مع أن الحل بسيط للغاية وسأكرر ما قلته فى مناسبات عديدة سابقة ولن أمل أو أزهق من تكراره فهى رسالة سأؤديها أياً كان الثمن الذى سأدفعه ولكن الأعمار بيد الله والأرزاق أيضاً على الله فما حدث أخيراً فى نادى الزمالك لا يمكن السكوت عليه حيث اقتحم عشرات من البلطجية والمأجورين النادى مساء يوم السبت الثانى من أغسطس والأعضاء جالسون فى أمان الله بصحبة أبنائهم وأطفالهم الذين أصابهم الذعر والرعب من كم الشماريخ والخرطوش الذى أطلق جهاراً نهاراً داخل نادى الزمالك على مسمع ومرأى من الجميع ولولا ستر الله لوقعت وفيات بجوار الإصابات العديدة التى وقعت فى هذا اليوم لدرجة أنهم اقتحموا ساحة للصلاة داخل النادى وبكل أسف أفلت جميعهم من العقاب!! وهى عادة ربنا لا يحرمنا أبداً منها على الرغم من أنهم جميعاً أو على الأقل من دبر هذا الاقتحام معروف بالاسم والعنوان واسم الشهرة لدى الجميع وأولهم القيادات الأمنية وهنا أتوقف لأتساءل بوضوح وماذا سيحدث مع عودة الدراسة الجامعية خصوصاً أن الأمور كما هى داخل الجامعات فلا كاميرات مراقبة ولا أسوار عالية و لا أى احتياطات أمنية ومن يظن أن جنود الأمن المركزى وقياداتهم سيتمكنون من وقف المظاهرات ببعض القنابل المسيلة للدموع والجرى وراء هؤلاء المشاغبين فهم مخدوعون تماماً ولمن لا يعرف أؤكد وأوضح لهم أن الاجتماعات السرية التنظيمية لهؤلاء الخارجين عن القانون تعقد يومياً لإفساد الموسم الدراسى المقبل خصوصاً بعد اطمئنانهم أنه لا يوجد هناك أى عقاب رادع ولا يوجد قانون يتم تطبيقه على هؤلاء الخارجين عن القانون وأزيدكم من الشعر قولاً إن قيادات الأولتراس عقدت اجتماعاً مع قيادات الوايت نايتس مؤخراً وتم خلاله وضع الخطط لاقتحام المباريات الإفريقية المقبلة خصوصاً أنهم يعلمون أن اللوائح الإفريقية لا تمنع حضورهم وستكون هذه أولى رسائلهم للمسئولين فى الدولة ووزارة الداخلية مع أنهم لن يتراجعوا خصوصاً فى ظل هذا التخاذل الشديد من الجميع فى التصدى لجميع أنواع الخروج عن القانون من قبل الدولة وكما قلت من قبل أعود فأكرر: إن هؤلاء المشاغبين فقط يطلقون بالونة اختبار وينتظرون رد الفعل الرسمى وعندما يتأكدون أنه لا عقاب فالخطوات التالية تكون أكثر عنفاً وألماً وبالتالى لا أستبعد أبداً حدوث وفيات جديدة قريبة وهو ما قلته فى مقالات سابقة وأكرره اليوم وغداً والسنة المقبلة وأنا أيضاً بدورى أسأل فى دهشة أين كاميرات المراقبة عند بوابات الأندية وأين كاميرات المراقبة داخل الأندية وأين كاميرات المراقبة والاحتياطات الأمنية التى طالبت بها النيابة فى كل الملاعب المصرية وأتساءل أيضاً هل هناك فرق بين دخول مباريات كرة السلة واليد والطائرة والتى يحضرها مالا يقل عن خمسة آلاف متفرج يعيثون فى المدرجات فساداً فحطموا من قبل مدرجات الصالة المغطاة فى استاد القاهرة واتحاد الشرطة ولم يعاقبهم أحد على الاطلاق، وما قاموا به خلال تدريبات الأهلى والزمالك من سباب وتطاول على قيادات الشرطة والجيش على مسمع ومرأى من الجميع دون أن يتصدى لهم أحد بكلمة بل للأسف إن بعض المسئولين داخل هذه الأندية كانوا يوجهون لهم التحية والتقدير ولما لا وقد رأينا أحد المسلسلات فى شهر رمضان وهو يشيد بدور هؤلاء ويبرز الدور الرائع الذى قاموا به، نعم هناك من حاول التصدى مثل عادل إمام بحسه الوطنى واحترامه لتاريخه ولكن بكل أسف الغالبية العظمى سارت باتجاه ابعد عن الأولتراس وغنى له!! ومرة أخرى أعود فأكرر وكما قلت لن أزهق من التكرار لأنه ببساطة يعلم الشطار!! أن الدولة التى لا تستطيع أن تقيم مباراة ودية فى الإسكندرية احتفالاً بمرور مائة عام على تأسيس نادى الاتحاد السكندرى فهى لن تستطيع أبداً أن تطبق قانوناً ينحنى له الجميع ويسير عليه الجميع وبالتالى ومن الآن فأنا أحذر وبقوة من موسم دراسى فاشل سيكون عنوانه الرئيسى المظاهرات وعلينا أن نستعد من الآن لتشييع الجنازات من ساحات الجامعات بدلاً من توزيع الجوائز ومكافآت التفوق والإبداع لأن التفوق هذا الموسم سيكون من قبل الخارجين عن القانون فى كيفية تنويع المولوتوف والقنابل والشماريخ والخرطوش وبالتالى فإن الضحايا سيكونون من الجانبين وبكل أسف وهذا ليس استنتاجاً بل واقع فقد رأينا سقوط الشهداء أمام جامعة القاهرة من رجال الأمن وحتى الآن لم نتعرف على القتلة والإرهابيين ورأينا سقوط الضحايا داخل الجامعة من الطلبة وحتى الآن لم نتعرف على القاتل ويبدو أننا لن نتعرف عليه.. يا سادة القصة ليست رجال الشرطة فقط لأن الحمل قد زاد بشدة عليهم فهناك من يستطيع أن يعاون رجال الأمن لو وضعت الأندية والاتحادات لوائح صارمة وفى هذه الحالة تكون بالاتفاق مع القيادات سواء القانونية أو الأمنية وبالمناسبة فهى ليست جديدة فالبرازيل سنت قوانين خلال كأس العالم فى وسط المظاهرات العارمة والاحتجاجات الصارخة لم تسمح لفرد واحد بأن يخرج عن النص داخل أو حول المدرجات ومن حاول أن يكسر يد القانون تصدت له الشرطة والأمن بعنف فسقط أكثر من مائة قتيل ولم يخرج واحد من آلاف الصحفيين الذين شاركوا فى تغطية كأس العالم ليهاجم البرازيل أو الأمن البرازيلى بل العكس كان صحيحاً حيث أشادوا جميعاً بحسن التنظيم وبالقبضة الحديدية للأمن البرازيلى والتى مكنتهم من تأدية رسالتهم على أكمل وجه بفضل تفعيل القانون وصرامته ولن أمل مرة أخرى من تكرار أن رئيسة وزراء إنجلترا الراحلة مارجريت تاتشر كانت امرأة بالآلاف من الرجال عندما سنت القوانين والتشريعات التى أعادت للكرة الإنجليزية احترامها فقضت على أسوأ ظاهرة فى تاريخ الرياضة عموماً والكرة الإنجليزية خصوصاً وهى ظاهرة الهوليجانز لدرجة أننا رأينا أخيراً رجلاً يحاكم لأنه اعتدى على حصان أى والله حصان يمتطيه أحد رجال الأمن فقضى فى السجن عدة أيام ثم خرج ليعتذر للحيوانات قبل البشر ويؤكد ندمه على ما فعله، أما نحن فى مصر فمازلنا فى مكاننا بل إننا تأخرنا كثيراً عن مكاننا فسبقنا الجميع فقط عليك أن تنظر يميناً أو يساراً لأى من المسابقات المنتظمة والمكتظة فى جميع أنحاء العالم العربى والتى أدى انتظامها إلى أن يباع الدورى السعودى بمليار دولار نعم مليار دولار فى عدة سنوات ونحن نسأل الله بضعة ملايين فى الدورى المصرى والذى لا نعرف هل سيقام بنظام المجموعة الواحدة كما هو فى العالم أجمع أم بنظام المجموعتين طبقاً لأوامر الأولتراس وذلك حتى لا يلتقى الأهلى والمصرى لأن بينهما حرباً أهلية ولا يجرؤ أحد فى الدولة على التصدى لهما أو لنظامهما الذى يفرضانه على الجميع بلا استثناء.. بصراحة ووضوح أنا أرى أن هيبة الدولة تهتز وستهتز أكثر لو ظللنا على هذه الحالة من التخاذل فى التصدى لهذا الكم الرهيب من الخروج عن النص الذى يمارسه هؤلاء البلطجية ومرة أخرى أذكركم ببعض الأحداث حتى نفيق ونعلم أنه لا حل سوى الضرب بيد القانون من حديد على رأس هؤلاء ولمن لا يتذكر أذكره بواقعة اقتحام النادى الأهلى بالجزيرة وترويع الأعضاء بعد تحطيم معظم محتويات النادى وأيضاً بواقعة اقتحام النادى الأهلى فرع مدينة نصر وهروب اللاعبين من التدريب وقفزهم من فوق الأسوار للنجاة بحياتهم من جحيم هؤلاء البلطجية وباقتحام هذه الجماهير نادى الزمالك واشتبكاهم مع رجال الأمن والأعضاء مما أدى إلى وفاة أحد المشجعين وهو عمرو حسين على أيديهم والغريب أنهم بعد ذلك ذهبوا إلى أبيه عشاء يبكون وقالوا لقد قتله الذئب!! والطريف وشر البلية ما يضحك أنهم غنوا له أغنية وقرروا عزل رئيس النادى السابق ممدوح عباس وساعدهم على الفور وزير الرياضة فى ذلك الوقت طاهر أبوزيد وبعده جاء كمال درويش فطالبوا بإبعاده فى تحدٍ صارخ للدولة التى ساعدتهم أيام الوزير السابق طاهر أبوزيد!! ولا ننسى أيضاً أن نحو 60 ضحية من أبناء بورسعيد سقطوا قتلى بعد الحكم الشهير فى قضية الناديين الأهلى والمصرى ولا نعرف حتى الآن من قتلهم ولكن الغريب أنهم سقطوا بدعوى الاحتجاج بالحكم بالإعدام على عشرة أشخاص!!
ولا ننسى أيضاً أن اتحاد الكرة المصرى ونادى ضباط الشرطة قد تم حرقهما بالكامل على مسمع ومرأى من الجميع دون أن يتم القبض على شخص واحد بل دون أن يتم التحقيق مع أحد رغم المعرفة التامة بكل مرتكبى هذه الجريمة ثم لا يمكن أبداً أن ننسى ما حدث فى استاد بورسعيد من قتل ل72 شخصاً بداعى التعصب وأنا مازلت أكرر أن من قتلهم هم زملاؤهم سواء من مشجعى الأهلى أو المصرى بداعى التعصب فقط ولا غير، ورغم ذلك مازلنا ندور فى فلك القضية ولم يأخذ أحد منهم عقابه حتى الآن وإذا كان فى السابق كانت لنا بعض الأعذار بسبب وجود الإخوان فى الحكم كما كان يدعى البعض فأذكركم جميعاً أن الإخوان تركوا الحكم منذ أكثر من عام ولم يتبدل شيء بل إن الأسوأ هو المقبل بكل أسف.
يا سادة الشرطة وحدها لن تفعل شيئاً طالما أنه لا يوجد تنفيذ قوى للقانون وطالما أن بعضاً من إدارات الأندية تختبئ خلف هؤلاء بل إن بعضهم بكل أسف كان المشجع أو حتى قل المحرض الأول لمعظم حالات الخروج عن النص بغرض الحفاظ على مقاعدهم والغريب أن هؤلاء جميعاً قد غادروا مقاعدهم إلى غير رجعة بإذن الله، ولكن تبقى المصيبة الأكبر التى حلت بنا منذ عام 2007 ولا تريد أبداً أن ترحل عنا أو تتركنا لتؤثر بعنف على كل نواحى الحياة الرياضية بل الاقتصادية فى مصر وتلك قصة أخرى لها مقال آخر بإذن الله.