متحرشون: "البنت بتساعدنا على التحرش بيها.. وحرام الحكومة تعاقبنا لوحدنا"
خبراء نفسيين: المتحرشون مرضى.. والزحام والغياب الأمني هما سبب انتشار الظاهرة
مع كل احتفال للمصريين بعيد الفطر المبارك، تظهر ظاهرة التحرش الجنسي بشكل ملحوظ في الشوارع والميادين، ورغم أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في العقوبات للمتحرشين تصل إلى 25 عاما و40 عاما، إلا أن ذلك لم يكن رادعاً لرجوع المتحرش عن فعلته، وأصبح العيد هو ملجأ المتحرشين، حيث زيادة أعداد المواطنين والازدحام، ما يهيئ لهم فرصتهم لممارسة أفعالهم الدنيئة. ورصدت الفجر العديد من الحالات التي عبرت عن خوفها وقلقها وإستيائها من انتشار تلك الظاهرة وعدم وجود رادع لإيقافها والقضاء عليها، وقالت "م.ع" طالبة في الصف الثالث الثانوي، إنها تعرضت لأكثر من محاولة تحرش أثناء خروجها مع صديقاتها، ولم تقدر على التحدث أو توبيخ المتحرش، مشيرة إلى أن المجتمع ما زال ينظر للبنت على أنها المتهم وليست الضحية.
وأضافت أنها تشعر بالاستياء والإهانة من جميع المواطنين الذين يرون أمامهم الكثير من مرتكبي ظاهرة التحرش، ولم يقوموا بإيقاف مرتكبيها بل يظلوا يتحدثون عن لبس الفتاة على أنها هي السبب في انتشار تلك الظاهرة، مؤكدة أن بعقلية المواطنين المصريين لن تختفي ظاهرة التحرش أبداً من مصر حتى ولو وصلت العقوبة للإعدام.
وأوضح أحمد عادل، سائق تاكسي، أن ظاهرة التحرش تزيد يوما بعد يوم بشكل مخيف، والعقوبات التي فرضت مؤخراً لمرتكبي ظاهرة التحرش لم تكن كافية لإيقافهم عن أفعالهم المشينة، مشيراً إلى أنه من خلال عمله يرى العديد من مظاهر التحرش التي تجعله في خوف وقلق على ابنته التي لم تتعدى العشر سنوات، مؤكداً أن المتحرش لم يهمه سن أو جمال أو ملابس ضحيته، حيث أنه يتعامل معها كما لو كان حيوان يلتهم فريسته سواء كان باللمس أو النظر أو الكلام.
وطالبت رضوى محمد، معيدة بكلية الأداب، بإعدام المتحرشين بميدان عام حتى يتعظ كل من يفكر بالقيام بمثل تلك الأفعال، موضحة أن زيادة العقوبة للمتحرشين في الفترة الأخيرة لم تقم بالحد من الانتشار الكبير لتلك الظاهرة، مطالبة الحكومة أن تقوم بإصدار حكم الإعدام على كل من يقوم بالتحرش وثبتت عليه فعلته.
كما طالبت بتوفير رجال شرطة في الشوارع، خصوصاً في الأماكن المعروفة بالازدحام حتى يتمكنوا من رصد تلك الفئة التي تقوم بظاهرة التحرش حتى يتم القضاء عليهم نهائيا.
فيما قال محمود محمد، أحد الصبية، 15 عاما، إنه لا يقوم بمعاكسة المحترمات بل يقوم بالدفاع عنهم إذا حدث لهم أي مكروه، وإنه يقوم بمعاكسة البنت التي تظهر بمظهر يدينها، قائلاً: "البنت اللي لابسه ضيق وبتتكلم بصوت عالي وماشية تضحك عايزة أصلا تتعاكس وإحنا بنفذلها رغبتها اللي بتطلبها بطريقة غير مباشرة، إنما البنت المحترمة بتبان من لبسها وصوتها في الشارع".
وأكد "أ. م"، أن البنات هن الذين يثيرون الرجل ويضطرونه أن يقوم بالتحرش بها سواء لفظي أو تحرش باللمس، لافتاً إلى أن "ملابسهم كل يوم تزداد إثارة، ونحن كشباب لم تكن لدينا قدرة على احتمال مشاهدة عرض الفتيات لأنفسهم ولم نقوم بالشراء".
وعبر عن استيائه لزيادة العقوبات على المتحرشين، مؤكداً أن البنت شريك الولد بالتحرش، ولابد من فرض عقوبات على الفتيات التي تثير مشاعر الشباب، قائلاً: "حرام الحكومة تحبسنا لوحدنا.. البنت بتشاركنا في أننا نتحرش بيها.. ومش معقول هلاقي بنت بتعرض نفسها للتحرش عن طريق لبسها ومتحرش بيها.. ده كده ثقتها بنفسها تقل".
وفي سياق متصل، قال الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن التجمعات والزحمة والغياب الأمني التي تحدث عقب أي مناسبة هما الذين يساعدون على انتشار ظاهرة التحرش الجنسي الذي ينتج من أشخاص يتصفون بسوء الأخلاق وعدم الانضباط الأخلاقي، مشيراً، في تصريح خاص ل"الفجر"، إلى أن البعض من فاعلي التحرش يعتقد أن فعلته هي مجرد حالة من البهجة والفرحة، والحقيقة أنهم أشخاص غير منضبطين نفسياً واجتماعياً، مطالبا الحكومة بالتواجد الأمني الكثيف في الشوارع للحد من انتشار تلك الظاهرة.
وأكدت منال زكريا، أستاذ علم النفس بكلية الأداب بجامعة القاهرة، أن أشكال التحرش في الأعياد قد تكون مقصودة أو غير مقصودة، فالزحام يحدث بسبب الاحتكاك والتلامس، لافتة إلى ضرورة وجود احصائيات تصدق ما يتم تناقله عن زيادة انتشار ظاهرة التحرش تلك الفترة.
وأوضحت زكريا، ل"الفجر"، أن المعاكسات ما زالت موجودة، ولكن التحرش بالشكل الذي شاهدناه في الفترة القصيرة السابقة قل كثيراً عما كان عليه.