أقدمت السلطات القطرية على طرد آلاف السكان أغلبهم من العمّال الوافدين، دون إنذار مسبق من حي قديم واقع بمنطقة مشيرب بالعاصمة الدوحة، وذلك لإنجاز مشروع عقاري ضخم تبلغ كلفته عشرين مليار ريال، وتمتلكه شركة يرأسها والد الشيخة موزة بنت ناصر حرم أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وقالت مصادر إعلامية إنّ المشروع يكتسي أهمية مالية وسياسية كبيرة، وسيتم من خلاله «تخليد» بصمة يد الشيخة موزة التي ترأس مجلس إدارة الشركة المنفذة له، على حجر الأساس. وشرحت ذات المصادر أنّ الموضع الذي سيقام عليه المشروع بالوسط القديم للدوحة يمثل منطقة سكن رئيسية للعمال الوافدين الذين لا يمكنهم دفع إيجارات مرتفعة في الأحياء السكنية الراقية التي يسكنها الأجانب والقطريون الذين هجروا وسط المدينة القديم منذ سنوات.
وأضافت نقلا عن العرب اللندنية، أنّ الشرطة القطرية هاجمت الثلاثاء بشكل مفاجئ الحي واقتحمت البيوت القديمة وطلبت من سكانها المغادرة فورا، ورمت بأدباش وأغراض الغائبين منهم في الشارع. ونقلت مواقع إلكترونية شهادات عشرات العمال والوافدين الذين وجدوا كلّ أغراضهم البسيطة في الشارع واضطروا لإخلاء بيوتهم وجمع ما تيسر من الأغراض تحت رقابة الشرطة التي حاصرت المنطقة حتى ساعة متأخرة من الليل.
وقال عامل نيبالي «كنت في منطقة السدّ عندما علمت بما حدث بواسطة مكالمة هاتفية، وبأن الشرطة اقتحمت المكان وكسرت الأبواب ورمت أدباشنا في الشارع»، مؤكدا أنه لم يتم إنذار سكان منطقته بشكل مسبق، فيما تم إنذار سكان منطقة مجاورة من خلال قطع التيار الكهربائي عن مساكنهم. وقال زميل له إن الشرطة حين حضرت أمهلت السكان 5 دقائق لجمع أغراضهم وترك المساكن.
ونُقل عن شهود عيان قولهم إنهم شاهدوا آلاف الأشخاص يحملون أكياسا وأغراضا ويهيمون في شوارع الدوحة بحثا عن إيجار رخيص مثل الذي كانوا يدفعونه في مشيرب، وأن أغلب هؤلاء من النيبال وبنغلاديش وسريلانكا والهند وباكستان.