تُعتبر منطقة مشيرب من أهم وأشهر المناطق في العاصمة القطرية الدوحة، وزادت شهرة الاسم بعد ظهور مشروع لتحويل قلب الدوحة ووسطها التقليدي إلى علامة بارزة في الفضاء القديم بالعاصمة القطرية بمشروع عقاري ضخم تبلغ كلفته الإجمالية 20 مليار ريال قطري. ويحتل المشروع اليوم أهمية خاصة مالية وسياسية أيضاً، ذلك أن إطلاق هذا المشروع الضخم اقترن في 2010 كما تصرّ على ذلك الشركة المنفذة للمشروع بإحياء "تقليدٍ قطري قديم تمثل في ترك بصمة يد الشيخة موزة بنت ناصر المسند" رئيس مجلس إدارة الشركة، على حجر أساس المشروع المُقرّر افتتاحه بحلول 2016، ما يعطي للمشروع أهميته السياسية والمالية الكبرى. ولكن المشروع الضخم يصطدم بعراقيل عديدة أبرزها أن الوسط التاريخي للدوحة هو الخيار السّكني الوحيد للعمالة الرخيصة والوافدين الذين لا يمكنهم دفع إيجارات مرتفعة في الأحياء السكنية الراقية التي يسكنها المغتربون الأجانب والقطريون الذين هجروا، وسط المدينة القديم منذ سنوات. وللمضي في تنفيذ المشروع هاجمت الشرطة القطرية بالقوة المسلحة عشرات وآلاف السكان واقتحمت المساكن والبيوت القديمة واقتحمت المُغلق منها وطلبت من الحضور المغادرة فوراً، ورمت بأغراض الغائبين منهم في الشارع، حسب تقارير عديدة واردة من العاصمة الدوحة. وينقل موقع "الدوحة نيوز" شهادات عشرات العمال والوافدين الذين وجدوا كل مملتكاتهم البسيطة في الشارع واضطروا لإخلاء بيوتهم وجمع ما تيسر من الأغراض تحت رقابة الشرطة التي حاصرت المنطقة حتى ساعة متأخرة من الليل. ويقول فايز م دي، العامل النيبالي الذي وجد حقائبه في الشارع: "كنت في منطقة السدّ عندما علمت بما حدث بواسطة مكالمة هاتفية، قالوا لي إن الشرطة اقتحمت المكان وكسرت الأبواب ورمت أغراضنا في الشارع" ويضيف العامل النيبالي "كنت أتقاسم استديو في هذا المبنى بالاشتراك مع 7 آخرين". ويقول: "كانت المفاجأة كبيرة خاصة أنه لا شيء كان يوحي بذلك، صحيح أن سكاناً في مناطق قريبة تلقوا إنذارات بقطع الكهرباء منذ فترة، ولكن نحن لم نكن معنيين بالأمر، ثم قامت الجهات المسؤولة بقطع الكهرباء عن السكان في عدد كبير من المباني في مشيرب في أبريل لم نكن نتصور مثل هذا الأمر اليوم". أما بدرالدين بائع العطور النيبالي أيضاً فيقول: "أخبرني أصدقائي أن الشرطة التي جاءت على متن سياراتها الحمراء (الأمن الداخلي) جمعت السكان في بنايتنا وأمهلتهم 5 دقائق لجمع أغراضهم وترك بيوتهم". ويضيف الموقع منذ مساء الثلاثاء، ظهر آلاف الأشخاص يحملون أكياساً وأغراضاً في شوارع الدوحة يجوبونها هائمين بحثاً عن إيجار رخيص مثل الذي كانوا يدفعونه في مشيرب، وجميعهم من النيبال وبنجلاديش وسريلانكا والهند وباكستان.