فاجأتنى وأتت إلى بيتى، وترد على استغرابى من قدرتها على الوصول إلى ما تريد.. وكيف عرفت مكاني؟! وعموماً: فرحت بأم سيد بائعة الخضار الذكية والنشيطة فهذه الأيام تحتاج إلى كلمات من القلب بعيداً عن «زيف الثقافة المتعجرفة» وتحتاج «أفكار طاهرة» لم تدنسها المصالح. أنا: أهلاً يا أم سيد. أم سيد: أهلاً بيك ياست. أنا: عرفت البيت إزاي؟! أم سيد: اللى يسأل مايتوهش. أنا: على رأيك وانت نبيهة ما شاء الله. أم سيد: لما اتأخرت عليّ قلت أسأل أنا باحب أكلم مع حضرتك علشان أفهم حاجات كتير. أنا: شكراً يا أم سيد.. بس انت ست الفاهمين ماشاء الله- وماسكة الخشب أهه، دنا اللى عايزه أسمع منك. أم سيد: بس أنا النهاردة.. زعلانة وجاية لك تشوفيلى حل مع الراجل «أبوسيد» ده.. وعايزاكى تساعدينى.. ممكن؟! أنا: خير.. إيه الحكاية؟! زعلانة ليه؟! دانتوا طول عمركوا سمن على عسل.. اتحسدتوا ولا إيه؟! أم سيد: الراجل اتجنن خلاص.. تصدقى عايز يجوّز عليّ. أنا: إيه؟! أم سيد: وحياة النبى.. جد.. وقالها لى فى وشى كده.. حاتجوز.. وحابقى هنا ليلة وهناك ليلة.. تصدقي؟! أنا: وبعدين؟ أم سيد: وبعدين إيه؟!.. أنا افتكرت الاول إنه بيهزر.. ولما لقيت إنه بيتكلم جد.. قلتله طلقنى. أنا: إزاى.. وهو وافق على الطلاق. أم سيد: أنا ماليش دعوة.. يوافق ولا لأ.. أنا قلت «أخلعه».. بس المصيبة إنه قاللى مش حتقدرى تخلعينى، والقانون بتاع «الخلع» ده حيتلغى قال؟! أنا: بس إهدى شوية.. وادخلى اعمل لك كباية شاى، وقوليلى انتوا اتخانقتوا ولا زعلتيه فى حاجة.. وبعدها قالك الكلام ده. أم سيد: أبداً وحياتك.. بس بيقوللى دا شرع الله.. والإخوان المسلمين بقوا ماسكين البلد وحيطبقوا شرع الله.. وأنا حاتجوز فى الحلال. أنا: استهدى بالله.. هو صحيح نسبة الإخوان فى مجلس الشعب «أغلبية».. بس انت ناصحة وسامعة المشاكل اللى «دايرة» والخناقات اللى جوه المجلس اللى بتتفرجى عليها فى التليفزيون، والحكاية مش سايبة. أم سيد: مانا قلت له.. هو انت قادر تصرف علينا لما حتتجوز.. قاللى مالكيش دعوة ربنا هو اللى بيرزق.. وأنا حاعدل بينكم زى ما ربنا قال. أنا: يادى الخيبة.. ماتخافيش يا أم سيد دى كلها حاجات لإن الناس مش فاهمة الدين صح.. وعلى فكرة قانون الخلع اللى بيقولك إنه حيتلغى.. المحكمة قالت: لأ.. ومش حيتلغى.. كانوا عايزين يلغوه صحيح بس المحكمة قالت إنه مش ضد الشرع ولا حاجة.. واطمنى خالص.. هى هوجة وبعدين حيعقل بس فكرى كويس انت زعلتيه ولا قصرتى معاه فى إيه؟! يمكن بقيتى «نكدية» ولا حاجة؟ أم سيد: يا فندم دنا دايرة فى ساقية معاه ومع عياله.. بس هما الإخوان اللى بيقولوا كده. أنا: لا يا أم سيد.. الإخوان مش بيقولوا كده لكن كل حاجة فى الاول تبقى «هايصة» و«هايشة» والناس بتاخد الأمور بهزار وبيتقلب جد.. وشوفتى ناس نفوسها ضعيفة ومش فاهمة الدين كويس.. بتطلع وتتكلم باسم الدين.. لكن الازهر صاحى وبيحط الأفكار دى فى مكانها الصحيح. أم سيد: ضرورى الازهر يتكلم.. والدين يا خواتى مش لعبة، واحنا طول عمرنا مسلمين وموحدين بالله.. بس يقوللى حيطبقوا الشريعة.. أمال احنا كنا بنطبق إيه؟! إحنا كنا كفار؟! أنا: هو دا الكلام.. واهدى بقى.. وفكرى تتكلمى معاه بهدوء.. وكله حيتصلح إن شاء الله. أم سيد: ياريت.. بس قوليلى حضرتك بتاخدى خضارك منين؟! أنا: والله مشغولة.. بس ما انشغلش عنك أبداً، إنما قوليلي- قبل ما أنسي- انت حتنتخبى مين؟! أم سيد: أى حد.. غير الاخوان دول اللى حيخلوا الرجالة تتجوز علينا. أنا بضحك: بس علشان كده.. لا.. دانتى ذكية، فكرى كويس وقولى لاصحابك وجيرانك لازم تسمعوا برنامج كل مرشح وتفهموا بالضبط اللى بيقول عليه، وماتتغروش بأى هدايا يديها لكوا واختاروا اللى تحسوا إنه أصلح لبلدنا. أم سيد: ربنا يولى الصالح. أنا: إن شاء الله.. ولو عايزة أى حاجة آدى انت عرفت البيت. أم سيد: ربنا يخليك.. وينصر بلدنا على من يعاديها.. قادر .. كريم.. مصر محروسة ومحفوظة بإذن الله. أنا «فى سرى»: زى ما قلت.. كنت محتاجة لحوار البساطة والنقاء.