سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«6 أبريل» تحتفل بعامها الرابع بالمنافسة على «المحليات» وتطبيق العزل الشعبى على «الفلول» تمهيداً لمنافسة تيار الإسلام السياسى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة
على مدار 4 سنوات، هى عمر حركة شباب 6 أبريل، التى تأسست فى أعقاب إضراب المحلة الشهير فى عام 2008، لم تتوقف الطعنات التى تتلقاها الحركة من جميع أطراف العملية السياسية فى مصر، فالحركة كانت أول تعبير عن جيل جديد من الشباب، كان هو نفسه وقود ثورة 25 يناير، لذلك لم يكن غريبا أن تظل الحركة هدفا لهجوم السلطة وأعوانها سواء قبل الثورة أو بعدها. وفى يوم الجمعة الماضى، احتفلت الحركة بالدخول فى عامها الرابع، وهى مازالت تواجه حربا ربما أشد ضراوة من قبل، ليس من رموز النظام السابق وفلول الحزب الوطنى فحسب، ولكن أيضا من القوى الإسلامية، التى رأت فى الحركة الشبابية تهديدا على نفوذها وسطوتها فى الشارع. ورغم استمرار الحروب التى تستهدف الحركة، وانقسام الحركة نفسها إلى جبهتين متوازيتين، إلا أنها تبدو مصرة على إكمال مشوارها، لكن بطريقة جديدة، فالاعتصامات والاحتجاجات التى كانت الآلية الرئيسية لعملها طوال السنوات الماضية، نجحت فى إسقاط رأس النظام، إلا أنها قد لا تصلح وحدها للفترة المقبلة، حسبما ترى الجبهة الديمقراطية لشباب 6 أبريل، التى قررت تغيير استراتيجيتها القديمة، واللجوء إلى أشكال أخرى فى العمل السياسى بهدف بناء مجتمع ديمقراطى، وذلك من خلال خوضها للانتخابات المحلية، تمهيدا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بينما ترى «جبهة أحمد ماهر» ضرورة الاستمرار بنفس الآليات القديمة، لأن نظام مبارك لايزال يعمل بنفس الأساليب، وفى الحالتين تعمل الحركة بجبهتيها على التوغل فى الشارع المصرى فى جميع المحافظات، لنشر التوعية السياسية. وكانت الجبهة الديمقراطية لحركة شباب 6 أبريل قد اتخذت قرارا فى اجتماع المكتب التنفيذى لها، يوم الأحد الماضى، بخوض الانتخابات المحلية المقبلة، على أن تتم الاستعانة بخبرات متخصصة فى المحليات من خارج الحركة، لتدريب شبابها وكوادرها على العمل فى المحليات، والتعريف بها، بالتنسيق مع اللجنة التثقيفية للحركة، على أن تبدأ هذه الدورات من السبت المقبل، حسبما أكد لنا طارق الخولى المتحدث باسم الجبهة، حيث من المقرر أن تبدأ الحركة فى تصفية مرشحيها قريبا. ويشير الخولى إلى أن الأعداد التى من المقرر أن تخوض بها الحركة الانتخابات، لم يتم حسابها حتى الآن، إلا أن الحركة ستخوض الانتخابات بأكبر عدد ممكن من ذوى الكفاءات، لتغطية أغلب الأحياء فى محافظات مصر، خاصة ان الحركة تعمل فعليا فى 20 محافظة، مضيفا أن تحول الحركة من معارضة سياسات النظام، إلى خوض الانتخابات المحلية بعد أن خاضت الانتخابات البرلمانية، سببه تحول الحركة إلى قاعدة جماهيرية، بعد أن فضحت سياسات كل من المجلس العسكرى، وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع الجبهة الديمقراطية للحركة إلى تكثيف تواجدها فى الشارع السياسى، لأن أهم أهداف الحركة هو إرساء دعائم مجتمع ديمقراطى حقيقى، وليس السعى إلى السلطة. ويقول الخولى «تسعى الحركة الآن إلى تغيير استراتيجيتها السابقة، التى ظلت تمارسها قبل الثورة، لأن كل مرحلة لها ظروفها الخاصة، والظروف الحالية تحتم علينا المنافسة فى المحليات، تمهيدا للوصول إلى المشاركة فى البرلمان، لأننا نحتاج إلى تجهيز جيل من الشباب، ليصبح بديلا لتيار الاسلام السياسى، الذى فقد أرضيته مبكرا، وهو ما سيظهر فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأن المواطن المصرى لن يثق فى هذا التيار مرة أخرى، بعد الأداء البرلمانى الذى ظهر عليه مؤخرا». وأوضح الخولى أن الحركة تعمل خلال الفترة الحالية على ملفين أساسيين، هما انتخابات الرئاسة واللجنة التأسيسية للدستور، حيث ستعمل خلال الفترة المقبلة على الضغط بكل السبل لتعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى، التى تفرض حصانة على قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسية، وتحظر التعرض لقراراتها بوقف التنفيذ أو الإلغاء، أما فيما يتعلق باللجنة التأسيسية للدستور، فإن الحركة ستعمل على تعديل المادة 60 من الاعلان الدستورى، لوضع تفسير للمادة، بحيث تسمح بتمثيل جميع القوى السياسية والمجتمعية فى اللجنة التأسيسية، وتعمل الحركة على توعية المواطنين بمرشحى الرئاسة، من خلال مطالبة الجماهير بمقاطعة المنتمين للنظام السابق. وعلى الجانب الآخر، احتفلت جبهة أحمد ماهر فى الحركة بعامها الرابع تحت شعار «استكمال المسيرة بنفس الآليات»، حيث ستعتمد خلال الفترة المقبلة على شقين أساسيين، الأول وهو الاحتجاجى، من خلال المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، والثانى خدمى، من خلال التواصل المباشر مع الجماهير، وهى ترى أنها لم تكن مجرد حركة احتجاجية حتى قبل الثورة، وإنما كانت حركة مقاومة لنظام مبارك وأمنه وسياساته، ولم تعتمد على الاحتجاجات وحدها، لكنها كانت تتواصل مع الجماهير من خلال حلقات اجتماعية، حسبما تقول إنجى حمدى عضو المكتب التنفيذى للحركة، مضيفة «أن الحركة لا تزال حركة مقاومة ضد فكر مبارك الموجود حتى الآن، وسنستمر بكل أساليبنا التقليدية، من احتجاجات واعتصامات ومسيرات وأضافت حمدى أن جبهتها تعمل فى الوقت الراهن على تفعيل تشريع العزل السياسى لفلول النظام السابق، من المرشحين فى انتخابات الرئاسة، وفى حالة عدم تطبيقه قانونيا، فإن الحركة ستسعى إلى تطبيقه شعبيا.