مواطنون : الأسعار تضاعفت وقد نضطر لشراء كميات قليلة تجار : الصراعات السورية سبب الأزمة
رصدت "الفجر" عزوف أهالي بنى سويف عن شراء ياميش رمضان هذا العام، وسادت الأسواق حالة من الركود في حركة البيع والشراء، وشهدت الأسعار إرتفاعًا ملحوظًا هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي أدى إلى ضعف الإقبال على الياميش، واعتماد عدد كبير من المستهلكين على شراء العصائر كحل بديل للتغلب على ارتفاع الأسعار.
أكد عدد كبير من تجار الياميش ببني سويف، أن الحرب الجارية في سوريا تسببت في اختفاء قمر الدين السوري، حيث تعد سوريا هي المورد الرئيسي له بمصر، وكذلك إرتفاع التعريفة الجمركية على الكثير من أنواعه .
وفي جولة ل "الفجر" داخل أكبر شوارع تجارة الياميش ببني سويف رصدت إنخفاض الإقبال على شراء ياميش شهر رمضان، حيث تفاوتت أسعار البلح ما بين 10 24 جنيهًا للكيلو، كما ارتفعت أسعار قمر الدين بنسبة 100%، حيث وصل سعر قمر الدين "المستور" 35 جنيهًا، بدلًا من 17 جنيهًا، وارتفع سعر المشمشية من 24 إلى 44 جنيهًا، وسعر القرصية 40 جنيهًا، والتين 36 جنيهًا.
يقول ياسر عبدالظاهر، أحد تجار الياميش في شارع الخضار : إن الإقبال هذا الموسم تأثر كثيرًا بسبب الحرب في سوريا، وذلك لأن معظم أنواع ياميش رمضان كان يتم استيراده من دول الشام، وبسبب الحرب هناك قل التصنيع، ولذلك ارتفعت الأسعار بنسبة 100%. حيث وصل سعر "قمر الدين" الذي تستورده مصر من سوريا إلى 45 جنيهًا مقارنة ب 16 جنيهًا العام الماضي، مشيرًا إلى أن السيدة المصرية لا تعجز أبدا أمام ارتفاع الأسعار، بل لجأت إلى بدائل لتحل محل قمر الدين، مثلا تقوم بعصر ثمرة المشمش التي تعطي نفس النتائج الصحية.
ويضيف عبدالرحمن القاضي، تاجر بقالة، أن تراجع الاستيراد من سوريا فتح المجال أمام الصناعة المصرية لطرح منتجاتها في الأسواق، مؤكدا إن الإقبال على شراء السلع الرمضانية حتى الآن لم يتخطَّ 30٪، حيث يكتفي عدد كبير من المستهلكين بالسؤال فقط عن الأسعار، بينما اكتفى عدد آخر بشراء ربع أو نصف كيلو من كل سلعة.
ويستكمل عامر محمود، صاحب سوبر ماركت: أن بعض أصحاب المصانع المصريين قد استعانوا بالأيدي العاملة السورية لتصنيع الياميش هذا العام وطرح منتجات بأسعار في متناول الجميع، مؤكدا أن الكميات الموجودة من "قمر الدين" المطروحة بالأسواق الآن معظمها من العام الماضي، نتيجة لعدم زراعة المشمش الذي يصنع منه قمر الدين بقرية عربين في سورية التي تم تدميرها بالكامل، وهي القرية المتخصصة في صناعة قمر الدين، وبالتالي لم يتم استيراد أي كميات من سوريا هذا العام، موضحًا أن 90% من الياميش مستورد، ومصر لا تنتج منه إلا البلح وبعض أنواع الزبيب.
وعلى الجانب الأخر أكد مواطنون أن إرتفاع أسعار الياميش هو السبب الرئيسي فى عزوفهم عن شراء أو التردد على الأسواق، حيث قالت "منى إبراهيم، ربة منزل: البيع مش زي كل سنة... والأسعار غالية التلت السنة دي بس " ، وتابعت: "معظم المنتجات غير متوفرة في السوق، وبالتالي اضطررت أن نشتري أقل من الكميات التي نقوم بشرائها كل عام".
وأوضحت ناهد فايز معلمة، أنها تمكنت من حل مشكلة عدم قدرتها على شراء كميات من السلع الرمضانية، بشراء كميات قليلة من كل سلعة كربع كيلو عين جمل أو نصف كيلو زبيب، قائلة: علشان نفرّح بيهم العيال، مؤكدة أنها قامت بشراء كميات ضئيلة من "الياميش"، كبديل للعزوف عن الشراء نهائيّا.