بدأت حرب الياميش الرمضانية مبكرا هذا العام فرغم أن الحالة الاقتصادية لمعظم المصريين ليست علي ما يرام إلا أنه لا يمكن حلول شهر رمضان دون ان تشهد مصر نشاطا تجاريا ملموسا يزداد فيه رواج سلع كانت تتواري بعد انقضاء الشهر الفضيل يتربع سوق الياميش علي عرش الفائز الأكبر في سباق رمضان التجاري فقد بلغت فاتورة استيراد الياميش هذا الموسم زهاء ال 80 مليون دولار. كالعادة كل عام اعتاد المصريون تسمية أنواع البلح بمسميات خاصة بهم. فبينما تصدرت نانسي عجرم وليلي علوي البلح العام الماضي تم اطلاق اسم "دم الشهيد" و "الثورة" و "تمرد" و "مرسي" و "السيسي" علي أغلي الأنواع هذا العام. ولكن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر والارتفاع الملحوظ في الأسعار القت بظلالها علي إقبال المصريين علي شراء "ياميش رمضان" هذا العام فمنهم من أكد عزوفه عن شرائه غير ان معظمهم أكد نيته شراء كميات محدودة من بين الاصناف المطروحة بالسوق. معتبرين أن هذه عادة لا يمكن تغييرها في شهر الصوم. قال جمال محمود موظف بمصلحة الضرائب تعودنا أن نشتري الياميش كل عام في شهر رمضان. ولكن هذا العام سوف اقتصر علي شراء كمية محدودة من الاصناف الشعبية كالبلح وقمر الدين والزبيب وجوز الهند وأضاف: لا استطيع هذا العام في ظل ارتفاع الأسعار أن اشتري نفس الكمية التي كنت اشتريها في الاعوام الماضية. فبدلا ن شراء 4 كجم من كل صنف سوف اكتفي بشراء 2كجم من عدد محدود من الاصناف التي احتاج إليها وأضاف جمال أن شراء الياميش اصبح عادة من عادات رمضان. فالعادة تحكمت فينا وأصبحنا لا نستطيع قضاء رمضان بدونها. إبراهيم عبدالفتاح موظف بإحدي الشركات السينمائية قال: إنني مضطر لأن اشتري نفس أنواع الياميش وبنفس الكمية التي كنت اشتريها في العام الماضي. فهذا موسم وهذه عادات لا يمكن الاستغناء عنها. تؤكد ميرفت كمال مدرسة إنها سوف تشتري حتي وإن كان أغلي من ذلك. فكيف يمكن قضاء رمضان بدون ياميش؟ كل عام اشتري 5 أصناف من ياميش رمضان وهذا العام أيضا سوف اشتري نفس الكمية ونفس الأنواع هذه احتفالية برمضان ونحن نحاول أن نحيا هذا الشهر بشكل مختلف. أعرب البعض عن رفضهم لشراء ياميش رمضان في ظل ارتفاع أسعاره ومحدودية الدخل وقال محمد سعيد موظف: لا استطيع ان اشتري ياميش رمضان لأن الاسعار مرتفعة جدا عن العام الماضي والمرتبات كما هي لا يوجد بها زيادة. أضاف سعيد: إذا فكرت في الشراء فسوف اشتري البلح وقمر الدين. وسوف اقضي بهما أيام رمضان الأولي وسوف اقضي رمضان من غير ياميش ماذا افعل؟ هل اقوم باقتراض مال من اجل ياميش رمضان "بعدد من اسواق الياميش والمراكز التجارية في العاصمة المصرية. لوحظ ان هناك تضاربا بين أقوال التجار حول الارتفاع في أسعار الياميش. فمنهم من قال إنها ارتفعت عن العام الماضي بحوالي 20% وهناك من رأي أنها ارتفعت بنسبة 30% بينما أشار آخرون إلي أنها ارتفعت بنسبة 40%. أشار التجار إلي أن هذه الزيادة مرتبطة أيضا بكل صنف علي حدة والشكل النهائي الذي يباع عليه فهناك أنواع من المكسرات مثل عين الجمل والفستق والجوز واللوز والبندق تباع مقشرة. بينما توجد من الاصناف ذاتها بضاعة غير مقشرة. وفي الحسين أحد أحياء مدينة القاهرة. قال محمد أمين تاجر ياميش زادت المكسرات هذا العام زيادة كبيرة وصلت إلي الضعف. فالمكسرات لها زبونها الخاص. فلا يشتريها إلا الأغنياء أو صانعو الحلويات. وأضاف أمين: لم اشتر إلا كميات قليلة هذا العام مقارنة برمضان الماضي نتيجة لغلائها الشديد بسبب ارتفاع سعر الدولار. فهي تتراوح بين 48 و60 جنيها مصريا للكيلو الواحد "ما يعادل 6.5 إلي 8 دولارات بسعر السوق الحرة" وأشار أمين إلي أن هذه الزيادة طالت أيضا البلح وقمر الدين وجوز الهند وهي الاصناف الشعبية التي تحظي بإقبال المشترين. ولكن بنسب ضئيلة بواقع جنيه أو جنيهين للكيلو الواحد في كل نوع. أوضح الدكتور عادل عامر استاذ القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية أن هذا الارتفاع لم يؤثر كثيرا علي القيمة الشرائية لها وكما هو الحال كل عام تظهر النفوس الضعيفة لبعض التجار فيتسابق بعضهم في استيراد المستلزمات الرمضانية المنتهية الصلاحية كاللحوم أو الياميش. أوضح تقرير الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات أن افرع الهيئة قامت بفحص 14 ألفا و173 رسالة من الواردات الغذائية بكمية بلغت 7 ملايين و221 ألفا و735 طنا خلال 7 شهر الأولي من العام الحالي بلغ عدد الرسائل المرفوضة خلال الفترة ذاتها من العام الحالي نحو 170 رسالة بكمية قدرها 3 الاف و59.4 طن وذلك مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي حيث بلغ عدد الرسائل المرفوضة نحو 247 رسالة بكمية بلغت 397.8طن. أضاف مع استعدادات الاسواق لاستقبال شهر رمضان قامت الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات بفحص كميات من واردات الياميش تقدر ب9621 طنا خلال ال7 شهور الأولي من العام الحالي مقارنة ب12466 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.