العسقلاني : مقاطعة ياميش رمضان ضرورة لمواجهة جشع التجار شيحة : الحكومة السبب في الغلاء وتوحش التجار يحيى : 100% ارتفاع في أسعار الياميش "بالفرحة والابتهاج " شعور دائما ما يقترن بحالة المصريين خلال السنوات الماضية عند حلول شهر رمضان الكريم. ولكن وفي ظل الأزمات الاقتصادية الكاسحة التي يمر بها المصريين أصبح " الخوف والبؤس " هما أبطال المشهد ، حيث شهدت أسواق الياميش حالة من الإقبال الضعيف خلال الاسبوع الأخير من شهر شعبان حتى أمس أول أيام رمضان. وكذلك شهدت أسعار الياميش ومستلزمات رمضان خلال الموسم الجاري ارتفاعات جنونية تصل نسبتها إلى 100% خلال الموسم الجاري . مما جعل العديد من المنظمات المدنية والاقتصادية من تنظيم حملات لمقاطعة "ياميش رمضان " رافعين شعار "ياميش رمضان للفرجة فقط " . أكد محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنين ضد الغلاء ، وصاحب حملة مقاطعة منتجات ياميش رمضان على ضرورة أن يتعامل المواطنين بشكل أكثر إيجابية تجاه جشع التجار والغلاء ، منوها بأن حملة المقاطعة سيتم نشرها في جميع محافظات الجمهورية ، متوقعا أن تنخفض الأسعار بنسب تتجاوز حد ال 40% في حالة نجاح تلك الحملة . ومن جهته أرجع أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية ، أسباب الارتفاع الكبير في الأسعار لأزمة الدولار، موضحا أن بعض الأصناف ومنها الكاجو بلغ سعره بعد الأزمة 110 جنيهات للكيلو مقابل 50 جنيها للكيلو العام الماضي، وسعر "لفة" قمر الدين بلغ 11 جنيها مقابل 5 جنيهات، علاوة على زيادة أسعار اللحوم والدواجن والزيوت المستوردة بنسب تتجاوز 30% بسبب الأزمة. وأضاف أن البلح ارتفع بنسبة 20 إلي 30 % أما المكسرات كالفستق واللوز وجوز الهند والكاجو تجاوزت نسبة الارتفاع 100 % وتراوحت الفواكه المجففة كالمشمش والتين مابين 70 و100%. حمل شيحة الحكومة مسئولية ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتوحش التجار ، بسبب غياب الدور الرقابي في ظل حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد . وأشار شيحة إلى أن ال 800 مليون دولار التي ضخها البنك المركزي لتوفير السلع خلال الفترة المقبلة لا تكفي لسد احتياجات الأسواق في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الدولار والبالغ حاليا 7.12 جنيه في البنوك مقابل 7.40 جنيه بالسوق السوداء، كما أن البنوك توفر الاستيراد لعدد من قطاعات السلع فقط وهى السلع الإستراتيجية الغذائية والطبية، والمواد الخام من الحاصلات الزراعية، أما السلع الأخرى فليس لها أى عطاءات، وتعانى من نقص العملة. وقال أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية ، أن هناك ارتفاع في أسعار الياميش بشكل غير عادي حيث تتراوح نسبة الارتفاع مابين 50 و100 % وذلك نتيجة ارتفاع سعر الدولار وزيادة التعريفة الجمركية علي المكسرات والفواكه المجففة . وأضاف أن هذا العام سيشهد استيراد ياميش أقل عن العام الماضي نتيجة التضخم في سعر الدولار ولكن لا يؤدي إلي اختفاء أنواع معينة . ومن جهته أوضح عمرو عصفور، نائب رئيس شعبه المواد الغذائية بغرفه تجاره القاهرة، أن الحكومة تتحمل قدرا كبير من مسئولية ارتفاع الأسعار بسبب قرار رفع الجمارك بنسبه 10% علي جوز الهند واللوز والبندق والفستق والمكسرات وتقاعسها عن توفير السلع والمنتجات بأسعار مخفضة عبر منافذها الحكومية . وأشار عصفور الى انه من المقرر الشروع في عرض الياميش بالأسواق بداية من اليوم ، لافتا إلى أن فرض جمارك علي الاستيراد تعود إلى فكره الحكومة بان هذه السلع ترفيهية، فقامت بفرض جمارك للتخفيف من حده الأعباء علي الدولار، وتوفيره للسلع المهمة. كما أضاف، أن المستوردين يواجهون مشاكل في البحث عن بدائل أخري لاستيراد الياميش، بعد اضطرابات الأوضاع في سوريا، والتي نستورد منها المشمشية وقمر الدين، وبعض أنواع الفستق، إلا أننا نستورد من دوله إيران الفستق أيضا، واللوز وعين الجمل من أمريكا، كما نستورد البندق من تركيا. قامت "أموال الغد" بجول ميدانية داخل أسواق السيدة زينب لرصد آراء المواطنين حول أسعار ياميش رمضان خلال هذا العام . وقال أحمد مسعود " مواطن " أن أسعار الياميش ارتفعت خلال هذا العام بنسبة كبيرة نظرا للظروف السياسية التي تمر بها البلاد فالمواطنون يخافون من النزول للشارع كما أن فرحة رمضان هذا العام لم نشعر بها . وأشار " توفيق أحمد " إلي ان أسعار الياميش ارتفعت وصل سعر "الذبيب" إلي 24 جنيه ولفة قمر الدين وصلت إلي 12 جنيه وأسعار البلح تراوحت من 6 إلي 12 جنيه ووصل جوز الهند إلي 18 جنيه أما عن الكاجو سجل 100 جنيه واللوز وسجل عين الجمل 60 جنيه والبندق 55 جنيه وسجل الفستق 85 جنيه . وأوضح أحمد محمد " مواطن " أنه لم يشعر بقدوم رمضان وفرحته مع الدماء التي سالت قبله بأيام لافتا أن أسعار الياميش ارتفعت بنسبة كبيرة فلم نعد نشتري كما كنا من قبل كل أصناف الياميش حيث أن هناك ارتفاع في الأسعار مع انخفاض الأجور وزيادة احتياجات المواطنين . وقالت أم سيد "ربة منزل" أن الإقبال الضعيف يرجع إلى غلاء أسعار الياميش هذا العام، وزيادتها أضعاف العام الماضى ، و الأحداث التى تمر بها البلاد جعلت المواطنين فى حالة من الخوف من النزول إلى الشوارع مضيفة أن "الأسعار هذا العام أعلى من العام الماضى حوالى الضعف ، وأيضا فى منتجات غير متوفرة فى السوق، وبالتالى اضطررت أن نشترى أقل من الكميات، التى نقوم بشرائها كل عام، كما أننى معتادة الشراء قبل رمضان بأسبوعين، نظرا للأحداث، لكنى اضطررت أن أشترى اليوم، بسبب الخوف من النزول إلى الشارع، وأحداث العنف". أما سناء محمد "موظفة " أرجعت قلة الإقبال لتوقف أغلب المصالح والشركات عن العمل طوال الفترة الماضية، وقلة الرواتب فى الأشهر الأخيرة لافتة أن الحال واقف والوضع الاقتصادى سيئ جدا. ويشكو إسماعيل أحمد " مواطن " الذى اعتاد على شراء الاحتياجات الرمضانية من السيدة زينب، من الأسعار هذا العام التى زادت بنسبة 30% على العام الماضى، لذلك استغنى إسماعيل عن عدد من المنتجات مثل الياميش، نظرا لغلاء سعره بشكل كبير، واشتراه بكميات قليلة عن العام الماضى. وقال هاشم أحمد " مواطن " أنه نظرا لخطورة الأوضاع الأمنية لم يقوموا بالشراء إلا اليوم لكي يقومون يكفاء حاجتهم . وعلي الجانب الآخر قال محمود أحمد " بائع الياميش " الأسعار مرتفعة جدا وحركة الشراء منخفضة مقارنة بالأعوام الماضية نظرا للخوف الذي يسيطر علي المواطنين من الخروج للشارع المصري والهجمات والاعتداءات التي يتعرضون لها . وأوضح أحمد حسن " بائع ياميش " أن الإقبال ضعيف من المواطنين علي شراء الياميش فكان قديما يقبل الناس علي الشراء قبل حلول رمضان بشهر أو أسبوعين أما حاليا فلم يقبل الناس علي الشراء إلا في أواخر شهر شعبان وأول رمضان نظرا للظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد .