مع اقتراب شهر رمضان الكريم تشهد الاسواق انتعاشا في كل المنتجات من اللحوم والخضراوات ويأتي الياميش ليكون البطل الأقوي وتتنافس الأسواق علي اجتذاب المواطنين. ولكن هذا العام اكتشفنا أن الياميش يحتاج إلي ثورة ليكون أول رمضان يأتي عقب الثورة التي غيرت العديد من عادات المصريين حيث هناك انخفاض في اقبال حركة الشراء عليه بنحو40% كما أكد اصحاب المحال وارتفاع أسعاره بنسبة لا تقل عن30%, وذلك نتيجة انخفاض الكميات المستوردة من ياميش رمضان هذا العام بنسبة تتجاوز80% عن العام السابق, حيث تم استيراد كميات من الخارج لن تتعدي20 مليون دولار, وذلك مقابل100 مليون دولار فاتورة مصر من السلع المستوردة لمنتجات ياميش رمضان خلال عام.2010 قمنا بجولة لرصد الأسعار, في البداية أكد الحاج غالي صاحب أحد المحال- أن أسعار المكسرات ارتفعت بنسبة تتراوح بين25 و50% وارتفاع الزبيب بنسبة10 و15% وثبات في أسعار البلح, فمثلا البلح يتراوح بين16 و26 جنيها وقمر الدين بين7 و14 جنيه والزبيب الجولدن ب28 جنيها, جوز الهند سيرلانكي24 وجوز هند خضر30 جنيها, تمر هند باكو نص كيلو8 جنيهات, تين سوري باكو نص كيلو13 جنيها, تين تركي34 جنيها, كيس عصير سوري12 جنيه, كركديه اسواني32, عرقسوس سوري20 جنيه, والقراصيا تتراوح بين22 و24 جنيها, والمشمشية تتراوح بين40 و44 جنيها واللوز يتراوح بين52 و64 جنيها والبندق المقشر محمص66 جنيها وفستق أمريكي ب86 جنيه والإيراني64 جنيه وكاجو كبير ب88 جنيها, عين جمل ب88 جنيها واللوز ب24 جنيه. ويوضح أن الإقبال ضعيف علي الياميش هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية بنسبة40% حتي الكميات التي يطلبها الزبون قليلة لا تتعدي ربع أو نصف كيلو' مشيرا إلي أن إستيراد الياميش من الخارج ضرورة, مع قلة المعروض وارتفاع الاسعار العالمية. والسؤال هل ما زال الشارع المصري متمسك بعاداته دون الالتفات إلي الظروف الاقتصادية الحالية؟ الاجابة نعم فرغم انطلاق العديد من الحملات لتوعية المصريين بضرورة الإقتصاد الشخصي ومقاطعة ياميش رمضان لصالح السلع الرئيسية الضرورية, بشعارات' لازم لازم نعيش من غير ياميش', و'نقدر نعيش من غير ياميش', بهدف وقف استغلال كبار التجار لحالة النهم التي تنتاب المستهلكين قبل شهر رمضان, لكن اكتشفنا أن الشارع ما زال متمسكا بعاداته فتقول سلوي حامد' رمضان مينفعش من غير ياميش ومكسرات' موضحة أنه رغم الظروف الاقتصادية فهذه عادات لا يمكن الاستغناء عنها اما علي حمدي موظف يؤكد أن الناس تنتظر شهر رمضان كل عام وشراء الياميش من أهم العادات المصرية ولكن هذا العام مع تدهور الحالة الاقتصادية سيؤثر بالطبع علي عملية الشراء وستكون الكميات أقل من كل عام لذلك سيقوم بشراء كيلو واحد فقط من كل نوع. وتقول شادية محمد ربة منزل ان الاسرة المصرية عليها أن تقتصد في مصاريفها هذا العام وأن تقتصر علي الأساسيات والضروريات فقط, لما يمر به كل بيت مصري موضحة أنه بعد ثورة25 يناير تغير العديد من المفاهيم والعادات لدي الناس ومن الأفضل أن يقتصد المواطنون هذا العام في شراء جميع احتياجاتهم نظرا للظروف الراهنة رصدت غرفة تجارة القاهرة ارتفاعا باسعار ياميش رمضان في العام الحالي2011 نتيجة للانخفاض الحاد في تعاقدات استيراده, وذلك بسبب غلاء تكلفة النقل والانفلات الأمني الذي أدي الي رفع تكلفة التأمين علي البضائع. كما أن هناك تقلصا ملحوظا في عدد شوادر الياميش والمكسرات خاصة مع زيادة معدلات السرقة فأكد رجب العطار- رئيس شعبة العطارة بالغرفة التجارية للقاهرة- أن هناك انخفاضا في نسبة الاستيراد الخارجي من منتجات' ياميش رمضان' بنسبة تتجاوز ال80% من حجم المنتجات المستوردة عن العام السابق. ويتوقع العطار أن يحدث فائض في كميات المعروضات من الياميش هذا العام علي الرغم من انخفاض الكميات إلي20% فقط, وأن يخيم الركود علي تلك المنتجات, نظرا لأنها ضمن السلع غير الأساسية التي من الممكن الاستغناء عليها في مثل تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد, هذا بالإضافة إلي أن هناك ارتفاعا في الأسعار العالمية بنسبة تصل إلي نحو40% عن العام السابق