تلقى المرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة الفرنسية الثلاثاء الدعم من رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو اضافة الى تاييد عدة شخصيات فرنسية بارزة في الوقت الذي لا يلقى فيه تاييدا من زعماء اوروبا المحافظين وذلك قبل اربعة ايام من الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية التي يعتبر الاوفر حظا للفوز بها. اختار هولاند تنظيم اخر لقاء شعبي له قبل الانتخابات مساء الثلاثاء في مدينة ليل في الشمال حيث قال "ان الرسالة التي احملها معي الى ليل: ان الجولة الاولى هي التي ستحصد كل شىء، الحركة التي ستنطلق، الانتصار الذي سيتحقق (..) اشعر بالحركة، بالامل، ولكني لست على يقين من اي شىء". ولكن الاستطلاعات تتوقع كل يوم ان يحقق هولاند انتصارا اكبر في الجولة الثانية في 6 ايار/مايو امام نيكولا ساركوزي. وافاد اخر استطلاق نشر مساء الثلاثاء انه سيحصل على 58% من الاصوات مقابل 42% لساركوزي. وستكون نتائجهما متقاربة جدا في الدورة الاولى، في حدود 27 الى 28%، وفق العديد من استطلاعات الراي. وشارك رئيس وزراء بلجيكا اليو دي روبو، احد رؤساء الوزراء الاشتراكيين القلة في اوروبا، في اللقاء الجماهيري الذي عقده فرنسوا هولاند في مدينة ليل، التي تبعد خمسة كلم عن الحدود الفرنسية البلجيكية. في المقابل رفضت المستشارة الالمانية مقابلة الزعيم الاشتراكي الذي تعارض بقوة رغبته في اعادة التفاوض على المعاهدة المالية الاوروبية التي وقعت في مطلع اذار/مارس الماضي. لكن ميركل لم تشارك كذلك في لقاء جماهيري للرئيس المرشح نيكولا ساركوزي طرحت فيه ايضا هذه المسالة. وفي ليل، معقل اليسار، يعقد هولاند لقاءه العام الى جانب زعيمة الحزب الاشتراكي ورئيسة بلدية المدينة مارتين اوبري. ويتوقع ان تتولى اوبري، التي فاز عليها هولاند في الانتخابات الاولية للحزب لاختيار مرشحه للرئاسة في الخريف الماضي، رئاسة الوزراء في حال فوز المرشح الاشتراكي في 6 ايار/مايو المقبل. وتملك اوبري ميزة الخبرة حيث كانت وزيرة للعمل والتضامن في حكومة ليونيل جوسبان الذي اختارها المسؤولة الثانية في حكومته من 1977 الى 2001 كما ان اتجاهها اليساري يمكن ان يفيد هولاند في جذب اصوات مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في الجولة الثانية خاصة وان استطلاعات الراي تعطيه نسبة كبيرة قد تصل الى 15% في الجولة الاولى. وحتى الان يرفض فرنسوا هولاند التحدث عن توزيع المناصب حتى لا يوحي وكانه قد ضمن الفوز في الانتخابات. وبدا المرشح الاشتراكي في حصد تاييد عدد من الشخصيات ابرزها الرئيس السابق جاك شيراك الذي اكدت صحيفة لوباريزيان انه سيصوت لهولاند استنادا الى احد المقربين منه. ولم ينف المقربون من الرئيس السابق (1995-2007) هذا النبأ مؤكدين فقط لفرانس برس انه "لن يدلي باي تصريح عام في اطار الانتخابات". كما ابدت وزيرة سابقة لشيراك هي كورين ليباج الوسطية المدافعة عن البيئة دعمها ضمنا لفرنسوا هولاند اضافة الى 42 خبيرا اقتصاديا فرنسيا يرون ان المرشح الاشتراكي يتسم ب"المصداقية والطموح والتماسك". حتى رئيسة ارباب العمل لورانس باريزو وبعد ان اشادت بالعمل "المدهش" لنيكولا ساركوزي قالت انها تشعر بانها "اكثر قربا" الى فرنسوا هولاند في "القضايا الاجتماعية وخاصة دور الكيانات الوسيطة". ولتعويض تاخره انهى الرئيس المرشح حملته بالتركيز على الاقتصاد في محاولة لجذب اصوات ناخبي المرشح الوسطي فرنسوا بايرو الذي ترجح استطلاعات الراي حصوله على 10% من الاصوات سيكون ساركوزي في حاجة ماسة لهم في الجولة الثانية. والثلاثاء شدد ساركوزي على ضرورة ان تخفض فرنسا عجزها المالي للحصول في المقابل على فتح "حوار" مع البنك المركزي الاوروبي بشان دعمه للنمو وخاصة مسالة اسعار الصرف. وقال "سنجعل البنك المركزي الاوروبي يتحرك لانه لا ينبغي ان يكون هناك تابوهات في اوروبا ولانه يتعين على فرنسا العمل بكل الوسائل على عدم اعطاء الاحساس بانها طريقة للانسحاب من الجهود التي يجب ان تقوم بها لخفض عجزها وخفض ديونها". وبعد ان اعلن في لقائه الجماهيري الضخم الاحد في ساحة الكونكورد في باريس رغبته في فتح نقاش في اوروبا حول دور البنك المركزي الاوروبي اكد ساركوزي حرصه على استقلال هذا البنك وهو ما اكدته برلين مجددا بحزم الاثنين. اما مرشحة الجبهة الوطنية مارين لو بن، التي تفصلها اكثر من عشر نقاط عن المتصدرين فانها تريد الاحتفاظ بالامل في امكانية احداث مفاجاة. واكدت "لا يوجد لنيكولا ساركوزي اي فرصة لاعادة انتخابه".