رصدت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية تصريحات لمصادر بالمعارضة السورية تفيد تواطؤ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد. ودللت هذه المصادر على زعمها -في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني- بالإشارة إلى أن مسلحي"داعش" يقتلون المئات من قوات المعارضة أسبوعيا، في حين انصرفوا عن شن هجمات ضد القوات النظامية السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر "لم تسمها" بالمعارضة السورية، القول: إن تنظيم "داعش"، كثّف من هجماته ضد قوات المعارضة السنية في سوريا، وسط تعرض الأخيرة لهجمات من قبل قوات نظام الأسد شمال البلاد.
وأوضحت المصادر أن هجمات "داعش" كانت تستهدف عناصر المعارضة السورية، أكثر من استهدافها لقوات الجيش السوري النظامي، في حين تركزت عملياته في محافظة دير الزور الغنية بالنفط شرقي البلاد، التي تعتبر ممرا إلى العراق..مشيرة إلى أن "داعش" تسعى إلى طرد قوات المعارضة من آخر المناطق شمال البلاد.
وسلطت "وورلد تريبيون" الضوء على حث زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، "داعش"، على وقف هجماته ضد العناصر التابعة لتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية..مشددا على ضرورة عودته إلى العراق لمحاربة الحكومة العراقية التي تقودها الشيعة..لافتة إلى رفض "داعش" الانسحاب من سوريا الذي اعتبرته أمرا مستحيلا.
وزعمت المصادر أن قيادة "داعش" تعمل مع كل من المخابرات الإيرانية والسورية..متهمة تلك الشبكة بالمسؤولية عن مقتل آلاف المعارضين في العام الجاري، في حين امتنعت عن شن أية عمليات ضد جيش الأسد أو الميليشيات التابعة له.
وأكدت المصادر أن الجيش السوري منح حصانة ظاهرية ل "داعش"، حيث إن المقر الضخم الذي يمتلكه التنظيم في حلب، لم يتعرض للغارات اليومية التي يشنها سلاح الجو السوري، وهو ما يُعدّ دليلا على تواطؤ "داعش" مع الأسد، مضيفة بقولها "يمكننا رؤية ذلك أيضا في دير الزور حيث تهاجم القوات الجوية السورية مواقع المعارضة السورية، بالتزامن مع مهاجمة داعش لتلك المواقع".