أحمد بدوى : أوضاع اللاجئين فى مصر أفضل حالاً .. مصر الدولة الوحيدة التى لا تفرض على اللاجئين اماكن محددة للإقامة نهال معبدى
ثورتين قضت على الأفخضر واليابس فى بلادهم , ضاقت بهم سبل الحياة فى أوطانهم فهاجروا باحثين عن الإستقرار والامان , ليلاقون أنفسهم على موعد مع التشتت والضياع وربما ترحيلهم أيضاً , هذا هو حال اللاجئيين السوريين والليبيين بعدما هاجروا من بلادهم بأعداد تتجاوز مئات الالاف إلى بعض الدول العربية المجاورة لهم منها مصر ولبنانوالأردنوتركيا.
اللجوء السياسى حق يكفله القانون الدولى
يكفل القانون الدولى حق اللجوء حيث ينصُّ قانون اللاجئين الحديث على الآتي: اللاجئون هم الأشخاص الذين تعرضوا في موطنهم الأصلي أو البلد الذي كانوا يعيشون فيه في الفترة السابقة إلى مخاطر جدية أو عانوا من الخوف الشديد لأسباب معينة، بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو الرأي السياسي. تعتبر من هذه المخاطر الجدية الخطر على الحياة والسلامة البدنية أو الحرية، وكذلك التدابير التي تتسبب في ضغوط نفسية لا تطاق والنساء الهاربات من الأسباب التي تؤخذ بعين الاعتبار.
وضع اللاجئين السوريين فى مصر
منذ اندلاع الثورة السورية فى فبراير 2011 نزح ما يقارب 330 ألف سوري إلي عدد من دول الجوار أهمها (مصر وتركيا , لبنا و الأردن) وغيرهم ويتوقع زيادة العدد إلي 700 ألف مع نهاية العالم الجارى , وفي تركيا وحدها تجاوز العدد 100 ألف سورى ، وفي مصر تقدر أعداد اللاجئيين السوريين ما يقرب من 40 ألف يتركز أغلبهم في مدينة 6أكتوبر, ومدينة الرحاب والعبور والهرم وفيصل . يؤكد النشطاء الحقوقيين السوريين دائماً ان أوضاع اللاجئيين فى مصر هى أفضل حالاً من البلاد الاخرى , ففي مصر تسمح السلطات بأفضل ظروف للأنشطة السياسية والمدنية، كما أن أحوال اللاجئين في معظم الدول الأخرى تكون في مخيمات علي الحدود في أحوال معيشية صعبة " , كما ان دخول السوريين إلى مصر لا يحتاج إلى تأشيرة فيستطيعون العيش فى مصر بشكل طبيعى لمدة لا تتجاوز ثلاثة اشهر كسياح ثم يحتاجون فيما بعد إلى تقنين إقامتهم بشكل قانونى عبر إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الخارجية . أما عن هوية هذه الأسر اللاجئة فيقول الناشط السياسى السوري عبد الله كجك : "إن عدد الأسر السورية التي لجئت إلي مصر حوالي 1300 أسرة متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة خمسة أفراد أغلبهم من السنة وهناك 13 أسرة من الطوائف المختلفة كدروز وعلويين ومسيحيين , أما الأسر التى تنتمى للشيعة فتفضل اللجوء إلي لبنان وإيران". أعداد وأوضاع اللاجئين الليبين فى مصر
تقدر أعداد اللاجئين الموجودين في جمهورية مصر العربية والذين يتمركز الكثير منهم فى محافظة الاسكندرية إلى 800 ألف مواطن ليبي وذلك لعدم استقرار الأوضاع السياسية والامنية في ليبيا خاصة بعد انتشار أعمال السلب والنهب والقتل وسيطرة الميليشيات المسلحة على الأمور واتسعت عمليات الاعتقالات والاغتيالات السياسية داخل ليبيا وخارجها لرموز السياسة المنتمين للنظام السابق . وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع الغير مستقرة في ليبيا فوجئ المواطنين الليبين بصدور قرار من النائب العام المصرى بتاريخ 24 مارس 2013 بتسليم الليبيين الموجودين في مصر إلى ليبيا بالمخالفة للدستور المصري وقواعد العدالة وحقوق الإنسان، ما يشكل خطرًا على حياتهم الشخصية. وبسؤاله عن أوضاع اللاجئين الان فى ظل الظروف الإقتصادية الراهنة أجاب "أحمد بدوى" رئيس مؤسسة مساعدة اللاجئين قانونياً فى تصريحات خاصة للفجر : "- يتمثل وضع اللاجئين في المنطقة العربية في ظل الأوضاع السياسية والإقتصادية في المنطقة الاسوء خلال الفترة الماضية حيث ارتبط تزايد أعداد اللاجئين خلال الفترة الماضية بأحداث متسارعة ومتعاقبة في عدد من الدول العربية وهو ما جعل وضع اللاجئين سيء , فعلي سبيل المثال توافد عدد كبير من اللاجئين السوريين الي مصر في ظل أوضاع سياسية وأمنية صعبة على الدولة المضيفة وأبنائها فبالتالي كانت الأصعب علي اللاجئين " . وأكد البدوى فى حديثه للفجر أن : "الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئين في مصر خلال الفترة الماضية حديثة علي المجتمع المصري مثل الإيقاف والاحتجاز والإبعاد والترحيل احياناً وهو ما ارتبط بالوضع السياسي المصري ومحاولات الاستقطاب التي تعرض لها عدد من اللاجئين والهجمة الإعلامية الشرسة العام الماضي التي كانت سبباً في زيادة وتفاقم الانتهاكات ضد اللاجئين وخصوصاً الانتهاكات الاجتماعية وتعامل المجتمع مع اللاجئين" . وعن تأثير توافد عدد كبير من اللاجئين على الإقتصاد المصرى قال : "بالطبع توافد عدد كبير من اللاجئين على اى دولة يؤثر على الوضع الإقتصادى وسوق العمل , ولكن ليس بالشكل الذى يضر الإقتصاد ". وأضاف البدوى :"مصر الدولة الوحيدة التى لا تفرض على اللاجئين اماكن محددة للإقامة , فى وجهة نظري ومقارنة بدول أخري فوضع اللاجئين في مصر أفضل بكثير من حيث المعيشة وتعامل المواطنين وتجاوب الحكومة المصرية في كثير من القضايا التي تهم اللاجئين فعلى سبيل المثال فى لبنان يوجد مناطق تفرض حظر تجول علي اللاجئين السوريين بسبب العلاقة السياسية المعقدة بين المجتمع السوري واللبناني , وهذا لم يحدث فى مصر . أما عن تمركز اللاجئين فى مناطق معينة فهذا مرتبط بالتجمعات من نفس الجنسية , واللاجئين السوريين منتشرين فى محافظات كبيرة منها إسكندرية ودمياط والقاهرة ".
نفى أحمد بدوى ما أنتشر فى الاونة الاخيرة من أقاويل بأن اللاجئين السوريين ضاقت بهم السبل الى حد العمل بوظائف مخله بالاداب قائلاً : " في مصر لم يدفع ضيق الحال الي هذا الحد وان كان هناك حالات فردية ولا تصل الي شكل الظاهرة , كما أن الثقافة المجتمعية للاجئين قريبة كل القرب من الثقافة المجتمعية والأخلاقية للمجتمع المصري , ولكن ضيق الحال يتسبب كثيراً في عماله الأطفال والتخلي عن التعليم والعيش في وضع أكثر من مؤسف وتسبب في كثير من المشاكل الاسربة طلاق وشتات وما شابه ". ثم أضاف رئيس مؤسسة مساعدة اللاجئين قانونياً أن : أبرز أحداث العام الماضي هي الهجمة الإعلامية علي اللاجئين , وقضية الهجرة الغير شرعية , والتي كانت من اهم أحدث العام الماضي وتسببت في ترحيل وإبعاد ومحاكمات العديد بخلاف مخاطر الغرق والموت ". وطالب "بدوى" : برفع إجراء التأشيرات للسوريين كمبادرة إنسانية لجمع شمل عديد من الأسر الذين تشتتوا بين البلدين بسبب الاحداث الجارية فى سوريا وما تمر به مصر أيضاً " .