رئيس جامعة قناة السويس يُؤكد توافر الأطقم الطبية داخل عيادات كل كلية أثناء فترة الامتحانات    الجيل: الحوار الوطني يدعم مواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    آخر تحديث.. أسعار عملات دول البريكس مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد    وزير الداخلية يستقبل نظيره الكويتي لبحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين (صور)    أثر إيجابي على الوضع الاقتصادي.. رئيس الوزراء يشيد بانخفاض معدل المواليد    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات غدا.. انطلاق قمة مصر للأفضل تحت رعاية رئيس الوزراء لتكريم الشركات والشخصيات الأكثر تأثيرا في الاقتصاد    وزير الداخلية يستقبل نظيره الكويتي لمناقشة مستجدات القضايا الأمنية المشتركة    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    اليونيسف: تعطل توزيع المكملات الغذائية بغزة يهدد حياة أكثر من 3 آلاف طفل    أخبار الأهلي: الأهلي يفاجئ فريق سيدات اليد    رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحان الشهادة الثانوية الأزهرية القسم الأدبي بمدينة نصر    أماكن صلاة عيد الأضحى في المحافظات 2024.. الأوقاف تعلن 6 آلاف ساحة    «القومي للمرأة»: مؤشر عدد الإناث بالهيئات القضائية يقفز ل3541 في 2023    مصدر يكشف حقيقة إصابة جورج وسوف بنزيف حاد    طبعة إنجليزيّة لرواية "أَدْرَكَهّا النّسيانُ" لسناء الشّعلان (بنت نعيمة)    سوسن بدر تشكر «المتحدة» بعد تكريمها في احتفالية فيلم أم الدنيا 2    ينطلق السبت المقبل.. قصور الثقافة تعلن عروض المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية    تعرف على سبب فشل زيجات نسرين طافش    خبيرة فلك تبشر مواليد هذه الأبراج بانفراجة كبيرة    الأفلام المصرية تحقق 999 ألف جنيه إيرادات في يوم واحد.. والسرب يحتفظ بنصيب الأسد    دعاء ذبح الأضحية كما ورد في السنة..« إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله»    تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة.. «الإفتاء» توضح الصيغة الشرعية الصحيحة    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    لمدة يومين.. صحة مطروح تطلق قافلة طبية بمنطقة فوكة بالضبعة غدا    رئيس الشعبة بالغرف التجارية: مبيعات الأدوية تتجاوز 65 مليار جنيه خلال 5 أشهر من 2024    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    أمينة الفتوى: «بلاش نحكي مشاكلنا الزوجية للناس والأهل علشان متكبرش»    «كوني قدوة».. ندوة تثقيفية عن دور المرأة في المجتمع بالشرقية    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    طرق حديثة وحماية من السوشيال.. أحمد حلمى يتحدث عن طريقة تربية أولاده (فيديو)    في دقيقة واحدة.. طريقة تحضير كيكة المج في الميكروويف    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    العمل: 3537 فُرصة عمل جديدة في 48 شركة خاصة تنتظر الشباب    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل مسن في روض الفرج    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    الأهلي يكرم فريق سيدات اليد    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    المؤتمر: تحويل الدعم العيني لنقدي خطوة تحقق العدالة الاجتماعية    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوريون في مصر .. "أكتوبر" ملجأهم وأموالهم حائرة
نشر في محيط يوم 08 - 12 - 2012

من منطلق الآية الكريمة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يلجأ الكثير من العرب إلى مصر لشعورهم بالطمأنينة والأمان في هذا البلد التي خصها الله بالذكر في القرآن الكريم وذلك لتفضيلها على سائر البلدان، وبهذه الآية الكريمة لخص السوريون أسباب اختيارهم لمصر كمكان آمن للعيش، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في بلادهم.

ففيما تظل الأوضاع في سوريا متفجرة، شد الكثير من السوريين الرحال إلى القاهرة بحثاً عن حياة آمنة، رغم الظروف العصيبة التي تعيشها مصر حالياً.

وانتشرت الوجوه السورية في مختلف الربوع المصرية وخاصة منذ اندلاع الثورة في بلادهم ولم يلبث أن اعتاد المصريون على تواجدهم رغم ما قد يحمله من تداعيات اجتماعية واقتصادية.

فتعاظم تواجد السوريون في مصر قد يمثل مشكلة لدى البعض خاصة الشباب حيث يتوجب عليهم الآن المنافسة ليس فقط مع أقرانهم من المصريين، بل أيضاً مع السوريين على إيجاد عمل في بلد تعاني نسبة عالية من البطالة.
ناهيك عن ارتفاع أسعار العقارات والذي عانى منه المصريون من قبل مع نزوح العراقيين إلى مصر إبان حرب 2003. لكن ورغم ذلك يحاول المصريون بما في وسعهم أن يحسنوا استقبال إخوانهم السوريون وتوفير سبل العيش لهم.

"مدينة اللاجئين"

وعن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر أعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه يبلغ 6 آلاف و97 شخصا، وذلك حتى 7 نوفمبر الحالي.

وقال محمد الدايري رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين في مصر :"إن أحدث تقرير للمفوضية يشير إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك مجموعة من السوريين، تضم نحو 150سوريًا، تعيش بمدينة السلوم، قرب الحدود الغربية للبلاد مع ليبيا، إضافة لمجموعات أخرى تعيش في محافظات مثل دمياط الجديدة، والمنصورة، والغردقة، والسويس، والإسماعيلية".

وتوقع الدايري أن يصل عدد السوريين المسجلين لدى مكتبه في مصر، إلى ما بين 10 آلاف و 12 ألف سوري، في حال استمرار معدل التسجيل الحالي.

وفى مدينة 6 أكتوبر التي عرفت بمدينة اللاجئين السوريين ، وجد مئات اللاجئين شيئاً من الأمان في "حضن المحروسة"، هنا يمكنهم أن يتنفسوا هواءً لا تخالطه روائح البارود.

والطريق إلى الجالية السورية، في 6 أكتوبر، يبدأ من ميدان الحصرى، حيث يتوافد المئات منهم لمقابلة المنسق العام للجالية إبراهيم الديرى، والذي يتولى توزيع أبناء الجالية على الشقق السكنية في جميع أحياء المدينة، والذي أكد أن عدد الأسر التي سكنت أكتوبر نحو 250 أسرة ، توزعت ما بين الأحياء السادس والثالث والرابع، من جملة 850 أسرة سورية لجأت لمصر، هربا من المذابح التي لا تكاد تتوقف في سوريا الجريحة.

وبخلاف أكتوبر يقيم سوريون في إحياء أخرى بالقاهرة علاوة على عدد محدود بمدن الإسكندرية ودمياط وبورسعيد الساحلية وبعض مدن دلتا النيل.

وذكرت المفوضية أن معظم اللاجئين يتركزون في مدن 6 أكتوبر، خارج القاهرة، ومنطقتي الهرم، وفيصل، ومدينة العبور، ومدينة نصر، والرحاب.

استثمارات بالملايين

وقد باتت الأموال التي حولها رجال أعمال سوريون هاربون من نظام بشار الأسد إلى مصر حائرة بين الاستثمار في العقارات أو البورصة أو القطاع الصناعي، في حين فضل سوريون المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتجارة التجزئة كمجال لاستثمار أموالهم التي فلتوا بها من النظام السوري.

وقال خليل العجيلي وهو ناشط سياسي سوري مقيم في مصر :"إن أكبر 10 رجال أعمال في سوريا وصلوا إلى مصر خلال الأيام الماضية، ولكن من الصعب الكشف عنهم".

وأضاف أن معظم من ينتمون إلى الطبقة البرجوازية في سوريا فضلوا اللجوء إلى مصر، مؤكداً أن عشرات الملايين من الدولارات وصلت من سوريا إلى مصر ولكن لا يمكن حصرها بدقة.
وقال إن ثلث الاقتصاد السوري انتقل إلى مصر بعد الثورة في سوريا، لكن لا يوجد مصادر محايدة تؤكد هذه الأرقام أو تنفها، مضيفاً أن كبار جال الأعمال السوريين فضلوا الاستثمار في البورصة أو إيداع أموالهم بالبنوك المصرية لحين وضوح الرؤية وضخها في استثمارات.

وتقدر الاستثمارات السورية داخل مصر بما يتراوح بين 400-500 مليون دولار، في حين يقدرها آخرون بأكثر من ذلك ،خاصة أن السوريين باتوا يتعاملون بغزارة مع البنوك المصرية من حيث الإيداعات وفتح الحسابات.

وقال نزار الخراط، رجل أعمال سوري ورئيس اللجنة التنسيقية للثورة السورية في مصر ورئيس مؤسسة البيت الدمشقي إن هناك عددا كبيرا من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين الذين جاؤوا إلى مصر بعد اشتداد قصف الجيش النظامي السوري لهم ولمصانعهم وأعمالهم.

وأوضح الخراط أنه يتم حاليا تأسيس تكتل اقتصادي يجمع بين رجال الأعمال السوريين في مصر وهم أغلبهم من حلب.

وقال باسم الكويفي مستثمر سوري بمصر ورئيس الغرفة التجارية السابق بدمشق وعضو المجلس الانتقالي السوري إن أعداد رجال الأعمال السوريين والمستثمرين الذين قدموا إلى مصر تضاعف خلال الثلاث أشهر الأخيرة.

وأضاف أن معظم المستثمرين السوريين بالقاهرة اتجهوا لافتتاح مشروعات صغيرة ومتوسطة ليضعوا فيها أموالهم التي جاؤوا بها من بلدهم، مقدراً عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا إلى مصر ب30% من أعداد رجال الأعمال الذين فروا من سوريا والبالغ عددهم حوالي 50 ألف مستثمر.

وتابع الكويفي أن كبار المستثمرين السوريين اتجهوا إلى الاستثمار في البورصة المصرية وبعض دول الخليج وأوروبا، موضحاً أن المستثمر السوري يفضل اللجوء إلى مصر لسهولة إجراءات الدخول والخروج منها وسهولة الحصول على إقامة، بالإضافة إلى توافر الأيدي العاملة الرخيصة والطاقة.

وأشار إلى أن معظم المستثمرين السوريين الذين وصلوا إلى القاهرة من الطبقة المتوسطة والممتازة أيضا، وأن هناك عددا المليارديرات السوريين اتجهوا إلى دول مجاورة وخاصة التابعين لنظام الأسد.

وكشفت الأرقام الصادرة عن هيئة الاستثمار السورية تراجع عدد المشاريع القائمة في سوريا في الفترة من أول يناير 2012 حتى نهاية سبتمبر من نفس العام بنسبة 74%، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2011 نتيجة الأحداث
التي تمرُّ بها سوريا والعقوبات الاقتصادية المفروضة على مجمل قطاعاتها.

الطلبة سعداء

من جانبهم أعرب الطلاب السوريون الذين يدرسون في مصر عن سعادتهم وامتنانهم إلى الرئيس محمد مرسي بعد أن تم تطبيق القرار الذي أصدره يوم 5 سبتمبر من هذا العام، بأن تتم معاملة الطلاب السوريين بمصر معاملة الطلبة المصريين من حيث المصاريف الدراسية وغيرها.

وقال محمد قدور طالب سوري يدرس بكلية طب قصر العيني -: إن هذا القرار طبق على كل السوريين منذ أكثر من أسبوعين على الرغم من تأخير تطبيقه ، لأنه لم يكن قد وصل إلى الجامعة قرارا مكتوبا بذلك، مضيفا: إن مصاريف الدراسة كانت تبلغ للطالب المستجد 3 آلاف جنيه إسترليني وللطالب الباقي 150 جنيها إسترلينيا بينما بعد تطبيق القرار يتم دفع 150 جنيها مصريا مثل الطلاب المصريين، مؤكدا أن هذا القرار رفع عنهم كثيرا من الأعباء.

وأضاف قدور: إن مصر أصبحت البوابة الوحيدة للطلبة السوريين من أجل الدراسة، خاصة أن كل الدول العربية أو الأوروبية لم تأخذ مثل هذا القرار سوى تركيا التي أخذت قرارا مثله ولكنه مؤقت لهذا العام فقط بالإضافة إلى السعودية التي جعلت القرار قاصرا على طلبة المدارس دون الجامعات وبعد مشقة أيضا من الإجراءات المطلوبة، ووجه قدور الشكر باسمه واسم الطلاب السوريين إلى الرئيس قائلا: "شكرا يا ريس".

"جسد واحد"

ولرعاية اللاجئين السوريين المقيمين في مصر ، أطلق اتحاد الثورة المصرية مبادرة جديدة باسم "جسد واحد"، وتعمل المبادرة على محاور متعددة تبدأ من دخول اللاجئ إلى مصر، إذ يتم توفير السكن له والبحث عن متبرع لكل أسرة يتولى شئونها، من خلال الاتصال المباشر مع الاتحاد، الذي يجهز قاعدة بيانات للاجئين ويضع هذه البيانات تحت تصرف المتبرع،.

ويسعى باحثو الاتحاد لمعرفة احتياجات السوريين في المأكل والملبس وغير ذلك من الحاجات اليومية الضرورية، مع الوضع في الاعتبار ارتفاع مستوى المعيشة لدى الشعب السوري، واختلاف العادات والتقاليد بين الشعبين المصري والسوري.

أما في "بيت العائلة" وهو إحدى الجمعيات الأهلية المشهرة برقم 5913 لسنة 2005، والتي تقع في 18 شارع أبوالعتاهية بمدينة نصر، وتعمل على تقديم المساعدات داخل وخارج مصر عبر تبرعات أهل الخير، قدمت 912 أسرة سورية أوراقها طلباً للمساعدة، ومازالت الجمعية تنتظر 310 أسر، وذلك بالتعاون مع لجنة التنسيق والإغاثة السورية.

مشاكل اللاجئين

ويشكو السوريون اللاجئون لمصر من تدني الأجور مقارنة بتكاليف إيجارات المساكن والمعيشة وطول فترات العمل لكنهم يؤكدون أنهم يحصلون على أجور مساوية لتلك التي يتقاضاها نظراؤهم المصريون.

وقال عبد الله رضوان المدير التنفيذي لجمعية بيت العائلة الأهلية بمدينة السادس من أكتوبر وعضو اللجنة الشعبية لنصرة الشعب السوري "أكبر الداعمين للسوريين بأكتوبر هي الجمعية الشرعية الرئيسية حيث وفرت بنايات سكنية كاملة تؤوي عددا كبيرا من الأسر السورية علاوة على تقديمها كافة أشكال الدعم اللوجستي من أثاث وغذاء ومساعدات مالية ورعاية صحية لبعض المصابين في الحرب".

وتضم الحملة الشعبية لنصرة الشعب السوري جمعية بيت العائلة والجمعية الشرعية وهي جمعية خيرية إسلامية واتحاد الأطباء العرب ولجنة الإغاثة الإنسانية وجماعة الإخوان المسلمين واللجنة الشعبية بأكتوبر بالإضافة إلى سيدات ورجال مجتمع يساهمون بمساعدات فردية وجماعية.

وحسب بيانات المنظمات الأهلية التي تنسق جهود الإغاثة فإن نحو 600 أسرة سورية تنتشر بأغلب أحياء المدينة بينما يتمركز عدد كبير منها في بنايات تستأجرها الجمعية الشرعية.

وقال الناشط السياسي هشام حجازي وهو أيضا عضو مجلس أمناء الثورة المصرية "إن هيئات المجتمع المدني كلها غالبا تشارك في جهود الإغاثة. دون صبغ الموضوع بصبغة سياسية والإخوان المسلمين يقومون بجهود كبيرة وأيضا الجمعية الشرعية ومجموعة سفراء الخير الشبابية وأيضا منظمات من خلفيات سياسية مختلفة ليبرالية واشتراكية ويسارية وقبطية".

زواج غير شرعي

سوزان الديرى وعائلتها هي إحدى الأسر التي لجأت إلى عقار أبوضياء في 6 أكتوبر واشتهرت بين العائلات السورية على أنها "طارقة الأبواب"، كونت الديري شبكة شبه منظمة في الخفاء لإدارة زواج اللاجئات، وبررت قبول "أتعاب" الزواج "سترة" للفتيات، واتخذت من التوفيق بين الأزواج مهنة لها.

الوصول إلى بيانات اللاجئات السوريات والتعرف على عائلاتهن لم يكن أمرا صعباً بالنسبة لها، بعد أن اعتمدت على أخيها "إبراهيم الديرى" أحد المسئولين السوريين في الجمعية الشرعية المصرية، لتسهيل وتوفير البيانات لها ومشاركته في جمع وتوزيع التبرعات، للتمكن من كسب ثقة العائلات السورية.

شهرة سوزان بدأت مع قدوم شهر رمضان الكريم وتنظيم حفلات الإفطار للأسر السورية، بهدف التعارف وتوطيد علاقات اللاجئين، لتظهر نواياها الخفية من وراء تلك العزائم بعد استضافة عدد من الشباب المصري الراغب في الزواج على المائدة السورية، وتدوين عروضهم في أجندتها لتقديمها للفتيات مقابل 5 آلاف جنيه "رسوم زواج"، لتشارك بهذا الشكل في تدوين أسماء الفتيات في قائمة ضحايا الزواج.

ولم تخجل سوزان من إقناع الفتيات القاصرات بقبول عروضها المغرية، وهو ما تعرضت له "أم أيمن"، التي هربت من دمشق قبل 7 أشهر هي وفتياتها القاصرات لتستقبلها سوزان الديرى، التي صادفت وجودها فى نفس العقار في مدينة 6 أكتوبر: "وصلت مصر وكانت سوزان الديرى جارتى، ومع الأيام بدأت فى زيارتي وسألتنى عن سن بناتى وبعد علمها بسنهن ما بين 17 و14 تقدمت بعروض زواج وحاولت إغرائى بنوع سيارة العريس وما يملكه من شركات ولكن والدهن رفض وطالبها بعدم التعرض لنا مرة أخرى|.

لم تكن سوزان الديرى هى السورية الوحيدة التى تورطت فى الترويج لزواج السوريات في مصر، فلم تتوقع "أم أيمن" تورط لجنة الإغاثة السورية فى الأمر نفسه بعد أن استقبلت اتصالا من إحدى الفتيات العاملات في اللجنة فاجأتها فيه بسؤالها عن رغبتها فى تدوين أسماء فتياتها فى قائمة الزواج أم لا.

حالة أخرى هي منال كرجس 32 عاما ، ففور وصولها إلى القاهرة، اتجهت إلى لجنة الإغاثة لمساعدتها في الحصول على تبرعات شهرية، ولكنها فوجئت بعدد من عروض الزواج الكثيرة التي قدمتها لها اللجنة، مبررة ذلك بوحدتها في مصر: "اتجهت للجنة الإغاثة ووعدوني بمحاولة تقديم تبرعات شهرية، فاستضافتني صديقة مصرية لحين حل مشكلتي مع الإغاثة، ومع كل اتصال للجنة كانت روان تحاول إقناعي بضرورة الزواج بدلا من العيش وحيدة، ولكنني كنت أرفض الزواج وأستغرب إصرارها على إقناعي ونحن في حالة حرب، وكان الرد في كل مرة واحدا وهو إحنا لاقيين حل ليكوا هناك عشان نحل مشاكلكم هنا!!".

وبعد فشل محاولات لجنة الإغاثة إقناع منال عدة مرات الزواج من شباب مصري، كان الحل الآخر الذي وضعوه أمامها هو توفير وظيفة لها مع أحد المسئولين عن جمع التبرعات للجيش الحر، مقابل 100 دولار يوميا ولكنها رفضت: "في آخر مقابلة فى الإغاثة عرض على أمين كزكز، المسئول في لجنة الإغاثة، مقابلة مع أحد أعضاء الجيش الحر، وبالفعل تقابلت مع صالح الحموى المسئول عن جمع التبرعات للجيش الحر في سوريا، وعرض على العمل معه مقابل 100 دولار".
وبمجرد وصول منال إلى مدينة 6 أكتوبر، استقبلتها سوزان الديرى، وعدد من اللاجئين السوريين بنفس عروض الزواج التي رفضتها من لجنة الإغاثة وهنا شعرت منال أنها مجرد سلعة فى انتظار أكثر من عرض مغرٍ: "بعد أن رحمت من عروض زواج لجنة الإغاثة اتصلت بى سوزان الديرى، ولكنى رفضت العرضين معلنة رفضي بشعار "نحن لاجئات لا سباياّ، واتصل بى عدد من السوريين وعرضوا على الزواج فهناك عدد من الأشخاص متورطين في انتشار الظاهرة".

"نحن نعانى اغتصاب شرعي" هكذا وصفت منال حال اللاجئات السوريات في مصر، لذلك لم تكتف منال بتوعية الفتيات والحديث عن تجربتها، بل قررت أن تقدم شكوى إلى إبراهيم الديرى من تصرفات سوزان وترويجها للزواج السوري في مصر مما يهدد بوقوع عدد أكبر من الضحايا.

والظاهرة التي انتشرت بين العائلات السورية في جميع الدول العربية لم تغب أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، فبجانب عدد الصفحات التي خرجت تسجل اعتراضها على الاتجار بالقضية السورية، انتشر أيضا عدد من الصفحات التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في كشف مدى انتشار الظاهرة على أرض الواقع.

ورغم لجوء الكثير من السوريين إلى دول الجوار ، إلا ان ملايين الأسر السورية رفضت ترك بلادها رغم القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، ورغم تهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.
مواد متعلقة:
1. ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 120 ألف
2. 327 لاجئا سوريا يفرون إلى الأردن هربا من العنف
3. وزراء عرب يبحثون تقديم الدعم المالى للدول المضيفة للاجئين السوريين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.