«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوريون في مصر .. "أكتوبر" ملجأهم وأموالهم حائرة
نشر في محيط يوم 08 - 12 - 2012

من منطلق الآية الكريمة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يلجأ الكثير من العرب إلى مصر لشعورهم بالطمأنينة والأمان في هذا البلد التي خصها الله بالذكر في القرآن الكريم وذلك لتفضيلها على سائر البلدان، وبهذه الآية الكريمة لخص السوريون أسباب اختيارهم لمصر كمكان آمن للعيش، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في بلادهم.

ففيما تظل الأوضاع في سوريا متفجرة، شد الكثير من السوريين الرحال إلى القاهرة بحثاً عن حياة آمنة، رغم الظروف العصيبة التي تعيشها مصر حالياً.

وانتشرت الوجوه السورية في مختلف الربوع المصرية وخاصة منذ اندلاع الثورة في بلادهم ولم يلبث أن اعتاد المصريون على تواجدهم رغم ما قد يحمله من تداعيات اجتماعية واقتصادية.

فتعاظم تواجد السوريون في مصر قد يمثل مشكلة لدى البعض خاصة الشباب حيث يتوجب عليهم الآن المنافسة ليس فقط مع أقرانهم من المصريين، بل أيضاً مع السوريين على إيجاد عمل في بلد تعاني نسبة عالية من البطالة.
ناهيك عن ارتفاع أسعار العقارات والذي عانى منه المصريون من قبل مع نزوح العراقيين إلى مصر إبان حرب 2003. لكن ورغم ذلك يحاول المصريون بما في وسعهم أن يحسنوا استقبال إخوانهم السوريون وتوفير سبل العيش لهم.

"مدينة اللاجئين"

وعن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر أعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه يبلغ 6 آلاف و97 شخصا، وذلك حتى 7 نوفمبر الحالي.

وقال محمد الدايري رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين في مصر :"إن أحدث تقرير للمفوضية يشير إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك مجموعة من السوريين، تضم نحو 150سوريًا، تعيش بمدينة السلوم، قرب الحدود الغربية للبلاد مع ليبيا، إضافة لمجموعات أخرى تعيش في محافظات مثل دمياط الجديدة، والمنصورة، والغردقة، والسويس، والإسماعيلية".

وتوقع الدايري أن يصل عدد السوريين المسجلين لدى مكتبه في مصر، إلى ما بين 10 آلاف و 12 ألف سوري، في حال استمرار معدل التسجيل الحالي.

وفى مدينة 6 أكتوبر التي عرفت بمدينة اللاجئين السوريين ، وجد مئات اللاجئين شيئاً من الأمان في "حضن المحروسة"، هنا يمكنهم أن يتنفسوا هواءً لا تخالطه روائح البارود.

والطريق إلى الجالية السورية، في 6 أكتوبر، يبدأ من ميدان الحصرى، حيث يتوافد المئات منهم لمقابلة المنسق العام للجالية إبراهيم الديرى، والذي يتولى توزيع أبناء الجالية على الشقق السكنية في جميع أحياء المدينة، والذي أكد أن عدد الأسر التي سكنت أكتوبر نحو 250 أسرة ، توزعت ما بين الأحياء السادس والثالث والرابع، من جملة 850 أسرة سورية لجأت لمصر، هربا من المذابح التي لا تكاد تتوقف في سوريا الجريحة.

وبخلاف أكتوبر يقيم سوريون في إحياء أخرى بالقاهرة علاوة على عدد محدود بمدن الإسكندرية ودمياط وبورسعيد الساحلية وبعض مدن دلتا النيل.

وذكرت المفوضية أن معظم اللاجئين يتركزون في مدن 6 أكتوبر، خارج القاهرة، ومنطقتي الهرم، وفيصل، ومدينة العبور، ومدينة نصر، والرحاب.

استثمارات بالملايين

وقد باتت الأموال التي حولها رجال أعمال سوريون هاربون من نظام بشار الأسد إلى مصر حائرة بين الاستثمار في العقارات أو البورصة أو القطاع الصناعي، في حين فضل سوريون المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتجارة التجزئة كمجال لاستثمار أموالهم التي فلتوا بها من النظام السوري.

وقال خليل العجيلي وهو ناشط سياسي سوري مقيم في مصر :"إن أكبر 10 رجال أعمال في سوريا وصلوا إلى مصر خلال الأيام الماضية، ولكن من الصعب الكشف عنهم".

وأضاف أن معظم من ينتمون إلى الطبقة البرجوازية في سوريا فضلوا اللجوء إلى مصر، مؤكداً أن عشرات الملايين من الدولارات وصلت من سوريا إلى مصر ولكن لا يمكن حصرها بدقة.
وقال إن ثلث الاقتصاد السوري انتقل إلى مصر بعد الثورة في سوريا، لكن لا يوجد مصادر محايدة تؤكد هذه الأرقام أو تنفها، مضيفاً أن كبار جال الأعمال السوريين فضلوا الاستثمار في البورصة أو إيداع أموالهم بالبنوك المصرية لحين وضوح الرؤية وضخها في استثمارات.

وتقدر الاستثمارات السورية داخل مصر بما يتراوح بين 400-500 مليون دولار، في حين يقدرها آخرون بأكثر من ذلك ،خاصة أن السوريين باتوا يتعاملون بغزارة مع البنوك المصرية من حيث الإيداعات وفتح الحسابات.

وقال نزار الخراط، رجل أعمال سوري ورئيس اللجنة التنسيقية للثورة السورية في مصر ورئيس مؤسسة البيت الدمشقي إن هناك عددا كبيرا من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين الذين جاؤوا إلى مصر بعد اشتداد قصف الجيش النظامي السوري لهم ولمصانعهم وأعمالهم.

وأوضح الخراط أنه يتم حاليا تأسيس تكتل اقتصادي يجمع بين رجال الأعمال السوريين في مصر وهم أغلبهم من حلب.

وقال باسم الكويفي مستثمر سوري بمصر ورئيس الغرفة التجارية السابق بدمشق وعضو المجلس الانتقالي السوري إن أعداد رجال الأعمال السوريين والمستثمرين الذين قدموا إلى مصر تضاعف خلال الثلاث أشهر الأخيرة.

وأضاف أن معظم المستثمرين السوريين بالقاهرة اتجهوا لافتتاح مشروعات صغيرة ومتوسطة ليضعوا فيها أموالهم التي جاؤوا بها من بلدهم، مقدراً عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا إلى مصر ب30% من أعداد رجال الأعمال الذين فروا من سوريا والبالغ عددهم حوالي 50 ألف مستثمر.

وتابع الكويفي أن كبار المستثمرين السوريين اتجهوا إلى الاستثمار في البورصة المصرية وبعض دول الخليج وأوروبا، موضحاً أن المستثمر السوري يفضل اللجوء إلى مصر لسهولة إجراءات الدخول والخروج منها وسهولة الحصول على إقامة، بالإضافة إلى توافر الأيدي العاملة الرخيصة والطاقة.

وأشار إلى أن معظم المستثمرين السوريين الذين وصلوا إلى القاهرة من الطبقة المتوسطة والممتازة أيضا، وأن هناك عددا المليارديرات السوريين اتجهوا إلى دول مجاورة وخاصة التابعين لنظام الأسد.

وكشفت الأرقام الصادرة عن هيئة الاستثمار السورية تراجع عدد المشاريع القائمة في سوريا في الفترة من أول يناير 2012 حتى نهاية سبتمبر من نفس العام بنسبة 74%، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2011 نتيجة الأحداث
التي تمرُّ بها سوريا والعقوبات الاقتصادية المفروضة على مجمل قطاعاتها.

الطلبة سعداء

من جانبهم أعرب الطلاب السوريون الذين يدرسون في مصر عن سعادتهم وامتنانهم إلى الرئيس محمد مرسي بعد أن تم تطبيق القرار الذي أصدره يوم 5 سبتمبر من هذا العام، بأن تتم معاملة الطلاب السوريين بمصر معاملة الطلبة المصريين من حيث المصاريف الدراسية وغيرها.

وقال محمد قدور طالب سوري يدرس بكلية طب قصر العيني -: إن هذا القرار طبق على كل السوريين منذ أكثر من أسبوعين على الرغم من تأخير تطبيقه ، لأنه لم يكن قد وصل إلى الجامعة قرارا مكتوبا بذلك، مضيفا: إن مصاريف الدراسة كانت تبلغ للطالب المستجد 3 آلاف جنيه إسترليني وللطالب الباقي 150 جنيها إسترلينيا بينما بعد تطبيق القرار يتم دفع 150 جنيها مصريا مثل الطلاب المصريين، مؤكدا أن هذا القرار رفع عنهم كثيرا من الأعباء.

وأضاف قدور: إن مصر أصبحت البوابة الوحيدة للطلبة السوريين من أجل الدراسة، خاصة أن كل الدول العربية أو الأوروبية لم تأخذ مثل هذا القرار سوى تركيا التي أخذت قرارا مثله ولكنه مؤقت لهذا العام فقط بالإضافة إلى السعودية التي جعلت القرار قاصرا على طلبة المدارس دون الجامعات وبعد مشقة أيضا من الإجراءات المطلوبة، ووجه قدور الشكر باسمه واسم الطلاب السوريين إلى الرئيس قائلا: "شكرا يا ريس".

"جسد واحد"

ولرعاية اللاجئين السوريين المقيمين في مصر ، أطلق اتحاد الثورة المصرية مبادرة جديدة باسم "جسد واحد"، وتعمل المبادرة على محاور متعددة تبدأ من دخول اللاجئ إلى مصر، إذ يتم توفير السكن له والبحث عن متبرع لكل أسرة يتولى شئونها، من خلال الاتصال المباشر مع الاتحاد، الذي يجهز قاعدة بيانات للاجئين ويضع هذه البيانات تحت تصرف المتبرع،.

ويسعى باحثو الاتحاد لمعرفة احتياجات السوريين في المأكل والملبس وغير ذلك من الحاجات اليومية الضرورية، مع الوضع في الاعتبار ارتفاع مستوى المعيشة لدى الشعب السوري، واختلاف العادات والتقاليد بين الشعبين المصري والسوري.

أما في "بيت العائلة" وهو إحدى الجمعيات الأهلية المشهرة برقم 5913 لسنة 2005، والتي تقع في 18 شارع أبوالعتاهية بمدينة نصر، وتعمل على تقديم المساعدات داخل وخارج مصر عبر تبرعات أهل الخير، قدمت 912 أسرة سورية أوراقها طلباً للمساعدة، ومازالت الجمعية تنتظر 310 أسر، وذلك بالتعاون مع لجنة التنسيق والإغاثة السورية.

مشاكل اللاجئين

ويشكو السوريون اللاجئون لمصر من تدني الأجور مقارنة بتكاليف إيجارات المساكن والمعيشة وطول فترات العمل لكنهم يؤكدون أنهم يحصلون على أجور مساوية لتلك التي يتقاضاها نظراؤهم المصريون.

وقال عبد الله رضوان المدير التنفيذي لجمعية بيت العائلة الأهلية بمدينة السادس من أكتوبر وعضو اللجنة الشعبية لنصرة الشعب السوري "أكبر الداعمين للسوريين بأكتوبر هي الجمعية الشرعية الرئيسية حيث وفرت بنايات سكنية كاملة تؤوي عددا كبيرا من الأسر السورية علاوة على تقديمها كافة أشكال الدعم اللوجستي من أثاث وغذاء ومساعدات مالية ورعاية صحية لبعض المصابين في الحرب".

وتضم الحملة الشعبية لنصرة الشعب السوري جمعية بيت العائلة والجمعية الشرعية وهي جمعية خيرية إسلامية واتحاد الأطباء العرب ولجنة الإغاثة الإنسانية وجماعة الإخوان المسلمين واللجنة الشعبية بأكتوبر بالإضافة إلى سيدات ورجال مجتمع يساهمون بمساعدات فردية وجماعية.

وحسب بيانات المنظمات الأهلية التي تنسق جهود الإغاثة فإن نحو 600 أسرة سورية تنتشر بأغلب أحياء المدينة بينما يتمركز عدد كبير منها في بنايات تستأجرها الجمعية الشرعية.

وقال الناشط السياسي هشام حجازي وهو أيضا عضو مجلس أمناء الثورة المصرية "إن هيئات المجتمع المدني كلها غالبا تشارك في جهود الإغاثة. دون صبغ الموضوع بصبغة سياسية والإخوان المسلمين يقومون بجهود كبيرة وأيضا الجمعية الشرعية ومجموعة سفراء الخير الشبابية وأيضا منظمات من خلفيات سياسية مختلفة ليبرالية واشتراكية ويسارية وقبطية".

زواج غير شرعي

سوزان الديرى وعائلتها هي إحدى الأسر التي لجأت إلى عقار أبوضياء في 6 أكتوبر واشتهرت بين العائلات السورية على أنها "طارقة الأبواب"، كونت الديري شبكة شبه منظمة في الخفاء لإدارة زواج اللاجئات، وبررت قبول "أتعاب" الزواج "سترة" للفتيات، واتخذت من التوفيق بين الأزواج مهنة لها.

الوصول إلى بيانات اللاجئات السوريات والتعرف على عائلاتهن لم يكن أمرا صعباً بالنسبة لها، بعد أن اعتمدت على أخيها "إبراهيم الديرى" أحد المسئولين السوريين في الجمعية الشرعية المصرية، لتسهيل وتوفير البيانات لها ومشاركته في جمع وتوزيع التبرعات، للتمكن من كسب ثقة العائلات السورية.

شهرة سوزان بدأت مع قدوم شهر رمضان الكريم وتنظيم حفلات الإفطار للأسر السورية، بهدف التعارف وتوطيد علاقات اللاجئين، لتظهر نواياها الخفية من وراء تلك العزائم بعد استضافة عدد من الشباب المصري الراغب في الزواج على المائدة السورية، وتدوين عروضهم في أجندتها لتقديمها للفتيات مقابل 5 آلاف جنيه "رسوم زواج"، لتشارك بهذا الشكل في تدوين أسماء الفتيات في قائمة ضحايا الزواج.

ولم تخجل سوزان من إقناع الفتيات القاصرات بقبول عروضها المغرية، وهو ما تعرضت له "أم أيمن"، التي هربت من دمشق قبل 7 أشهر هي وفتياتها القاصرات لتستقبلها سوزان الديرى، التي صادفت وجودها فى نفس العقار في مدينة 6 أكتوبر: "وصلت مصر وكانت سوزان الديرى جارتى، ومع الأيام بدأت فى زيارتي وسألتنى عن سن بناتى وبعد علمها بسنهن ما بين 17 و14 تقدمت بعروض زواج وحاولت إغرائى بنوع سيارة العريس وما يملكه من شركات ولكن والدهن رفض وطالبها بعدم التعرض لنا مرة أخرى|.

لم تكن سوزان الديرى هى السورية الوحيدة التى تورطت فى الترويج لزواج السوريات في مصر، فلم تتوقع "أم أيمن" تورط لجنة الإغاثة السورية فى الأمر نفسه بعد أن استقبلت اتصالا من إحدى الفتيات العاملات في اللجنة فاجأتها فيه بسؤالها عن رغبتها فى تدوين أسماء فتياتها فى قائمة الزواج أم لا.

حالة أخرى هي منال كرجس 32 عاما ، ففور وصولها إلى القاهرة، اتجهت إلى لجنة الإغاثة لمساعدتها في الحصول على تبرعات شهرية، ولكنها فوجئت بعدد من عروض الزواج الكثيرة التي قدمتها لها اللجنة، مبررة ذلك بوحدتها في مصر: "اتجهت للجنة الإغاثة ووعدوني بمحاولة تقديم تبرعات شهرية، فاستضافتني صديقة مصرية لحين حل مشكلتي مع الإغاثة، ومع كل اتصال للجنة كانت روان تحاول إقناعي بضرورة الزواج بدلا من العيش وحيدة، ولكنني كنت أرفض الزواج وأستغرب إصرارها على إقناعي ونحن في حالة حرب، وكان الرد في كل مرة واحدا وهو إحنا لاقيين حل ليكوا هناك عشان نحل مشاكلكم هنا!!".

وبعد فشل محاولات لجنة الإغاثة إقناع منال عدة مرات الزواج من شباب مصري، كان الحل الآخر الذي وضعوه أمامها هو توفير وظيفة لها مع أحد المسئولين عن جمع التبرعات للجيش الحر، مقابل 100 دولار يوميا ولكنها رفضت: "في آخر مقابلة فى الإغاثة عرض على أمين كزكز، المسئول في لجنة الإغاثة، مقابلة مع أحد أعضاء الجيش الحر، وبالفعل تقابلت مع صالح الحموى المسئول عن جمع التبرعات للجيش الحر في سوريا، وعرض على العمل معه مقابل 100 دولار".
وبمجرد وصول منال إلى مدينة 6 أكتوبر، استقبلتها سوزان الديرى، وعدد من اللاجئين السوريين بنفس عروض الزواج التي رفضتها من لجنة الإغاثة وهنا شعرت منال أنها مجرد سلعة فى انتظار أكثر من عرض مغرٍ: "بعد أن رحمت من عروض زواج لجنة الإغاثة اتصلت بى سوزان الديرى، ولكنى رفضت العرضين معلنة رفضي بشعار "نحن لاجئات لا سباياّ، واتصل بى عدد من السوريين وعرضوا على الزواج فهناك عدد من الأشخاص متورطين في انتشار الظاهرة".

"نحن نعانى اغتصاب شرعي" هكذا وصفت منال حال اللاجئات السوريات في مصر، لذلك لم تكتف منال بتوعية الفتيات والحديث عن تجربتها، بل قررت أن تقدم شكوى إلى إبراهيم الديرى من تصرفات سوزان وترويجها للزواج السوري في مصر مما يهدد بوقوع عدد أكبر من الضحايا.

والظاهرة التي انتشرت بين العائلات السورية في جميع الدول العربية لم تغب أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، فبجانب عدد الصفحات التي خرجت تسجل اعتراضها على الاتجار بالقضية السورية، انتشر أيضا عدد من الصفحات التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في كشف مدى انتشار الظاهرة على أرض الواقع.

ورغم لجوء الكثير من السوريين إلى دول الجوار ، إلا ان ملايين الأسر السورية رفضت ترك بلادها رغم القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، ورغم تهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.
مواد متعلقة:
1. ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 120 ألف
2. 327 لاجئا سوريا يفرون إلى الأردن هربا من العنف
3. وزراء عرب يبحثون تقديم الدعم المالى للدول المضيفة للاجئين السوريين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.