"مش عارفين مصيرنا أيه" .. "وفرولنا البديل" .. "عايزين نظافة الشوارع زيكم بس لقمة عيشنا"، بهذه الكلمات الممزوجة بصرخات الشباب العاطل، بدأ شباب الباعة الجائلين حديثهم مع "الفجر" ، عن أزمة الألأف من الباعة الجائلين الذى يصعب حصرهم يعملون بائعين متجولين ويفترشون الأرصفة وأمكان التجمعات للمواطنين لاقتناص فرصة للبيع، بينهم عدد غير قليل منهم حاصل على مؤهلات عليا وخريجو كليات وجامعات مرموقة أو ما يطلق عليها كليات القمة وبعد التخرج اصطدم بالواقع المرير فلم يجد وظيفة لا فى القطاع الخاص أو العام فلم يجد أمامه سوى تدبير مبلغ وشراء كمية من البضاعة وافتراشوا ميادين "محى الدين" و "حارث" وشوارع عبدالسلام عارف والرياضي والجبالي ، وأقرب رصيف لأى مصلحة حكومية أو أى شارع مزدحم . فى البداية قال محمود السيد ليسانس آداب : لسنا ضد عودة هيبة الدولة والإنضباط للشارع ولكن أين البديل لكي توفروا لنا فرصة عمل تكون مصدر دخل لنا ولأسرنا، فأنا تخرجت من الكلية منذ 7 سنوات ولم أستطع الحصول على عمل وكل ما يتوفر لي عليه إما كاشير فى أحد المحلات أو بائع فى سوبر ماركت أو ما شابه، والمرتبات لا تكفى حتى المصروف الشخصى، فضلا عن أنه مطلوب منك تجهيز نفسه للزواج فاتجه لبيع الملابس الجاهزة، ولكن إيجارات المحال فوق الخيال فذهب إلى القنطرة شرق أو المحلة واشترى بضاعة وافترش رصيفا بالقرب من مصلحة حكومية، مستغلا لحظات خروج الموظفين، وأحيانا يدخلون المصلحة ذاتها وللبيع بالقسط للموظفين وأخد القسط مع المرتب، مطالباً مسئولى المحافظة بتوفير مكان بديل يكون بمثابة سوق مفتوح يضم جميع الباعة الجائلين بالمدينة.
وأقترح محمد جمال، على المستشار مجدي البتيتي، محافظ بني سويف، بتحويل مكان التغطية أعلى ترعة الإبراهيمية إلى محلات تجارية صغيرة وطرحها للبيع أو للإيجارلهم بأسعا ر وطريقة سداد تناسب الجميع، ويقول أحد الباعة: بعدها حاسبونا إن مشينا فى الشارع ببضاعة.
وعلى الجانب الأخر تواصل حملات إزالة الإشغالات وتعديات الباعة الجائلين على ميادين وشوارع محافظة بني سويف، دون الإلتفات، لأى مصالح شخصية فى إصرار من مسئولى الدولة على عودة هيبتها وإنضباط الحالة الأمنية للشارع السويفي .
ومن جانبه أكد المستشار مجدي البتيتي، محافظ بني سويف، أن المحافظة تسعى جاهدة لتوفير أسواق للباعة الجائلين ، حيث سيتم تجميعهم بحسب الشوارع التي يفترشون بها، مؤكدا لهم أن جميع الباعة سيحصلون على مواقع داخل تلك الأسواق في هيئة باكيات لتسهيل حصول المشترين على مستلزماتهم التي يرغبون فيها ويساهم في تنظيم حركة البيع ومساعدتهم على ترويج سلعهم، وبما يسمح بالانسياب المروري في شوارع المدينة وتمكين المشاه من استخدام الأرصفة المعدة لهذا الغرض.
كان "البتيتي" قد قراراً، بتخصيص قطعة أرض فضاء مقرا مؤقتا للباعة الجائلين، موضحاً أن هذا الإجراء كحل مؤقت خلال شهر رمضان الكريم فقط لحين تجهيز أماكن بديلة ودائمة بباكيات في مناطق أخرى مع تحصيل رسوم بسيطة من المستفيدين.
وأشار "البتيتي" إلى أن القرار يهدف إلى تحقيق السيولة المرورية والقضاء على الإختناقات في هذه المنطقة التجارية الحيوية والتي تشهد إزديادًا في حركة البيع والشراء خلال الفترة الحالية، ومراعاةً لظروف الباعة الجائلين وتوفير مصدر دخل يضمن لهم ولذويهم حياة كريمة.