كتائب الذئاب المنفردة.. وكتائب الفرقان.. وكتيبة النصرة.. تنظيمات إرهابية جديدة فى مصر صحيح أن جماعة الإخوان المسلمين حكموا مصر لمدة عام.. عام واحد فقط.. ولكن اتضح من خلاله أن مصر بالنسبة لهذه الجماعة هى مكان مناسب للمعيشة فقط ولمصالح الجماعة وليس وطناً.. مكان يعيشون فيه ولا يعيش فيهم.. ولذلك كان هدفهم التمكن من هذا البلد، والتحكم فى كل شبر فيه.. لتنفيذ مخططات خارجية تسعى لتفكيك وتفتيت هذا الوطن.. سيناءلغزة.. وحلايب للسودان.. والبقية تأتى، وفى سبيل ذلك كان الرئيس المعزول بأمر الشعب "محمد مرسى" يفتح الباب على مصراعيه لكل من يساعد فى إتمام هذه الصفقة ونجاح هذا المخطط.. ويبدو أن السبيل الوحيد الذى كان أمامهم هو العنف والقتل والإرهاب.. سحقا لعهد الإرهاب والدم.
فى شمال سيناء تجمع أكبر عدد من العناصر الإرهابية وكأن مصر كانت تنظم كأس العالم للإرهاب، ويقول مسئول أمنى بوزارة الداخلية أن مرسى كان يرسل سيارات الرئاسة لشمال سيناء، وبها قيادات جماعة الإخوان وبعض الشباب ممن ينتمون للجماعة للتواصل مع العناصر الإرهابية هناك، فى معسكرات التدريب وكانوا يتكونون من مصريين وفلسطينيين، للتشاور والترتيب ونقل تعليمات مكتب الإرشاد إليهم، والإشراف على تدريب شباب الإخوان على القتال فى غزة وشمال سيناء.. وتوفير ما يحتاجه هؤلاء من تمويل.. وتلبية احتياجاتهم..
وبعد أن كان تمركز هؤلاء فى شمال سيناء من العريش إلى غزة بمسافة 4000 كيلو، أصبحوا الآن ينتشرون فى كل مكان فى مصر وانقسموا إلى عدة مجموعات تحت مسميات مختلفة، وتشكل الآن تنظيمات جديدة تتولى أعمال العنف والإرهاب، ولم تعد جماعة الإخوان فقط هى التى تفعل ذلك، رغم أنهم جميعا ينتمون إليها ويعملون من أجل عودتها مرة أخرى للحياة.. وهذه التنظيمات هى "أنصار الشريعة بأرض الكنانة" وتتمركز فى محافظة الشرقية، و"كتائب الذئاب المنفردة" و"كتائب الفرقان" و"كتيبة النصرة"، "أجناد مصر" و"أنصار بيت المقدس" ومازالت تتمركز فى شمال سيناء.
وكلها جماعات خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين ويعملون تحت مظلتهم.
وقد تبين للأمن أن هناك جماعات صغيرة تكونت بشكل تلقائى وعشوائى، بعد أحداث فض اعتصامى "رابعة والنهضة" بغرض الانتقام، وهاجموا عدداً من أقسام الشرطة، وأبرزها مذبحة قسم "كرداسة" ثم أصبحت منظمة وتعمل وفق خطط وتعليمات وقيادة وتحت أسماء مختلفة.. بل وتنقسم إلى عدة تنظيمات.
"أنصار الشريعة بأرض الكنانة" وهو تنظيم متمركز فى محافظة الشرقية وهى جماعة جهادية، وكيان إرهابى يضم بعض الكوادر المدربة عسكريا، وعناصر تم استقطابها حديثا وتشكلت عقب الضربات الأمنية لجماعة بيت المقدس وتضييق الخناق عليها بملاحقة واصطياد أعضائها، وقامت "بأربعة عشر" حادثاً إرهابياً ضد قوات الشرطة حتى الآن، فى بنى سويف والجيزة والشرقية وإسماعيلية، وتم القبض على مسئول التنظيم خلال الفترة الماضية واعترف بتورط عناصر التنظيم الهاربة فى عمليات التعدى على قوات الشرطة والمنشآت الأمنية فى الإسماعيلية وقال إن عدد عناصر التنظيم 600 عضو.
"كتائب الذئاب المنفردة" مجموعة من الأشخاص لا يخضعون إلى قيادة وغير منظمين، بل يعتمدون على أنفسهم، وتكونون من شباب السلفية الجهادية، وأتباع "محمد الظواهرى"، ويقول مسئول أمنى أنها الجيل الرابع لتنظيم القاعدة، وتمويلهم ذاتياً ومحدود للغاية، ويصنعون متفجرات بدائية يحصلون على مواد تصنيعها بأنفسهم ولا يلفتون الانتباه، فهم لا يترددون على المساجد ولا يطلقون لحاهم، بل يعملون بتكتم شديد، وظهروا فى منتصف شهر نوفمبر الماضى، وتبنوا بعض العمليات الإرهابية منها تفجير المحول الكهربائى التابع للمخابرات الحربية بالزيتون.
"أجناد مصر" هم مجموعة من شباب جماعة الإخوان المسلمين، تم تدريبهم فى قطاع غزة، وقامت بتدريبهم حركة حماس، حتى تُعدهم لقيادة "الجيش المصرى الحر".. الذى كانوا يريدون إنشاءه أيام حكم "محمد مرسى"، وتشكلوا من بعض طلاب جامة الأزهر المنتمين لجماعة الإخوان، وهم شباب متعلم ومثقف بعض الشىء وهدفهم الانتقام لإخوانهم، الذين قتلوا فى فض رابعة والنهضة والدفاع عن المسلمين وحماية أعراضهم، ويتبنون حرق سيارت ضباط الشرطة، وذلك بشكل رسمى.. لكنهم يظهرون فى مظاهرات الإخوان وهم ملثمون ويطلقون النيران على قوات الشرطة والأهالى، وظهروا بشكل كبير خلال اشتباكات الجمعة الماضى فى عين شمس التى راح ضحيتها 5 أفراد، منهم الصحفية "ميادة أشرف".
"كتائب الفرقان" يقول مسئول أمنى إنها مسئولة عن أعمال عنف وإرهاب كثيرة خلال الفترة الماضية، وهى تستهدف المنشآت الحيوية والشخصيات المهمة وتتبع نفس أسلوب "أنصار بيت المقدس" من خلال التخطيط الدقيق والمحكم لعملياتهم، فهم لا يعملون بعشوائية، بل على العكس هم منظمون لأبعد الحدود، و"كتائب الفرقان" تستخدم قذائف "آر بى جى" فى هجومها، لأنها تضرب الأماكن الحيوية، كما حدث عندما استهدفت القمر الصناعى بالمعادى، والسفينة الصينية بالمجرى الملاحى لقناة السويس، واغتالت العقيد أركان حرب "محمد الكومى" بطريق الإسماعيلية وهذه هى الثلاث عمليات التى تبنتها كتائب الفرقان وهى تهوى مخاطبة الإعلام من خلال البيانات ونشر فيديوهات العمليات التى تقوم بها، ثم خرجت منها مجموعة صغيرة تسمى "كتيبة النصرة" وتتولى مهام أيضا مثل اغتيال ضباط الشرطة والهجوم على الكمائن وقوات الأمن.
"أنصار بيت المقدس" وهى جماعة تتكون من 5000 عنصر يوجد منها 2000 داخل مصر وتعمل فى سيناء منذ سنوات وعقيدتها هى السلفية الجهادية وتعد الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، وكان يقوم خيرت الشاطر القيادى الإخوانى المحبوس حاليا بتمويلها، أما الآن فيأتى التمويل من حماس وقطر، وقد وجه الأمن لها عدة ضربات وقام بالقبض على عدد كبير من أعضائها وكان آخر هذه الضربات فى "عرب شركس" بالقليوبية وقد قتل عدد من أعضائها خلال المواجهات وبالفعل يتم تضييق الخناق على هذه الجماعة فى مصر وهو ماجعل أعضاءها يهربون إلى غزة ومطروح..
ويقول مصدر أمنى: إن هذه التنظيمات الجديدة التى تظهر الآن، تعد كلها فى نظر الأمن مجموعة واحدة متشابكة ومترابطة، وتضم العناصر التكفيرية والجهادية وتتشكل من مصريين وفلسطينيين والآن انضم عليهم عناصر من أفغانستان والبوسنة والهرسك وتلقوا تدريباتهم فى غزة وسوريا وأفغانستان، ودخل معظمهم لمصر أثناء حكم "محمد مرسى" وانضم عليهم شباب جماعة الإخوان المسلمين، وتيارات إسلامية أخرى، وكل فترة يعملون تحت مسمى تنظيم جديد للتستر وإرباك الأمن وتشتيت قوته.. وتدربوا فى معسكرات تحت رعاية الإخوان المسلمين فى شمال سيناءوغزة وسوريا.. ويضيف أن هذه التنظيمات ما هى إلا أسماء فقط ولكن الكيان واحد وتشترك فى الأهداف والأداء وكلما يضّيق الأمن الخناق على إحداها ينشأ تنظيم جديد، له اسم جديد حتى يربك الأمن.. ولكن الأمن الوطنى يترصد هذه التنظيمات والضربات الأمنية تتلاحق عليها.. وأعدادهم تقدر الآن فى مصر ب4000 آلاف عنصر وجزء منهم يتولى تحريك المظاهرات والشغب فى الجامعات كما أن غالبيتهم يتولون التفجيرات والاغتيالات.. وتمولهم الآن قطر وحماس ويعملون تحت مخطط عام لتخريب الدولة، لكنهم جميعا مرصودون من الأمن.