كيف تنجح في عملك دون أن تصبح مديراً؟

في الوقت الذي يتطلع فيه بعض الموظفين لارتقاء السلم الوظيفي في الشركة أو المؤسسة التي يعملون بها بأسرع وقت ممكن، هناك كثيرون آخرون يشعرون بالرضى عما هم فيه، ولا يمتلكون اية رغبة للصعود للاعلى، طبقا لما يقوله آندي تيتش مؤلف كتاب «من الجامعة الى الشركة: خطوات لارتقاء السلم الوظيفي درجة درجة».
ويلاحظ تيتش في مقال نشرته مجلة «فوربس» الامريكية اخيرا ان هناك اناسا كثيرين لا يميلون لأسباب معينة لتولي مناصب ادارية، فليس لدى هؤلاء المهارات أو الدوافع لكي يصبحو مديرين مثلا، وذلك لأن التعامل مع الناس وتوجيههم هو من اصعب الاشياء التي يمكن القيام بها، كما يتعين عليك بالطبع امتلاك مهارات القيادة لتتمكن من اداء عملك كمدير ناجح.
ويضيف تيتش قائلا: بالطبع ثمة اسباب تجعل الكثيرين لا يرغبون بتولي منصب المدير الاداري لما لهذا المنصب من مسؤوليات منها ان عليك التعامل بشكل مباشر اكثر مع اشخاص ربما لا يريدون أي توجيه منك. ولما كان لمثل هذا المنصب مسؤوليات عدة كالعمل لساعات اطول احيانا، والتعرض للتوتر، لا يصبح جذابا لدى الكثيرين عادة.
وثمة سبب آخر للنفور منه، اذ يتزايد عدد الموظفين الذين يريدون ايجاد توازن بين الوقت المخصص للعمل وبين حياتهم العائلية. وهنا غالبا ما تصبح الاولوية لشؤون الاسرة ويأتي العمل بعد ذلك. وهذا يعني بكلمات اخرى ان القيام بدور المدير لابد وان يشغلك عن الاهتمام بالاسرة. بل وثمة موظفون كثيرون يحبون اعمالهم بالفعل، ويتمتعون بأدائها ولا يريدون بالتالي المخاطرة بتولي مناصب اعلى.

منصب إداري

والحقيقة ان بإمكانك ان تكون ناجحا تماما حتى دون ان تشغل أي منصب اداري رفيع، فالنجاح بالنسبة للبعض يعني ايجاد العمل الذي يحبه، ويسمح له بالاهتمام بأسرته دون ارتباط باجتماعات ومواعيد العمل التي لا تنتهي برأي تيتش الذي يقول: اذا كنت تؤدي عملك على نحو جيد ويعترف الآخرون بذلك، فإن هذا يعني انك ناجح فعلا بل وانت ناجح ايضا اذا كنت تساهم بعملك بنجاح الفريق، وهذا يعني ان النجاح لا يتحقق دائما من خلال المنصب أو المرتب فقط، لكن حتى لو كنت قانعا بمنصبك وناجح في عملك، لابد وان تُصبح هدفا للانتقاد اذا بلغت سنا معينة. فماذا ستفعل اذا عيّنت الشركة موظفا جديدا شابا يتميز بالطموح والحماس مع نزعة عدوانية؟ هنا عليك ان تراقب اوضاعك بحذر لاسيما اذا كان هذا الموظف يستطيع اداء عملك نفسه بأجر اقل.
بالطبع، ربما لا يعني هذا بالضرورة ان منصبك بات مهددا، لكن اذا كان هذا شعورك فما الذي تستطيع ان تفعله للدفاع عن منصبك امام موظف جديد محترف يستطيع اداء مهامك بتكلفة اقل على الشركة؟ وكيف تبرهن للمسؤولين فيها ان من مصلحتها الاحتفاظ بك؟

5 أشياء

يقول تيتش ان هناك بضعة اشياء يمكن القيام بها في هذا المجال منها:
-1 اداء العمل على افضل وجه. فمن المعروف ان المسؤولين يريدون دوما تحقيق نتائج طيبة، وهذا يعني انك اذا حققت مثل هذه النتائج سوف يُصبح من الصعب بالنسبة لهم التخلي عنك لاسيما اذا كنت تستطيع انجاز عملك بنجاح بنسبة %100.
-2 موقف ايجابي. يقول تيتش انك يمكن ان تكون مميزا اذا كان زملاؤك يستمتعون بالعمل معك. فإذا كان الموظف الجديد يفتقر الى هذه السمة، لن يتعرض منصبك للخطر حتى ولو كان اجر هذا الموظف اقل من مرتبك.
-3 شخص يمكن اللجوء اليه. سوف تتمتع بأهمية اضافية في عملك اذا كنت تستطيع ان تساعد زملاءك في مواجهة مشكلاتهم العملية كإصلاح خلل مثلا في احد اجهزة الكمبيوتر. غير ان مثل هذا العمل الطيب قد لا يكون كافيا بالضرورة، لذا عليك ان تجعل الناس من حولك يشعرون بالراحة معك بالابتعاد عن التكبر ومد جسور التواصل الانساني المبني على الصدق والاخلاص في المعاملة.
-4 ذكر المسؤول عنك انك تستمتع بعملك ولا تتطلع لأن تحل محله في منصبه.
-5 حاول ان تبين لرئيسك انك تستطيع ان تكون جزءا من فريق، وانك على استعداد للقيام بأي شيء لكي يتمكن هذا الفريق من النجاح.