هل سبق أن تساءلت، كيف أصبح مديرك في منصبه الحالي؟ وهل تعتقد بأنك مؤهل أكثر منه لإدارة الموظفين بفضل خبرتك ومهاراتك القيادية؟ قد يبعث مثل هذا التساؤل على الإحباط. ولكن حسب رأي أليكسندر كيرولف، مؤلف ومحاضر دولي عن "السعادة في العمل"، فإنه يسود في الكثير من الشركات اعتقاد خاطئ بأنه يجب ترقية الموظفين الأكثر خبرة إلى المناصب الإدارية. لكن حقيقة كون أحدهم جيدا في عمل ما، لا يعكس بأي شكل من الأشكال قدرته على أن يصبح مديرا ناجحا. كما يوضح كيرولف بأن الحصول على ترقية في مؤسسات أخرى، لا يعتمد دائما على الكفاءة أو المهارة أو الخبرة فقط، بل على مدى الفهم والإتقان لسياسات المؤسسة. ويضيف قائلا: "قد يتعلق الأمر بالأشخاص الذين تتعامل معهم، أو تقضي أوقات فراغك بصحبتهم في مكان العمل، وكيف يراك الآخرون. ويعد هذا الأمر خاطئ للغاية، إذ ينتهي بك المطاف إلى التركيز على الظهور بشكل جيد أمام الآخرين، بدلا من الاهتمام بإنجاز عملك على أتم وجه. مما يفسر سبب تعيين الكثير من الشركات لأشخاص غير مناسبين في مناصب الإدارة". أما آندي تيتش، مؤلف كتاب (من التخرج إلى العمل - From Graduation to Corporation) ومقدم في قناة (فرم غراد تو كورب– FromGradToCorp) في موقع يوتيوب، فيرى أن الموظف قد يكون أحق بالمنصب من مديره أحيانا، لاعتقاده بأنه مؤهل أكثر منه، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة. ويوضح قائلا: "قد نتحامل على مديرينا ببعض الضغينة، مبررين ذلك بأننا أحق منهم بهذا المنصب. وحتى لو بدا الأمر صحيحا في بعض الحالات، إلا أنهم جديرون بمناصبهم لأسباب وجيهة غالبا". فإن كنت واثقا بأنك مؤهل أكثر من مديرك، إليك بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك على إدارة هذا الموقف: عليك معرفة ما إذا كان مشرفك جيدا في عمله أم لا: يرى تيتش أنك حتى لو امتلكت مؤهلات أفضل، فإن حجتك لن تكون قوية، إذا كان مديرك يقوم بعمله على أكمل وجه. ويضيف: "أما إن كان الأمر على عكس ذلك، فقد يكون لديك فرصة قوية للترقي في منصبك مستقبلا". كن إيجابيا، ولا تشعر بالاستياء: تقول آمي هوفر، مديرة موقع (تالنت زوو– Talent Zoo) : "عليك البحث عن الأسباب التي جعلت مديرك يصل إلى منصبه والتعلم منها." وتضيف كوني سيراتشيو، من مؤسسي شركة (سيكس فيغر ستارت – SixFigureStart): "لا تتصرف بسلبية، أو تظهر بمظهر الموظف المستاء، فإن مثل هذا السلوك لن يساعدك في الحصول على ما تريد". حاول أن تعرف سبب حصول مديرك على المنصب إن كنت فعلا أحق منه: يقول تيتش: "قد يكون ذلك لكونه يمتلك صفات لا تمتلكها أنت". أو ذو مهارة وخبرة بسياسة الشركة، مما يصعب عليك منافسته على منصبه. ولكن مهما كانت الأسباب، عليك أن تتعلم منها. قم بدور المعلم: يوضح كيرولف قائلا: "إن كان ثمة أشياء يجب على مديرك أن يتعلمها ليصبح قادرا على قيادتك، حاول تعليمه إياها". لا تأخذ الأمر على محمل شخصي: يرى تيتش أن وجود من هو أعلى منك منصبا وأقل منك كفاءة، لا يعني أن ثمة مؤامرة لتجاهل إنجازاتك ومهاراتك الحقيقية، فهناك غيرك ممن يمرون بالموقف نفسه أيضا. اعمل لصالحهم، ولا تعمل ضدهم: يضيف تيتش: "عليك استبعاد مشاعر الاستياء، والعمل يدا بيد مع مديرك. قد يكون الأمر صعبا عليك، إلا أن نجاحه يعد نجاحا لك أيضا". لا تقلل من شأن مديرك، مهما كانت كفاءته متدنية: عليك معاملته باحترام دائما، لأن التقليل من شأنه سيقضي على أي فرصة لك بالترقية، كما أنه يعد أمرا غير مهني. تحدث إلى مرشدك في العمل: حسب رأي ثاناسوليس سيراتشيو: "قد تقوم بعض الشركات بتعيين موظف غير مؤهل أو غير مناسب لموقعه في العمل. فإن كثرت الأخطاء أو القرارت الخاطئة من قبله، فإنه من الصائب أن تتحدث إلى مرشدك بشأنه، أو إلى مسؤول يمكنك الوثوق به". لا تلق باللوم على مديرك: فكونه يعمل في منصب ترى أنك أحق به، ذلك لا يعني بأنه الملام على ذلك. حاول التركيز على تطوير مسيرتك المهنية، بدلا من الإطاحة بغيرك: تقول هوفر: "عليك أن تبحث عن طرق تجعلك تتقدم في عملك، سواء أكان ذلك عن طريق الدورات التدريبية، أو بتعلم مهارة جديدة تفيد عملك، أو حتى بالتحدث إلى الإدارة حول تطلعاتك وطموحك الوظيفي". تجنب التذمر: يعتقد تيتش بأن أسوأ ما يمكنك فعله هو التذمر، إذ إنه سيؤدي بك إلى الإضرار بسمعتك الوظيفية وتقدمك المهني. ابدأ البحث عن عمل آخر: ويضيف تيتش: "إن كان الوضع يزعجك حقا، ولم تستطع إنجاز أي تقدم في منصبك الوظيفي، عندها عليك أن تبحث عن عمل آخر. ولكن تذكر بأنك قد تتعرض للظروف ذاتها في أي مكان آخر".