جامعة قناة السويس تشارك في الملتقى الافتراضي الخامس للتواصل والتفاعل مع أصحاب الأعمال    رئيس "سلامة الغذاء" يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى 42 لعيد تحرير سيناء    سعر الذهب اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 وعيار 21 بالمصنعية بعد ارتفاع المعدن الأصفر (التفاصيل)    توريد 22455 طن قمح في كفرالشيخ حتى الآن    مسجلة 1.2مليار دولار.. "الصادرات الهندسية" تحقق أعلى رقم في تاريخها خلال الربع الأول من 2024    نائب وزير الإسكان يفتتح معرض إدارة الأصول في نسخته الخامسة    صفارات الإنذار تدوي بعدد من مستوطنات الجليل الأحمر شمال إسرائيل    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم نشر قوات جديدة في غزة    الأرصاد تنصح المواطنين بشرب السوائل وارتداء غطاء للرأس    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بسبب الحرب على غزة.. كل ما تحتاج معرفته عن احتجاجات الجامعات الأمريكية    تكذيبا للشائعات.. إمام عاشور يغازل الأهلي قبل لقاء مازيمبي بدوري الأبطال| شاهد    مروان عطية يصدم الأهلي قبل مواجهة مازيمبي الكونغولي    بعد عودة الشناوي.. تعرف على الحارس الأقرب لعرين الأهلي الفترة المقبلة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24-4-2024 والقنوات الناقلة    "لا يرتقي للحدث".. أحمد حسام ميدو ينتقد حكام نهائي دوري أبطال آسيا    محفظة أقساط شركات التأمين تسجل 8.38 مليار جنيه خلال يناير 2024    قرار عاجل من التعليم بشأن الطلاب غير المسددين للمصروفات في المدارس الرياضية    الكونجرس الأمريكي يقر قانون حظر تيك توك    تفاصيل الحالة المرورية بالمحاور والميادين صباح الأربعاء 24 أبريل    اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين باستدراج طبيب وقتله بالتجمع الخامس    مصرع مُسنة دهسا بالقطار في سوهاج    عاجل:- تطبيق قرار حظر الصيد في البحر الأحمر    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    طرح فيلم ANYONE BUT YOU على منصة نتفليكس    نجوم الغد .. أحمد ميدان: هذه نصيحة السقا وكريم لى    ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية ضيفة «يحدث في مصر» الليلة    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    تقديم خدمات طبية لأكثر من 600 مواطن بمختلف التخصصات خلال قافلتين بالبحيرة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    تجديد منظومة التأمين الصحي الشامل للعاملين بقطاعي التعليم والمستشفيات الجامعية بسوهاج    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    8 مليارات دولار قيمة سلع مفرج عنها في 3 أسابيع من أبريل 2024.. رئيس الوزراء يؤكد العمل لاحتياط استراتيجي سلعي يسمح بتدخل الدولة في أي وقت    اليوم.. «خطة النواب» تناقش موازنة مصلحة الجمارك المصرية للعام المالي 2024/ 2025    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    مفوض حقوق الإنسان أكد وحدة قادة العالم لحماية المحاصرين في رفح.. «الاستعلامات»: تحذيرات مصر المتكررة وصلت إسرائيل من كافة القنوات    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    4 نصائح مهمة من «مرفق الكهرباء» قبل شراء جهاز التكييف.. استشر فنيا متخصصا    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    الشيوخ الأمريكي يوافق على 95 مليار دولار مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    الصين تعارض إدراج تايوان في مشروع قانون مساعدات أقره الكونجرس الأمريكي    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تستخدم قوى عقلك الباطن لتصبح ناجحاً وثرياً ؟
نشر في البداية الجديدة يوم 18 - 09 - 2013

أعلم أنني أخبرتك من قبل بأن النجاح هو الإدراك المستمر للمثل القيمة , وهو كذلك بالفعل , وأعلم أيضاً أن الشخص الناجح ليس بالضرورى أن يكون ثرياً , وعلى سبيل المثال بعض الناس مثل السفراء ورجال الدين والمعلمين يقيسون نجاحهم بالمردود الروحاني أو العقلي وليس المادي . ومع ذلك من خلال هذا الفصل أود التركيز على النجاح المادي فحسب .
والآن أود أن تعيد قراءة عنوان هذا الفصل مرة أخرى , ومن فضلك لاحظ أن كلمة "ثري" أعقبت كلمة "ناجح" , ولدي سبب وجيه لهذا , فأنا أود أن أوضح لك أن النجاح ليس نتيجة لجني المال بل العكس هو الصحيح , فالمال يأتي نتيجة النجاح . غير أن السواد الأعظم من الناس يؤمنون بعكس تلك الحقيقة . فهم يؤمنون بأنهم ينجحون عندما يكسبون المزيد من المال . ولكن حقيقة الأمر أنك تكسب الكثير من المال عندما تحلق في سماء النجاح , لذا عندما تحاول تحقيق مكاسب مادية فاسع بجد وراء النجاح وضعه أمامك كهدف محدد , وستجد أن المال سيأتي لاحقاً كنتيجة طبيعية .
والمال هو القوة , ومن الطبيعي أن ترغب بشدة في كسبه , إذ يمكنك تحقيق المزيد وأنت تملك المال . وواحدة من أفضل الطرق لتصبح ثرياً أن تثري الآخرين . تلك هي الفلسفة التي استخدمها أندرو كارنيجي ملك صناعة الصلب لتحقيق ثورة قدرها 500 مليون دولاراً . فقد أثرى الآخرين بتخفيض سعر الصلب من 160 دولاراً للطن إلى 20 دولار للطن , وبهذه الطريقة أفاد كل فرد على أرض الولايات المتحدة الأمريكية .
وعندما تتبع مبدأ إثراء الآخرين لتحقق الثراء لنفسك , فإنك :
ستكسب تلك الفائدة الكبيرة
المال , المال والمزيد من المال . فمنذ أن اخترع الفينيقيون النقود منذ عدة آلاف سنة , حتى أصبح المال هو الهدف الأول للسواد الأعظم من الناس الذين يسعون لجمع المزيد والمزيد منه قد ما يستطيعون . ومن خلال هذا الفصل سأقدم لك أساليب يمكنك استخدامها لتجني المزيد من المال :
كيف تهزم عقدة الفقر ؟
قبل أن أشرع في شرح الأساليب التي يمكنك استخدامها لتصبح ناجحاً وثرياً فإنني أود في البداية أن أوضح لك كيف تتخلص من عقدة الفقر إذا كنت تعاني منها والتي أعتقد أن الكثير من الناس يعانون منها . ومن ثم يمكننا البدء بداية جديدة بأفكار إيجابية بعد التخلص من الأفكار السلبية .
يمكنك أن تلاحظ أن الكثير من العظماء تعوقهم عقدة الفقر , وهي وحدها كفيلة بإعاقة نجاحهم المادي . أعرف طبيباً شاباً متخصصاً في علاج العمود الفقري يدوياً وكانت لديه إمكانات هائلة تؤهله للنجاح وكان يدعى كيلي سي , وظل يكافح من أجل تحقيق غاياته , غير أن مشكلته كانت تكمن في فترة الطفولة .
إذ كان والدا كيلي فقيرين شديدي الفقر , وفي كثير من الأحيان كان المنزل يكاد يكون خاوياً من الطعام إلا الفتات , وغالباً ما كان كيلي يبيت جائعاً وكان يرتدي الملابس القديمة المرقعة وعقب المدرسة كان يعمل في كل الوظائف الدنيا ليساعد عائلته في زيادة مواردها المالية . وكلما أراد كيلي شراء شيء كانت الإجابة دائماً واحدة : "لا نستطيع شراءه لأننا لا نملك المال , فنحن فقراء للغاية" .
وكان كيلي عازماً على المضي قدماً في دروب الحياة وقد حصل على منحة دراسية لدراسة علاج العمود الفقري يدوياً وكان يعمل في وظيفة لنصف الوقت حتى أتم دراسته وحصل على الشهادة وبدأ في ممارسة العمل في عيادته الخاصة .
غير أن كيلي ظل يفكر بنفس الطريقة التي كان يفكر بها في طفولته , فجعل أجر الكشف مبلغاً بسيطاً معتقداً أن الناس لا يستطيعون دفع أجر معقول . وفي النهاية تمكنت من إقناع كيلي بأن نشأته في أسرة فقيرة لا يعني أن جميع مرضاه فقراء أيضاً .
وأخيراً أدرك كيلي أنني محق وأن أجره المنخفض لا يتناسب تماماً مع الخدمات القيمة التي يقدمها للناس . فقام برفع أجره بنسبة معقولة بعد أن تخلص من عقدة الفقر الذي غرق فيه في فترة طفولته . وازداد دخله , وتعلم إعادة برمجة عقله الباطن بأفكار إيجابية عن النجاح .
فإذا كانت عقدة الفقر تتعلق بك منذ فترة الطفولة مثل كيلي فتذكر أنه إذا كان أبواك فقيرين فإن هذا لا يعني أنه يتعين عليك أن تكون فقيراً أيضاً , لذا فأعد برمجة عقلك الباطن بأفكار عن النجاح المادي وتعلم كيف تقيم الخدمات التي تؤديها تقييماً جيداً كما فعل كيلي وستحقق الاستقلال المادي لنفسك .
خمسة أساليب يمكنك استخدامها لتعد نفسك لتحقيق النجاح المادي
1 . استخدام المواهب التي منحهك الله إياها , لتفعل ما قدر لك .
كيف يمكن لشخص واحد من مائة تحقيق أعلى نسبة مبيعات بينما لا يتمكن ال 99 الباقون من تحقيق النسبة المطلوبة منهم ؟ ما الذي يجعل بعض الموسيقيين والمطربين يتفوقون على أقرانهم في نفس المجال ؟ لماذا يصرف بعض المحامين عملاءهم بينما يسعى آخرون وراء العملاء ؟ لماذا ينجح بعض الأطباء في علاج مرضاهم وشفائهم بينما يفشل غيرهم في علاج مجرد لدغة بعوضة ؟ لماذا يبرع شخص واحد بينما يخفق 100 آخرون ؟ ما الفارق بين كل هؤلاء ؟
يعد الشخص الناجح ناجحاً , لأنه يستخدم المواهب التي منحه الله إياها ليفعل ما هو مقدر له أن يفعله , أي ما تؤهله قدراته الطبيعية لفعله . فهو يؤدي ما هو منوط به على أكمل وجه . وهذا لا يعني أنني أقول إننا مسيرون ولسنا مخيرين , كلا بالطبع فكل ما أقوله ببساطة أنه من المستحيل أن تصبح ناجحاًَ في المجال الذي اخترته ما لم تكن تعمل في المجال الصحيح . إذن لابد أن تعمل في مجال يمكنك من استغلال كل مواهبك على الوجه الأكمل . إذن كيف تصبح ناجحاً ما لم تكن تعمل ما تريد وما يلائم مواهبك الفطرية ؟
فالشخص المحظوظ بحق هو من يذهب إلى عمله كل يوم والابتسامة تملأ وجهه لأنه يحب هذا العمل , والشخص المحظوظ هو من يذهب إلى العمل سعيداً , لأنه يريد الذهاب إليه وليس مجرد أنه يتكسب منه . والشخص الذي لا يحب عمله فهو إذن لا يقوم بالعمل الذي خلقه الله ليؤديه بالمواهب التي منحه إياها . فهو ينتقل في قطار الحياة في الدرجة الثالثة بينما يمكنه الركوب في الدرجة الأولى . وبالتالي لن يتمكن من الوصول إلى القمة ويصبح ناجحاً وثرياً لأنه يكره عمله .
والأن سألخص لك هذه الفكرة في بضعة أسطر , ذلك أن واحدة من أهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها في حياتك هي أن تكتشف أفضل عمل يلائمك . وكلما بكرت في اكتشاف هذا , أنجزت في حياتك . ولا تحاول أن تضع نفسك في عمل لمجرد أنك لا تتمتع بأي مواهب فطرية .
فإذا لم تكن تتمتع بالصفات الجسدية التي تؤهلك لتصبح لاعب كرة ناجحاً غلا تحاول أن تكون لاعب كرة . ولا تسمح ببرمجة عقلك الباطن برغبات والديك , ومن ثم تعتقد أنك تتمتع بالقدرات والرغبة التي تؤهلك لتصبح محترفاً في هذا المجال بينما أنت لا تهتم به أساساً . وغالباً ما يخطىء الآباء في دفع أبنائهم إلى القيام بما يرغبون لا بما يستطيعون عمله .
وإياك أن تقتنع بشيء يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة من التفضيل . بل مجرد أن تعلم أن هذا الأمر هو أفضل ما يلائم مواهبك الفطرية فقم بتأديته بكل الطرق . وتجاوز كل العقبات , واعلم أنك لن تشعر أبداً بالسعادة إذا أديت عملاً لا تحبه ولا يلائمك . إذن استخدم المواهب الفطرية التي منحها الله إياك لتفعل ما هو مقدر لك . وبذلك ستحقق النجاح والاستقلال المادي .
2 . تقبل حدودك بسماحة .
وهو أمر مهم بمثل أهمية تطوير المواهب التي منحها الله لك . فكل شخص بالغ طوله خمس أقدام أو ستاً ويعاني من قصر النظر والصلع وزيادة الوزن يرغب في أن يكون مثل بيرت رينولدز أو توم سيليك أو أي من نجوم السينما الحاليين . غير أن مجرد التمني لن يحقق له أي شيء , لأننا لا يمكن أن نصبح جميعاً نجوماً أو لاعبي كرة قدم أو سلة محترفين أو من يطلقون النكات .
عندما كنت في المدرسة الثانوية أردت أن أصبح لاعب كرة قدم ولكن بأسوأ الطرق . حيث لم أتجاوز 118 باوند , وكنت أتصبب عرقاً , وبعد أن أصبت بكسر في ثلاثة أضلاع وكسر في الأنف وفقدان اثنتين من الأسنان وإصابة شديدة في الركبة تقبلت أخيراً حدود قدراتي الجسدية , وأقلعت عن لعب الكرة وكانت تلك أفضل خطوة قمت بها .
ويقول ديفيد يونج أستاذ الطب النووي في جامعة كاليفورنيا : "عندما تتعلم تقبل حدودك بسماحة , يمكنك حينها تعلم استخدام مواهبك , فعندما كنت طفلاً صغيراً كنت أعيش في مزرعة في نيويورك وكنت أحب الانطلاق خارج المنزل لأمضي كل دقيقة في اكتشاف الطبيعة في التلال التي تحيط بالوادي الخصيب .
وفي عصر أحد الأيام كنت أسير إلى جوار حافة التل العالية , ورأيت صقراً يقف فوق شجرة عالية مطلة على مزرعتنا . ورأيت عشاً فوق الشجرة وكنت متأكداً من وجود بيض داخل العش وأردت الحصول على ذلك البيض بشدة لآخذه معي إلى المنزل حتى أتمكن من كسره وفحص الطيور الصغيرة . ولكنني كنت أعلم أنه من المستحيل الوصول إلى العش دون كسر فرع الشجرة والسقوط من فوق الجبل .
لذا أغلقت عيني ودعوت الله , طلبت منه أن يجعلني أطير إلى العش مثل الصقر حتى أحصل على البيض , وبينما كنت أدعو فكرت في أني لابد أن أظهر لله إيماني به , لذا فردت ذراعي وأخذت أرفرف بهما مثل الطائر , وكنت واثقاً من أن الله قد سمع دعائي وأجابه ولكن بالطبع لم يحدث شيء .
ثم طار الصقر في الهواء بقوة مغادراً العش وكنت أحقد عليه بشدة , ولكن بينما كان يطير مبتعداً , وعلى الرغم من صغر سني إلا أنني تفهمت أن الله سبحانه وتعالى لن يغير ناموس الكون من أجل أن يطير طفل صغير .
ومنذ ذلك الحين كنت أعلم بداخلي أن السعادة الحقيقية تأتي عندما يتبع الإنسان الإرشاد الداخلي , ومن ثم يتمكن من استغلال المواهب التي منحها الله له ليقوم بما هو مقدر له . وعلى الإنسان أيضاً أن يتقبل حدوده المقدرة له لا أكثر . وحينها يتقبل الإنسان إمكانياته الحقيقية ويقوم بأعمال عظيمة ويحقق ما قدر له" .
وقد تعلمت أنا أيضاً على مر السنين أن أتقبل حدودي , فعلى سبيل المثال : أنا لا أجيد الغناء , فصوتي كفيل بإثارة الذعر ! كما أنني لم أصلح لأكون نجاراً أو حتى صانع دواليب إذ إنني لا أجيد استخدام المعدات لدرجة أن زوجتي تهرول إلى أبعد حجرة في المنزل وتغلق الباب وتضع أصابعها في أذنيها إذا شاهدتني أمسك بمطرقة .
ومنذ عدة سنوات وقعت تحت يدي بضع كلمات للحكيم فرانسيس , وإن كنت أعتقد أن بعض الحكماء قد أعادوا كتابة تلك الكلمات , غير أنها ساعدتني إلى أقصى درجة في تقبل حدودي وإليك طائفة منها :
لقد منحني الله السكينة لتقبل
الأشياء التي لا يمكن تغييرها
والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها
والحكمة لمعرفة الفارق .
3 . اكتسب جميع المعارف المتخصصة المتعلقة بالمجال الذي اخترته .
والآن ها أنت تمتلك القدرات الفطرية المطلوبة لتصبح ناجحاً كطبيب أو محام أو مهندس أو كيميائي أو رجل أعمال أو مدير تنفيذي في شركة , غير أن هذا لا يكفي , وخاصة في ظل عصر التكنولوجيا المتقدمة والعلم والكمبيوتر التي تحتاج منك إلى معارف متخصصة .
وتقول روبرتا ويلسون مهندسة كيميائية تمتلك شركة عالمية : "المعرفة هي تلك المعلومات المكتسبة والتي تتضمن كلاًَ من التعلم المتخصص وتفهم ما يريد الناس . فبالعزيمة على اكتساب المعرفة بالإضافة إلى قدراتك على أداء العمل فإنك تكسب ثقة الناس واحترامهم , إذ إنك لن تتمكن من خداع الناس لفترة طويلة" .
وتذكر أن الشهادة الجامعية هي مجرد خطوة أولى في عملية مستمرة لاكتساب المعرفة المتخصصة المتعلقة بالمجال الذي تخصصت فيه . فواصل الدراسة والقراءة والبحث في كل جانب يتعلق بمجال تخصصك . واشحذ تلك المواهب التي منحك الله إياها , وطورها كلما أتيحت لك الفرصة , وكلما تعلمت المزيد في مجال عملك زادت فرصك في التقدم وتحقيق أعلى درجات النجاح .
4 . كيف تصبح خبيراً في مجال عملك ؟
الطريقة الوحيدة لتصبح خبيراً في مجال عملك هي أن تعرف العمل الذي تقوم به وتداوم على معرفة المزيد , وأقصد بذلك أن تداوم على الاطلاع على أحدث التطورات في مجال تخصصك . وعلى سبيل المثال : الدكتورة أنا إس _ وهي طبيبة أعرفها متخصصة في مجال الروماتيزم والتهاب المفاصل وتبلغ من العمر 69 عاماً _ تواضب حتى الآن على قضاء ستة أسابيع كل سنة في حضور محاضرات ومؤتمرات لتطلع على أحدث التطورات في مجال تخصصها . ولا عجب في أنها تعد أفضل أطباء البلاد في هذا المجال ؟
فإذا أردت أن تصبح خبيراً في مجال تخصصك مهما كان هذا التخصص فعليك أن تحذو حذوها , ولا تتوقف عن الدراسة , لأنك لن تعيش ما يكفي لتتعلم كل شيء يتعين عليك معرفته في مجال تخصصك .
ولا يجب عليك الاحتفاظ بما تعلمته فحسب , بل يجب عليك متابعة أحدث الأساليب والإجراءات حتى تكون مستعداً للمستقبل . وبغض النظر عن العمل الذي تقوم به فأنت في حاجة إلى المداومة على تعلم كل جديد , لأن كل يوم يحمل في طياته شيئاً جديداً .
ولكي تحافظ على موقعك وخبرتك في مجالك داوم على التعلم والتطور الدائمين لأنه ببساطة ليس هناك طريقة أخرى .
5 . طور صورتك الذاتية كشخص ناجح .
من المهم بمكان أن تضع لنفسك صورتك الشخصية , فلا تقم بعمل شيء يتعارض مع الصورة التي أنت عليها , وعلى سبيل المثال من المستحيل أن تصبح أعظم شخص في مجال تخصصك ما لم يترسخ داخلك إيمان بأنك الأعظم . وستتوافق تصرفاتك وشعورك وسلوكك مع الصورة التي رسمتها لنفسك . وبعبارة أخرى ستتصرف بناءً على الصورة التي رسمتها لنفسك . وليس هذا فحسب , بل إنك لن تتمكن من التصرف عكس تلك الصورة على الرغم من أي جهد قد يبذله عقلك الواعي لتصبح الإرادة القوية جزءاً منك .
ولهذا السبب من المهم للغاية أن ترسم لنفسك صورة ذاتية , والتي يجب ألا تكون نسخة أو محاكاة لشخص آخر ترى صورتك فيه . ولهذا السبب تعد أول خطوتين هما استخدام المواهب التي منحك الله إياها لتفعل ما قدر لك وتقبل حدودك بسماحة , وهما خطوتان مهمتان لتضع لنفسك الصورة الملائمة , فإذا استخدمتهما كمرشدين لك فستصبح الشخص الحقيقي الذي أنت عليه .
وبالتالي لا يمكنك تقليد أحد لتحقق النجاح , لأنه ببساط
ة ليس هناك شخصان متطابقان , تماماً مثل بصمات الأصابع , فأنت شخص متفرد في شخصيتك . ولن تتكرر أبداً , كما أنك لن تشبه شخصاً آخر على ظهر الأرض , فالله سبحانه وتعالى لم يخلق نسخاً بل خلق أصولاً .
ولهذا السبب يمكنك تطوير صورتك الشخصية باستخدام المواهب التي منحك الله إياها وتقبل حدودك ليس باعتبارها عيوباً أو نواقص , ولكن باعتبارها حدوداً فحسب , فكل شخص متميز متفرد في مجال عمله وهم غير مستنسخين مثل : الفورد , أو الشيفورليه , أو البيلموث .
التركيبة السحرية التي تقودك إلى تحقيق النجاح المادي
لم تتغير التركيبة السحرية لتحقيق النجاح المادي منذ تم صك أول عملة في آسيا الصغرى , وهي جملة بسيطة : "ابحث عن حاجة ولبها" . والآن سأشرح كيف تستخدم تلك التركيبة السحرية لتصبح ناجحاً وثرياً .
ومفتاح تلك التركيبة هو أن تستخدم عقلك المفكر لتكتشف ما يحتاجه الناس , وبمجرد أن تكتشف تلك الحاجة , انقل الأمر بالكامل إلى عقلك الباطن ليجد لك أفضل طريقة لتلبي لهم تلك الحاجة , سأضرب لك مثلاً لرجل فعل هذا وأصبح ناجحاً وغنياً .
جاي فاولر مزارع من أيوا كان يعيش في وقت كان يستخدم الناس فيه الخيول بدلاً من الجرارات الزراعية , وكان الآباء يتطلعون إلى زوجاتهم لينجبن لهم أبناء ليساعدوهم في الزراعة .
وفي حالة جاي كانت أولى أبنائه طفلة . ويقول جاي : "ربما يكون الطفل الثاني ذكراً" ولكن جاء طفله الثاني أنثى أيضاً , ثم جاءت الضربة القاضية عندما رزق لثالث مرة بطفلتين توأم .
وقد يئس جاي من الأمر وقال : "لا أستطيع إدارة المزرعة بأربع فتيات" ثم قام ببيع المزرعه وانتقل إلى المدينة .
وسألته زوجته : "ماذا سنعمل لنكسب قوتنا وأنت لا تجيد أي شيء سوى الزراعة ؟" .
فأجابها جاي : "لا أعرف , ولكني سأجد عملاً آخر يمكن للفتيات مساعدتي فيه" .
وكان أول مكان قد نزلوا فيه به مطبخ صغير للغاية أصغر من أن تجهز فيه وجبة تكفي ستة أشخاص , لذا كانوا يتناولون طعامهم في الخارج كلما تمكنوا من ذلك . ولكن لسوء الحظ لم يكن هناك مطعم لائق في المدينة يمكنهم تناول الطعام به .
وبعد مضي شهر على ذلك الوضع نهض جاي صباح أحد الأيام وقال لزوجته : "أعرف الآن ما العمل الذي سنقوم به لنكسب قوتنا , فالمدينة تحتاج بالفعل إلى مطعم جيد , ونحن من سيفتحه , فأنت أفضل طاهية عرفتها , والفتيات يمكنهن العمل كنادلات " .
فسألته زوجته : "هل أنت واثق من أنك تريد القيام بهذا ؟ فأنت لا تملك أي خبرة في مجال إدارة المطاعم" .
فأجابها جاي : "أنا واثق من ذلك , لقد فكرت في هذا الأمر على مدار عدة ليال واستيقظت هذا الصباح وكأن هاتفاً قد أتاني في المنام وقال لي افتح مطعماً هنا فهم بحاجة ماسة إليه . وأنت تعلمين مثلي أن هذا الأمر صحيح إذ إن هذه المدينة لا يوجد بها مطعم جيد على كل الأحوال" .
واتبع جاي الإرشاد الداخلي الذي تلقاه من عقله الباطن على الرغم من عدم علمه بوجوده وعدم علمه بمكان الحدس الذي أرشده إلى ذلك العمل , ولكنه شعر بوجوده .
وأدار جاي المطعم في الشمال من ولاية أوهايو على مدار 25 عاماً وكان الباعة يمضون الليل في المدينة ليتناولوا طعامهم في المطعم و وكان لا يقدم إلا الدجاج المحمر فقط في أيام الآحاد وكان الناس يصطفون في صفوف ليتناولوه .
أما بناته الأربع فكن يعملن في المطعم ويعشن في المنزل قبل أن ينتقلوا إلى منازلهم لتكوين أسرهم . وأنا أعرف قصة نجاح جاي فاولر حق المعرفة , لأنني متزوج من إحدى ابنتيه التوأم .
ستة أساليب يمكنك استخدامها لتلبي احتياجات الناس
كما أخبرتك في السطور السابقة , فإن المعادلة السحرية التي تؤدي إلى النجاح المالي هي أن تبحث عن حاجة لتقوم بإشباعها . , والأساليب الستة التالية سوف توضح لك بالضبط , كيف تحقق ذلك :
1 . كيف تكون مفيداً في عملك ؟
أعرف أنه لا يوجد شخص مهم أهمية مطلقة , ولكن يمكن أن تصبح ذا قيمة لعملك لدرجة أن يظن رئيسك أنه لا يمكنه الاستمرار بدونك أو معرفة كل ما يتعلق بداخل العمل أو خارجه مما يجعله في حاجة إليك دائماً . كما يمكنه التغاضي عن عيوب شخصيتك طالما أنك تؤدي عملك أفضل من أي شخص آخر . حتى إنه قد يعتقد أنك شخص مختلف وغريب الأطوار , ولكن طالما أنه يحتاج إليك فلا توجد أي مشكلة .
ومن السهل الحصول على منصب ولكن من الصعب المحافظة عليه . وبمجرد انخراطك في العمل , فالأمر متروك لك لإثبات أنك قادر على أداء مهام عملك , فأنت تعرف أن رئيسك سيتتبع أنشطتك ليرى كيف تؤدي عملك حتى يثق في أنك قادر على تولي الأمور بنفسك .
لذا كن خبيراً في مجال عملك , وكن مستعداً لتشارك الآخرين فيما تعرفه , وسيصبح الجميع في حاجة إليك دائماً , وسينتظر الناس منك الإجابة , وهذا في حد ذاته أمر جيد لأنه سيعزز صورتك الإيجابية عند رئيسك .
وتذكر أنك جيد بالفعل , وأنه لا حدود لطموحك . وفي البداية أود أن أوضح لك أنه ليس كل كاتب يود أن يصبح مديراً , وليس كل مساعد يود أن يصبح مهندساً وبعض البائعين لا يرغبون في أن يكونوا مديري مبيعات . ولم يتمكن كثير من الرقباء من عصيان أوامر المفوضين .
والكثير من الناس راضون بوظائفهم ومناصبهم الحالية . وهو أمر لا بأس به طالما أنهم قانعون بهذا , ولكن افترض أنك ترغب في تحقيق الميزيد لنفسك . وإلا لما كنت قرأت هذا الكتاب . وأنا أعلم جيداً أنك ستشعر بالسعادة عندما تجود في أداء عملك بغض النظر عن كنهه , وتحظى بالتقدير عليه وتعد نفسك لنيل ترقية وعلاوة .
ولكن كيف يمكن أن تجعل رئيسك في حاجة إليك ؟ سأضرب لك مثالاً , لنفترض أنك بائع , عندئذٍ تعد أفضل طريقة لأداء عملك بأن تزيد معرفتك بالمنتجات التي تبيعها ومنتجات الشركة على وجه العموم , كما يجب أن تكون على دراية تامة بسياسات الشركة وتاريخها الصناعي وجميع مراحل التصنيع الخاصة بمنتجك من البداية وحتى النهاية , وكذا برنامج شركتك للبحوث والتطوير وعملياتها التسويقية , وكذا مشاكل عملائك الغريبة والفردية . قم فقط بكل تلك الأشياء وستكون قادراً على الإجابة عن جميع الأسئلة المحتملة عن شركتك ومنتجك . وعندما تقوم بهذا فستكون ذا قيمة لشركتك وسيحتاجك مديرك وعملاؤك .
2 . كن شخصاً يعتمد عليه
وبمجرد أن تعرف كل شيء عن عملك فإن خطوتك التالية هي أن تجعل الجميع يعلمون جيداً أنك شخص يعتمد عليه في عمله , وأنك تؤدي عملك على أكمل وجه . وأفضل سمعة تكتسبها لدى رئيسك أن يقول : "إنك تحسن أداء عملك" .
فإذا كنت ستكتسب تلك السمعة عند رئيسك , فيجب أن تكون شخصاً يعتمد عليه في تنفيذ أوامره بهمة وقوة وذكاء وبدون مناقشة . ولا تسىء فهمي في هذه النقطة لأن رئيسك يتوقع منك الطاعة العمياء أما الاستقلال فلا يتطلب هذا الأمر , لأن رئيسك لو كان شخصاً متعقلاً فسيستمع إلى مقترحات مرؤوسيه لتحسين أدائهم أما إذا لم يكن مستعداً , فأنا على ثقة تامة في أنك ستصبح رئيسه .
وإليك ست خطوات محددة تساعدك على الاستقلال :
1 . لا تختلق أعذاراً للفشل .
2 . لا تتجنب تحمل المسئولية بإلقاء تبعة الأمر علي غيرك .
3 . أد أي وظيفة على أكمل وجه بغض النظر عن شعورك الشخصي تجاهها .
4 . كن محدداً ودقيقاً في كل تفاصيل عملك .
5 . اعتمد على الانضباط في مواعيدك .
6 . نفذ الأوامر بمعناها الحرفي وروحها .
3 . لماذا يتعين عليك بذل المزيد من الجهد ؟
الشخص الذي يكسب 100 ألف دولار في السنة لا يفوق الشخص الذي يكسب 20 ألف دولار سنوياً ذكاء بخمس مرات . وفي الحقيقة ربما يفوقه ذكاء بمقدار ضئيل . ولكن زيادة بسيطة في المعرفة قد تؤدي إلى تلك الزيادة الهائلة في الراتب فالرجل الذي يكسب 100 ألف دولار في السنة أفضل من أقرانه بنسبة ضئيلة . وكل ما يحتاجه هو ذلك الفارق البسيط الذي يحققه عادة ببذل المزيد من الجهد ليحقق الفوز .
سوف نتناول مؤسسة سيرز ريبوك على سبيل المثال . ففي عام 1964 كانت تحتل المرتبة الثانية لأعلى نسبة مبيعات تجزئة محلياً على مستوى العالم أيضاً . وكانت شركة جرايت أتلنتك آند باسيفك للشاي هي التي تحتل المرتبة الأولى . غير أن القائمين على شركة سيرز كانوا غير راضين عن احتلال المرتبة الثانية بل أرادوا أن يكونوا أكبر تجار تجزئة على مستوى العالم , وبحلول أواخر عام 1965 كانوا قد حققوا ذلك بالفعل ومازالو حتى الآن , ولكن كيف وصلوا إلى المرتبة الأولى ؟
بالطبع قاموا بوضع العديد من الإجراءات التي كان من بينها بيع المنتجات الإضافية مع المنتجات الأساسية مثل الجوارب والأحذية ورابطات العنق والقمصان مع البدل .
طريقة أخرى كانت فعالة للغاية هي إما ضمان رضاء العميل الكامل أو استرداد النقود دون التقيد بمدة زمنية محددة ودون أي مناقشة أو سؤال . وطريقة أخرى ناجحة كانت تتمثل في "لا يقبل في سيرز دفع مبلغ تحت الحساب" كما أنهم كانوا يقدمون أفضل خدمة لما بعد البيع , فعندما قالوا : "سيرز تقدم خدماتها لكل ما تبيع" فقد صدقوا فيما قالوا .
وقد تعلمت سيرز فن البيع عبر الهاتف , ففي أحد الأسابيع الماضية تلقت زوجتي مكالمة هاتفية منهم يخبروها عن العروض والتخفيضات التي يقدمونها , وعلى الرغم من كون بائعيها مهذبين إلا أنها من أكثر شركات العالم إلحاحاًَ في البيع عبر الهاتف . إذ إنهم لا ييأسون أبداً , وهم دائما يبذلون المزيد من الجهد .
كما تدفع سيرز موظفيها إلى عمل أي شيء لتقديم خدماتهم للعملاء , لأنهم يعرفون أن الشخص المتوسط سيحكم على الشركة من خلال التعامل مع شخص واحد . وإذا كان هذا الشخص وقحاً أو غير كفء فسيتطلب الأمر المزيد من الرقة والكفاءة لتجاوز هذا الانطباع السيء , وشركة سيرز تعلم تمام المعرفة أن أي عضو في المؤسسة الذي يتصل اتصالاً مباشراً بالجمهور هو بائع , والانطباع الذي يتركه سواء سيء أو جيد يعتبر إعلاناً للشركة , والشخص الذي يترك انطباعاً سيئاً عن سيرز لن يستمر بها طويلاً .
لذا إذا خطر ببالك من قبل كيف أصبحت سيرز بهذا الحجم الضخم فها أنت قد عرفت الآن , إنهم يبذلون جهداً مضاعفاً ليصلوا إلى تلك المكانة , وأنت أيضاً يمكنك أن تصبح مثلهم , فقد ابذل المزيد من الجهد المضاعف لأنه واحد أو اثنين من كل 100 سيبذلون جهداً مضاعفاً ليصلوا إلى قمة سلم الثراء . ولا أرى سبباً يمنعك من الوصول إليه .
4 . إذا أردت أن تأخذ أكثر فأعط أكثر
إذا أردت أن تكسب المزيد عليك بإعطاء الكثير , وكلما اعطيت أكثر أخذت أكثر إذا عليك أن تكون أكثر عطاءً . وفي الولايات المتحدة يمكن لأي شخص أن يكسب قوته دون تقديم المزيد . ولكن إذا أردت الضمان الاقتصادي والرفاهية المتاحة في هذه البلاد فعليك أن تمارس هذا الأسلوب وتعيش بفلسفته حتى يصبح جزءاً محفوراً بداخلك .
والآن سأخبرك عن ذلك المواطن الذي أعطى المزيد وكم الفوائد التي جناها . وأعتقد أن دهشتك ستتضاعف عندما تعلم انه بائع سيارات , ومدى عدم اعتنائنا بالعلاقة بين السياسيين وبائعي السيارات . ولكن أؤكد لك أن هذا الرجل مختلف عن أي شخص آخر قابلته . ولكن سأتركه يحدثك عن نفسه :
"أنا لم أدخل إلى عالم مبيعات السيارات بل ولدت فيه" . بادرني بذلك جورج فيليب البالغ من العمر 72 عاماً , والذي يعمل بائعاً لدى شركة فورد للغرب الأوسط . ثم استطرد قائلاً : "عندما يقوم رجل المبيعات العادي ببيع سيارة لشخص ما يسرع ليختفي عن نظر المشتري ربما لأنه يشعر بالخجل من الصفقة التي أبرمها , ولكنه يتصرف كما لو كان لا يريد أن يرى أو يسمع عن ذلك المشتري , وغالباً ما يفشل هذا النوع من البائعين . ويظل يتنقل من شركة سيارات إلى أخرى , وعادة ما يترك العمل نهائياً .
وإذا كان هناك سر للنجاح في صناعة بيع السيارات , فإنه يكمن في تلك الكلمات : "ابذل المزيد من الجهد" . فأنا أحتفظ بملف به بطاقات عملاء لي منذ أكثر من 40 عاماً . ونتيجة لصداقتي بآبائهم فإن ملف عملائي يمتلىء بأسماء أبنائهم وبناتهم وأحفادهم . وما كنت لأحصل على كل تلك الأسماء ما لم أبذل المزيد من الجهد وحافظت على معلومات عن كل واحد منهم .
وعندما يشتري رجل سيارة من عندي فإنني أحاول جعله صديقاً شخصياًُ وحميماً لي . وأتصل به خلال عدة أيام , ثم أسبوع أو نحوه , أو حتى شهر لأرى إذا كان لديه أسئلة عن السيارة الجديدة , أو إذا كانت تعاني من مشكلة ولا أنتظر حتى يتصل بي , بل أبادر أنا بالاتصال به ولو انتظرت حتى يتصل هو فهذا يعني أن السيارة بها مشكلة وهو غاضب بسبب هذا .
ودائماً ما أتحدث إلى العميل في كل مرة يأتي لصيانة سيارته لأبني جسراً من الثقة بيني وبينه .
وأود التأكد من أنه يتذكرني وأراهنك أنك لو تحدثت إلى عشرة أشخاص تقابلهم يومياً في الطريق حتى لو في مدينة صغيرة أن سبعة منهم لن يتذكروا اسم البائع الذي باع لهم آخر سيارة اشتروها . لماذا ؟ لأنه لا يتحدث إليهم أبداً ومن المحتمل أن يكون هذا هو السبب وراء محاولته تجاهلهم .
ولكني لا أود أن ينساني عميلي , بل أود التأكد دائماً من أنه يتذكرني . والشخص العادي يشتري من عشر إلى خمس عشر سيارة طوال حياته , وأود أن يشتريها جميعاً من عندي .
لذا فإنني أجعله متلهفاً لمزيد من المعلومات , فالرجال يحبون الحديث عن السيارات وآليات تشغيلها والمحركات وقوتها وكمية البنزين التي تستهلكها , ولكن القليل منهم لديه فكرة كافية عن السيارات تمكنهم من الدخول في مناقشة ذكية والكثير ممن يطلق عليهم بائعون لديهم معلومات أيضاً , فهم لا يعرفون ما وراء منتجهم .
فأنا أتابع هذا العام أو العام التالي هذه السيارة الجديدة أو السيارة التي يستخدمها حتى أزوده بالمعلومات عن المحرك والتصميم والتشغيل , وبالتالي يفهم التحسينات التي أدخلت على الموتور عندما يظهر الطراز التالي . كما أزوده بنصائح حول كيفية فحص النقاط الميكانيكية الصغيرة ليحافظ على الإطار , وكيف يطيل عمر البطارية , وأي شيء آخر .
وعندما يبلغ عمر سيارته عامين أتصل به عندنا يظهر طراز جديد , ولكني لا أسوق للسيارة الجديدة وأختم محاضرتي بذكر اسمي , فأي بائع سيارات مخضرم يمكنه القيام بهذا .
فقد قمت بعمل كتيب صغير أقدم من خلاله حقائق وأرقاماً عن سيارته القديمة والطرز الحديثة منها , كما أذكر له جميع التصميمات الحديثة والخواص الجيدة والكميات وغيرها , وأذكر له كل المميزات التي سيستمتع بها عندما يشتري السيارة الجديدة وأجعله يتحرق شوقاً لشراء الطراز الحديث .
والآن يثق العميل بي , وينظر إلي كصديق قديم موضع ثقته , إليك النصيحة التالية : الناس يتأثرون عن التعامل مع مجرد بائع سيارات إذ يشعرون بالخوف من التعامل مع الغرباء , وأنا سعيد لأنهم لا يتعبرنونني غريباً .
فقد أعدت بيع سيارات 85% من عملائي القدامى . وهذا أمر مدهش بالفعل . ولكنه يحدث لأنني ببساطة أولي عملي مزيداً من الاهتمام عما يفعل أقراني , وبالتالي أحصل على المزيد في المقابل" .
ربما تتساءل إذا كان جورج ما زال يبيع السيارات وقد بلغ 72 عاماً , والإجابة ببساطة أنه يعشق عمله ويشعر بأنه يساعد الناس , وأعلم أنه كذلك , لم يشأ التقاعد مع أنه كان بإمكانه منذ فترة طويلة .
وكما ترى قد أفاد جورج من عمله بأكثر من مجرد جني المال لأنه يعتبر نفسه أكثر من مجرد بائع سيارات , فقد ضمن لنفسه استمرار النجاح , كما أنه جنى أشياء أخرى ثانوية بالإضافة إلى المال , فقد كسب الكثير من الأصدقاء الذين يحترمونه ويثقون به ويثقون في حكمه وقدراته . وعندما تتعلم إعطاء الكثير فإنه يمكنك توقع نتائج طيبة وفوائد جديدة مثل جورج .
5 . كيف تقدم لهم أكثر مما يمنحهم غيرك ؟
إليك طريقة أخرى تضمن بها النجاح . دعني أضرب لك مثالاً على هذا . في أنس بولاية أيوا , حيث كان هناك متجر يدعى متجر كعك السيدة , وكانت تملك ذلك المتجر المزدحم السيدة بايلور وهي معروفة في تلك المدينة باسم سيدة الكعك .
وقد سألت السيدة بايلور : "كيف يكون متجرك مزدحماً بالزبائن طوال الوقت بينما المتاجر المنافسة عبر الشارع خاوية تقريباً ؟" .
فأجابتني بابتسامة : "هذا سؤال سهل , فدائماً ما أحرص على أن يحظى زبائني بأكثر ما يتوقعون . أولاً أعطي كعكة هدية على كل اثنتي عشرة كعكة للأطفال , أما البالغون فأقدم لهم قدحاً من القهوة مجاناً بينما ينتظرون تجهيز طلباتهم , وقد أدى هذا إلى زيادة زبائن المتجر منذ أكتوبر وحتى أبريل . إذ نعاني من شتاء قارس هنا في أيوا . ومع كل كعكتين بالسكر المخصوص تتلقى الفتيات الصغيرات قبلة , وأربت رؤوسهن , ويتلقى الفتية نفس المعاملة بالإضافة إلى المصافحة باليد , فهذا يجعلهم يشعرون بأنهم بالغون . وأمنح الجميع كبيراً أم صغيراً أو شاباً ابتسامة مبهجة وخالص شكري لمجيئهم .
أما المحال الأخرى فإنها تهتم بالبيع فقط , أما أنا فأهتم بكسب العميل أكثر منهم , وبذلك أكون واثقة من عودته مرة أخرى . لماذا ؟ لأن بعض زبائني قد أصبحوا بالغين الآن , ولكنهم ما زالوا يأتون لأتتي كنت أمنحهم المزيد وهم صغار أكثر مما كان يفعل أقراني" .
والآن نرى أن السيدة بايلور تفهم الناس جيداً , وتفهم الطبيعة البشرية وسر النجاح الاقتصادي وتعلم لو أن مالكي متجرين يقدمان نفس الخدمة فإن الذي يعطي أكثر من الآخر سيحتفظ بعملائه .
لذا هذا ما فعلته بالضبط حيث كانت دائماً تعطي المزيد أكثر من أقرانها , وهي أفضل طريقة في العالم لضمان تردد العملاء على نفس المكان , وهذا هو سر ذلك الأسلوب البسيط , ولكنه فعال , امنحهم أكثر ما يقدم لهم الآخرون .
وتذكر دائماً عندما يتعلق الأمر بالعمل فإن هدف أي شخص هو تكوين شبكة من العملاء الدائمين وليس بيعهم سلعة لمرة واحدة . وفي كل الأعمال يكون أول بيع هو الأصعب . وبعد إبرام أول صفقة ستجد بقية الصفقات سهلة . وأنا أؤيد مقولة إنك إذا نجحت في إبرام أول صفقة , فإن أصعب جزء في العمل قد انتهى , وستجني الفوائد الحقيقية عندما يصبح هذا العميل دائماً , وعندما يعاود المجيء إليك ليبتاع منك .
6 . كيف تقدم لهم ما يفوق ما يدفعون ؟
هذا آخر أسلوب من الأساليب الستة التي يمكنك استخدامها لتلبي طلبات الآخرين . وأعتقد أن هذا الأسلوب يتناسب مع كل زمان ومكان , عدا مكاناً واحداً ألا وهو مواعظ صباح الآحاد , لأنه في هذه الحالة ما من شخص يرغب في الحصول على أكثر مما دفع . وفيما عدا هذا يمكنك استخدام هذا الأسلوب . والآن سأضرب لك مثلاً يوضح لك هذا الأسلوب .
في هذه الأيام ومع انتشار المحال التجارية الكبرى بدأت محال الجزارة التي يمتلكها الأفراد في التراجع , ولكنني أعرف أحد هذه المحال ما زال يحقق نجاحاً كبيراً وأثق في أنه سيستمر على هذا النجاح .
مارفن ماكلينهان أحد أصحاب هذه المحال القلائل التي مازالت تحقق أرباحاً ممتازة , وذلك لأنه متخصص في بيع نوع محدد من اللحوم . ومع ذلك في ظل وجود هذا العدد الكبير من المحال التجارية الكبيرة التي تحتوي على أقسام للحوم تعتمد على خدمة العملاء لأنفسهم _ تراجعت محال الجزارة المملوكة للأفراد التي تقدم لك خدمة اختيار قطع اللحم التي تريدها مثل شرائح اللحم واللحم المشوي وغيره . مثلما انقرضت محال الحدادة ومحال بيع سروج الخيل .
ولكن مارفن مازال يحقق مكاسب جيدة , بل إنه يحقق نجاحاً هائلاً . وعندما سألته : "كيف تأتي لك هذا , خاصة أنك لا تبيع سوى اللحم فقط ؟" .
فأجابني مارفن : "أقدم (20) أوقية زيادة على كل رطل , ومن المؤكد أن تلك المحال الكبرى تبيع اللحم أرخص مما أبيعه أنا لأنهم يشترون اللحم رخيص الثمن غير أنهم لا يقدمون الخدمة الشخصية التي أقدمها أنا , كما أنهم يزنون اللحم بالورق بالإضافة إلى أنك لا ترى سوى جانب واحد من اللحم لأن الجانب الآخر يكون مغطى بورق سميك .
أما أنا فأضيف لمستي الخاصة فأنا أعامل كل زبون يدلف إلى متجري على أنه شخصية هامة جداً , والكثير من زبائني الرجال يدلفون ورائي إلى المبرد الكبير الذي أحتفظ فيه اللحوم لكي يتخيروا القطعة التي يريدونها وطريقة تقطيعها .
أما زبائني من السيدات فأعاملهن بنفس القدر من الاهتمام , فمثلاً أقول لإحداهن : "هذه القطعة من اللحم المشوي هي الأفضل في المتجر وقد أعددتها لك خصيصاً يا سيدة جونز" , أو "لقد تخيرت لك هذه القطعة من اللحم سيدة سميث" .
حتى عندما أقوم بتقطيع شرائح اللحم لأي سيدة فإنني أحرص على أن تشاهد الميزان , وعندما أصل إلى الوزن المطلوب ألفت انتباهها قائلاً : "سيدة براون هذه القطعة تزن رطلاً و 16 أوقية , ولكن سأقدم لك اليوم شريحتين إضافيتين لأنك زبونة متميزة .
أعلم أن السعر الذي أبيع به أعلى من منافسي , ولكن لحومي أفضل كما أن زبائني أكثر سعادة من زبائنهم لأن ما يحصلون عليه يفوق ما دفعوه إذ يحصلون على 20 أوقية على كل رطل" .
كيف تتصور نفسك كشخص ناجح ثري ؟
تذكر أن عقلك الباطن لا يستطيع التفريق بين الخبرة الحقيقية والتخيلية . ولهذا السبب سيقوم بتخزين المشاعر الزائفة ويبرمجها على أنها حقيقية . فعلى سبيل المثال : إذا تصورت نفسك رجل أعمال ناجحاً يصل إجمالي التعاقدات التي تعمل بها إلى مئات الآلاف من الدولارات سنوياً , فأنت بذلك قد قمت ببرمجة عقلك الباطن على هذا النجاح . وهذه القوة الجبارة ستجيب عن أسئلتك حو تحويل تلك الأفكار من مجرد خيال إلى واقع .
ويمكنك تصور نفسك تقود سيارة جديدة أو يمكنك تخيل نفسك تمتلك منزلاً جديداً كما يمكنك تخير نفسك تجلس مع أسرتك في حجرة المعيشة محاطاً بالأثاث الفاخر وتخطو فوق السجاد الوثير وتتدفأ بنيران المدفأة الرائعة وصك ملكية المنزل محفوظاً داخل خزينة بالبنك , يا له من إحساس مريح !
وقد جعلت من برمجة عقلك الباطن أمراً واقعياً عندما تبعت أنشطتك التخيلية , تقود السيارة التي كنت تنتظرها , وتتحدث إلى سمسار عقارات حول المنزل الذي ترغب في شرائه . إذن استثمر طاقتك وأنشطتك في الصورة التي ترغب في برمجة عقلك الباطن بها . وكلما عززت تلك الصورة بالفعل أصبحت واقعاً , ولم تعد في حاجة إلى التخيل بعد الآن لأنك أصبحت ناجحاً بالفعل نتيجة لاستخدامك القوة الجبارة لعقلك الباطن .
وربما يكون هذا الفصل أطول من المعتاد , ولكن مادام اسم اللعبة هو : كيف تصبح ناجحاً وثرياً , فأعتقد أن بعض الصفحات الإضافية لها ما يبررها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.