■ العمال أغلقوا الجراج وأوقفوا الأسانسيرات وافترشوا الأرض ومحاصرة الصياد فى مكتبه والهندسة تنقسم إلى فريقين. طوال الفترة الماضية لم تنفرج الأزمة فى ماسبيرو.. مع كل يوم يمر يزداد الموقف تعقيدا .. مع كل يوم يمر تتصاعد نبرات الغضب ومحاصرة رؤساء القطاعات لإجبارهم على تنفيذ ما لا أيستطيعون.. لقد ضرب الشلل ماسبيرو.. العاملون بالجراج أغلقوه أمام موظفى ماسبيرو بالضبة والمفتاح.. تصعيدهم بدأ تدريجيا .. كانوا يغلقون الجراج فى الفترة المسائية وهى الفترة التى لا تشهد إقبالا على المبنى سوى من فئات بعينها منها صناع برامج التوك شو والبرامج الحوارية.. فعلوا ذلك لأنهم يريدون لائحة عرضها السموات والأرض مثلهم مثل البرامجيين والإداريين.. ولأنه لا توجد أموال بماسبيرو صعَّد العمال من غضبتهم فأغلقوا الجراج نهائيا وهو ما جعل الموظفين يمتنعون عن المجيء الى ماسبيرو.. اغلاقهم للجراج أوقف حركة السيارات تماما فى الشارع الذى يصل مابين مبنى ماسبيرو وهيلتون رمسيس.. الشلل يضرب ماسبيرو .. أترك عمال الجراج واذهب الى عمال الأسانسير فقد توقفوا عن العمل وعطلوا كل الأسانسيرات باستثناء اسانسير واحد أو اثنين تم تشغيلهما بالتحايل .. عمال الأسانسيرات لم يكتفوا بتعطيلها وإنما افترشوا الأرض امامها وأعلنوا اعتصامهم لحين تنفيذ لائحة ايضا عرضها السموات والأرض.. اللائحة التى نؤكد للمرة المليون إنها لن تتم فى ظل تحول ماسبيرو الى خرابة.. الشلل يضرب ماسبيرو.. العاملون بقطاع الأخبار يحاصرون ابراهيم الصياد هو ومن معه ويحرمونه من الخروج لأنه تقاعس عن تنفيذ اللائحة الخاصة بهم واتهموه بأنه يتعمد تعطيلها لغرض فى نفسه أو لعلة يعرفها البعض.. الشلل يضرب ماسبيرو.. موظفو الهندسة الإذاعية –وعددهم 14ألف موظف-انقسموا إلى فريقين.. فريق مع اللائحة وفريق ضدها.. فريق يهلل ويبارك وفريق يتظاهر ويلعن ويصب غضبه على المسئولين الذين لا يعرفون الرحمة ولا يشعرون بمايمرون به من ظروف.. الشلل يضرب ماسبيرو والمسئولون عنه لا يعرفون من اين المخرج.. لا يعرفون كيفية الخروج من ورطة هم من وضعوا انفسهم فيها؟!.. لقد قرر المسئولون ألا يلتفتوا الى هذه الاحتجاجات والمظاهرات التى وصلت إلى حد منع أحمد أنيس وزير الإعلام من الدخول الى ماسبيرو من الباب المخصص له.. قرروا بينهم وبين انفسهم أن يتركوا الغاضبين يعبرون عن غضبهم بالطريقة التى يرونها فقد عدموا حيلة فى إرضائهم .. قيادات ماسبيرو هى السبب فى هذه الحالة لتسرعها فى اعلان لائحة كانوا يعرفون أن تنفيذها ضرب من الخيال.. هذه الحالة اصابت بعض رؤساء القطاعات بالضيق لأنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بالأزمات المستمرة التى تستنفد الوقت والجهد فلم يعد الواحد منهم يكلف نفسه بالنظر الى الشاشة باستثناء قطاع أو قطاعين على أقصى تقدير. إذا كان الشلل قد ضرب معظم قطاعات ماسبيرو فهناك قطاعات ضربها الغضب مؤقتا وتمكن رؤساؤها من تجاوز الأزمة.. تمكنوا من تمرير لائحة مرضية خاصة بكل قطاع.. لائحة تم الإبقاء فيها على ما كان أجور البرامجيين من اموال مع رفع سقف اجور الإداريين..لكن على كل حال-وللمرة المليون ايضا- لا سبيل لإنقاذ ماسبيرو سوى الاعتراف بأن هذا المبنى العريق قد اصبح خرابة ولابد من هدمه لإعادة بنائه! السنة الخامسة - العدد 348 - الخميس - 29/ 03 /2012