■ مخرجون يستعدون بالشوم لحماية الاستديوهات من منع الهواء بعد تهديدات المتظاهرين بتكرار ذلك فى ظل غياب أمن المبنى ■ عصام الأمير فشل فى إثناء المتظاهرين عن المنع ولما أحيلوا إلى التحقيق طلبوا تدخله مازال الغضب يضرب ماسبيرو.. مازال من ينتمون اليه يطالبون بلائحة عرضها السماوات والأرض.. لائحة تحتاج إلى معجزة لن تتحقق.. لائحة فشل 3 مسئولين قبل أحمد أنيس فى تنفيذها .. لقد كتبت هنا فى ظل وجود أسامة هيكل وزير الإعلام السابق أن على العاملين أن يعلموا جيدا أن هذه اللائحة لن تتحقق وأن ما قام به اسامة هيكل لكى يحسن من أحوالهم المالية هى اقصى ما يمكن تقديمه.. لقد رفع اسامة هيكل طبيعة العمل من 75% إلى 150% لجميع العاملين الدائمين والمؤقتين وصرف بدل تميز بنسبة 50% ، وكان ما فعله انجازا أشرت اليه فى حينه، ورغم ما فعله اسامة هيكل إلا أنه كان يريد أن ينجز اللائحة وما أن اخرجها حتى اشتعل المبنى غضبا.. الأمر نفسه تكرر مع احمد انيس وزير الإعلام الحالي.. كان المبنى هادئا وما أصدره من قرارات استقبلها العاملون برضا تام حتى اعلن لائحته وبات المبنى فى حالة غضب مستمرة.. لقد تسرع أحمد أنيس فى إعلانه للائحة.. اقول تسرع لأنه يحفظ المبنى عن ظهر قلب..انتماؤه اليه ولمدة 9سنوات كان كفيلا بأن يثنيه عن هذه الخطوة.. فهو كان يعرف موارد التليفزيون فى الماضى ويعرف موارده الآن.. يعرف أن المعلنين انصرفوا عن المبنى بغير رجعة.. يعرف أن الوكالات لن تمد يدها إلى شاشة فقدت تأثيرها وكان عليه أن يعيد الثقة اولا فيجذب المعلنين ومن ثم يصبح فى يده ما يمكنه من تفعيل اللائحة التى يريدها.. لقد كان احمد انيس حسن النية –مثله مثل من سبقه – فى تحسين احوال العاملين فى المبنى لكن حسن النية لا يفتح بيتا ولا يعمر وطنا.. لقد أمسك العاملون بما جاء فى اللائحة وكل فئة تريد أن تتساوى بغيرها.. فعمت الإضرابات والمظاهرات وانتقلت عدوى قطع الطرق من خارج المبنى إلى داخله فتم قطع الطريق إلى الجراج.. عمال الجراج أنفسهم أضربوا عن العمل اكثر من مرة وكان إضرابهم يبدأ صباحا-وقت الذروة- وينتهى فى السادسة مساء فشلوا الحركة تماما ومثلهم فعل عمال الأسانسيرات.. ما من قطاع إلا وجدته يغلى.. ما من قطاع إلا وجرى محاصرة رئيسه ووصل الأمر إلى حد التحرش.. لم يكن امام عدد كبير من رؤساء القطاعات سوى الهروب.. الموظفون يطالبونه بالأموال فيطلب من القطاع الاقتصادى والقطاع خزائنه خاوية فلا يجد ردا مناسبا يقوله للموظفين الذين لن يرضوا عنه إلا إذا لبى لهم طلباتهم وفورا.. عدد كبير من رؤساء القطاعات يفضلون الهروب من المواجهة.. والهروب دائما يكون بالذهاب إلى المستشفى.. فعلها حمدى منير رئيس قطاع الهندسة الإذاعية ما أن حاصره الموظفون حتى ادعى المرض ودخل المستشفى.. فعلها ايضا ثروت مكى رئيس الاتحاد ودخل المستشفى .. فعلها الدكتور هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية لكنه عاد مرة أخرى ، ولم يحتمل فيصل نجم رئيس الأمانة العامة تجاوزات الموظفين ففضل أن يكتب استقالته على أن تلحق به إهانة وهو من أفنى عمره فى خدمة المبني.. الملاحظ هنا أن القيادات التى تهرب من المواجهة هى القيادات التى إما على المعاش وجرى التجديد لها لمدة 6 أشهر وإما فى انتظار أن تخرج على المعاش قريبا.. هذه القيادات تسعى لأن تنهى خدمتها فى سلام.. ليس لديها الحماس فى أن تقدم شيئا جديدا.. عدد منهم يريد أن ينجو بنفسه فلا يخوض معارك ولا يقاتل من أجل غيره.. هو يحمى نفسه فقط.. لكن مثلا لم يتغيب على عبدالرحمن رئيس قطاع المتخصصة عن المبنى ولم يدخل المستشفى ولم يدع المرض.. انتظامه فى المبنى قبل الاحتجاجات مثل انتظامه بعدها.. لاشىء يجعله يتهرب .. هو يحب المواجهة ولديه الكثير ليقدمه بل إنه جرد نفسه من امتيازات كثيرة من مصايف وسيارات وغيرها هو ونوابه والكبار فى القطاع وقرر هو ومن معه ألا يتقاضوا مستحقاتهم المالية إلا بعد آخر موظف.. ما فعله على عبدالرحمن فى مدة قصيرة لمسه الموظفون فى القطاع فلا أحد تضرر مما يتقاضاه بل ومنحهم الحرية الكاملة فى العمل.. يعمل «على» رغم أن الأجواء فى المبنى بأكمله غير مهيأة لأن ينجز أحد شيئا.. هناك من المسئولين من يشعر بالزهق.. منهم من فكر فى تقديم استقالته وليأتى من يتوسم فى نفسه انه يمتلك الحلول السحرية لانتشال المبنى من كوارثه المستمرة والتى لن تتوقف.. من هؤلاء عصام الأمير رئيس التليفزيون.. هذا الرجل جاء إلى هذا المكان وفى أجندته أن يغير الشاشة تماما.. أن يعيد ترتيب أوراقه.. لا أحد فى المبنى إلا ويحتفظ بمحبة كبيرة لهذا الرجل حتى انهم يقولون عنه «بلاط المبنى بيحبه».. جاء الأمير إلى رئاسة التليفزيون بعد نجاح كبير فى الثامنة ثم الخامسة ثم الثالثة ثم معاون للوزير.. فى الموقع الجديد وجد الأمير نفسه محاصرا بالشكاوى والطلبات المستحيلة ولم تهن عزيمته منها، لكن ما أن اقترب الموظفون من مكتبه وحطموا الزجاج بدأ «الزهق» يتسلل اليه.. لم يفكر الأمير فى معاقبة أحد من المتظاهرين فهو يؤمن أن من حقهم التعبير عما يريدونه لكن تحطيم المكتب أمر لا يليق، وبعد أن أحال من قام بذلك إلى التحقيق تراجع لأن من قامت به سيدة كبيرة فى السن دخلت عليه وقالت له «أنت زى ابنى».. فكر عصام الأمير فى الاستقالة وكتبها بالفعل لكن اصدقاءه اثنوه عن هذه الخطوة.. فعل الأمير ذلك لأنه ينأى بنفسه عن أن يقال عنه إنه متمسك بكرسيه حتى آخر نفس مهما جرى ومهما تعرض لمضايقات. منع الهواء وتسويد الشاشة والأمن القومى من حق أى موظف فى ماسبيرو أن يتظاهر ليحصل على ما يراه حقه.. من حقه أن يرفع اللافتات التى تعبر عن مطالبه وأن ينام فى الطرقات والأرصفة.. أؤمن بذلك تماما وأناصره فمن يخرج للتظاهر يخرج بعد أن فاض به الكيل.. لكن لا أؤمن بالعنف ولا باستخدام القوة إلا اذا استخدمت ضد المتظاهرين كرد فعل لا فعل .. أؤمن بالتظاهر حتى باب مكتب المسئول لا تحطيمه ولا الاعتداء عليه مهما كانت المطالب.. من يفعل ذلك عليه أن يدفع الثمن دون أن يجعل من نفسه شهيدا.. لقد خرج المتظاهرون على كل المسئولين الذين جاءوا إلى ماسبيرو منهم اسامة هيكل وزير الإعلام السابق وقتها فكر بعض المتظاهرين أن يمنعوا الهواء.. اعترضوا الطريق إلى الاستديوهات وتدخل عصام الأمير وكان وقتها رئيسا للقناة الثالثة واقنع المتظاهرين بعدم القدوم على هذه الخطوة لأنها خطر كبير.. عاد المتظاهرون مرة أخرى فى وجود احمد انيس ونجحوا هذه المرة فى منع الهواء فجرى إحالتهم إلى التحقيق وهو ما رآه البعض أنه تنكيل بالمتظاهرين دون أن يعلموا أن منع الهواء من الأمور التى تمس الأمن القومى لا الحريات.. حتى من يعلم انه أمن قومى لايريد أن يقتنع بذلك فهذا شأنه. فى هذه المرة تدخل عصام الأمير أيضا وفشل فى إثناء المتظاهرين عن هذه الخطوة ولما أحيلوا إلى التحقيق طلبوا منه التدخل وكان الأمر قد خرج من يده.. مافعله المتظاهرون جعل عددا من المخرجين حريصين على حماية الاستديوهات بالشوم والعصى فى ظل غياب أمن المبنى