في سن مبكرة تمكنت شابة فلسطينية من قيادة الحافلة، وبعد بلوغها السن القانونية حصلت على معظم رخص قيادة المركبات، بما فيها قيادة سيارة الإسعاف، وتطمح الآن إلى مواصلة مسيرتها حتى قيادة الطائرات والبواخر. ورغم تفاوت آراء المجتمع الفلسطيني إزاء قيادة المرأة سيارة الإسعاف، وأيضا المركبات الثقيلة، تقول نيفين عمرو -وهي من بلدة دورا، جنوب الضفة الغربية- إنها أثبتت قدرة المرأة على المنافسة في مجالات ظلت لفترة طويلة حكرا على الرجال.
وتدين نيفين بالفضل لوالديها اللذين شجعاها على تحقيق أمنيتها، والإغاثة الطبية الفلسطينية التي احتضنتها كمتطوعة، بانتظار أن تتوفر لها فرصة توظيف ثابتة، وهناك التقتها الجزيرة نت ورافقتها في رحلة تجريبية قصيرة داخل سيارة الإسعاف.
تقول نيفين إن بدايتها كانت بقيادة حافلة كان يعمل عليها والدها، وعندما بلغت السن القانونية لمنح رخص القيادة استصدرت رخصة قيادة خصوصية، ثم الجرار الزراعي ثم الشحن الخفيف والثقيل ثم الباص ثم رخصة قيادة التكسي العمومي، وأخيرا رخصة الإسعاف. وبعد الحصول على مجموع هذه الرخص تتوقع نيفين أن تحصل قريبا على رخصة شاحنة مقطورة، وتطمح بعدها لتكون كابتن طيران وقبطان سفينة.
وتقول هاوية القيادة إن تجربتها تثير استغراب وربما تحفظ كثيرين في المجتمع، لكنها تؤكد أن الرأي العام بدأ يتقبل تحقيق المرأة الفلسطينية لطموحها حتى لو كان في مجالات ظلت طويلا حكرا على الرجال.
الطموح وترى الشابة الفلسطينية في قيادة سيارة الإسعاف "تميزا وطموحا وتحقيقا للذات والحلم والإبداع" واصفة المهنة ب"الممتعة والرائعة جدا" والسبب أنها "مهمة مجتمعية وإنسانية متميزة في جميع النواحي".
وأوضحت أنها حصلت على دورة استمرت ثلاثة أشهر ودرست مساقات حول كيفية قيادة الإسعاف والسلوك وقوانين السير، ثم خضعت لامتحان شامل اجتازته بنجاح".
وتشيد نيفين بتشجيع عائلتها وخاصة والدها الذي كان يعمل سائق حافلة والآن يعمل في دائرة السير، وشجعها على تحقيق أحلامها.
وتشدد نيفين على أنها لا تريد بتجميع رخص القيادة، وقيادة الإسعاف تحديدا منافسة الرجال، وإنما تحقيق طموحاتها والإثبات أن المرأة تستطيع الوصول لما تريد.
أما عن شعور المرضى حين تنقلهم امرأة في سيارة إسعاف، فتقول إن أكثر ما يهم المريض هو الوصول للمستشفى بغض النظر عن سائق الإسعاف، موضحة أنها نقلت حالات قليلة حتى الآن نظرا لعدم اختصاص المؤسسة التي تعمل بها حاليا في نقل مرضى الحالات الطارئة.
وتشيد بدور الإغاثة الطبية في احتضانها وتشجيعها على الاستفادة من رخصتها، موضحة أنها تسعى قريبا للحصول على رخصة تخولها تدريب الآخرين على القيادة.
من جهته يقول مدير الإغاثة الطبية في الخليل (منظمة أهلية) عثمان أبو صبحة، إن نيفين تقوم بعمل مشرف، مشيدا ب"الإرادة والجرأة الرائعة والدور الذي تقوم به رغم خطورة هذه المهنة في ظل الاحتلال". مؤسسته تولي اهتماما خاصا بالعنصر النسائي، لكنه لا يخفي تحفظ المجتمع المحلي، وخاصة مجتمع مدينة الخليل المحافظ، على قيام المرأة بأدوار معينة منها قيادة سيارة الإسعاف.
أما ضابط الإسعاف جاويد الأدهمي -الذي يرافق نيفين في بعض مهماتها- فيصفها بالجريئة وأنها تهوى هذه المهنة وتعمل لها بجد واجتهاد.