بدأ الناخبون الأتراك التوافد على صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية لاختيار 550 نائبا هم أعضاء البرلمان الجديد. ويخوض 15 حزبا سياسيا إلى جانب المرشحين المستقلين المنافسة على مقاعد البرلمان ويبلغ إجمالي عدد المرشحين 7492 مرشحا بينما يبلغ عدد الناخبين 50 مليونا و 189 ألفا و 930 ناخبا يدلون بأصواتهم فى 199 ألفا و207 صناديق اقتراع في 85 دائرة.
وفتحت مراكز الاقتراع فى 32 محافظة فى شرق البلاد أبوابها فى السابعة صباحا " السادسة بتوقيت القاهرة" فيما فتحت باقي مراكز الاقتراع في وسط وغرب البلاد فى الثامنة " السابعة بتوقيت القاهرة".
وتشير التوقعات إلى أن حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان فى طريقه لتحقيق الفوز بأغلبية مريحة تضمن له تشكيل الحكومة منفردا للمرة الثالثة فى تاريخه والأولى فى تاريخ تركيا التى ينفرد فيها حزب واحد بتشكيل الحكومة ثلاث مرات متتالية.
ويطمح الحزب الى الفوز بأغلبية الثلثين من مقاعد البرلمان " 367 مقعدا " حتى يتمكن من وضع دستور جديد ديمقراطي وتعددي بدلا عن الدستور الحالي الذى وضع عام 1982 فى ظل انقلاب 12 سبتمبر 1980 العسكري.
ويؤكد المراقبون من داخل وخارج تركيا أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على المرتبة الأولى في الانتخابات لكن ليس من المعلوم إذا كان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيتمكن من النجاح فى خطته للفوز بأغلبية الثلثين والحصول على 367 مقعدا برلمانيا من أجل تحقيق هدفه بتغيير الدستور .
ورشحت جميع استطلاعات الرأى التى أجريت قبل الانتخابات أن يحصل حزب العدالة والتنمية على نسبة تتراوح ما بين 45 و50 % من مجموع أصوات الناخبين ويخوض الحزب منافسه مع حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب العلمانية ولا تزيد التوقعات بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري عن نسبة تتراوح ما بين 25 و30 % فيما ينافس حزب الحركة القومية اليميني على المرتبة الثالثة بنسبة لا تزيد كثرا عن 10 % من أصوات الناخبين .
وكعادة الأحزاب الكردية طرح حزب السلام والديمقراطية الكردي 60 مرشحا مستقلا يطمح لأن يحصل من خلالهم على 20 مقعدا تمكنه بعد ذلك من تكوين مجموعة برلمانية تحت مظلته فى البرلمان وتشير التوقعات إلى أن هذه الأحزاب الأربعة هي التى ستدخل البرلمان مجددا وأن تركيبة البرلمان الجديد لن تختلف عن تركيبة البرلمان الحالي.
وتنوعت القضايا التى دارت حولها المنافسة بين الأحزاب الرئيسة بين قضايا محلية تركز على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين مثل نظام التأمين الصحي والضمان الاجتماعي أو تخفيض أسعار السولار للمزارعين والحد من البطالة .
كما فرضت المشكلة الكردية نفسها كمحور للتنافس بين الحزب الحاكم وحزب الشعب الجمهوري ومحورا لتبادل الاتهامات بين الحزب الحاكم وحزب الحركة القومية المعارض بالإضافة الى قضية حقوق العلويين ومطالبهم كأقلية دينية فيما اختفت تماما قضية رفع الحظر عن الحجاب التى كانت قضية أساسية فى الانتخابات السابقة فى عام 2007 وانتخابات عام 2002 .
ولم تغب القضايا الخارجية عن المنافسة وشكلت القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة وتشجيع قوافل المساعدات الإنسانية والعلاقات المتوترة مع إسرائيل والتطورات فى الشرق الأوسط لاسيما فى سوريا القضايا الأبرز مع تراجع للاهتمام بقضية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي .
وحفلت أجواء الانتخابات بحوادث عنف وعمليات إرهابية استهدفت بالأساس حزب العدالة والتنمية الحاكم حيث تعرض الموكب الانتخابي للحزب الى هجوم إرهابي مرة فى شمال البلاد ومرة فى جنوبها الشرقي واستهدف الأخير رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذى أصيب اثنين من حراسه الشخصيين فى الهجوم فضلا عن استهداف مكاتب الحزب الانتخابية فى أنحاء مختلفة من تركيا والهجوم عليها بقنابل المولوتوف أو القنابل الصوتية وفى غالبية هذه الهجمات تتهم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية.
كما وقعت اشتباكات فى شرق وغرب البلاد بين القوميين من أنصار حزب الحركة القومية والأكراد من أنضار حزب السلام والديمقراطية الكردي نظرا لعلاقة التوتر التقليدية بين القوميين والأكراد واتخذت قوات الأمن التركية إجراءات أمنية مشددة في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لوقوع أعمال إرهابية أو أعمال شغب وفوضى خاصة من جانب منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية لعرقلة الانتخابات .
وتشهد الانتخابات التركية هذا العام العديد من الظواهر الجديدة فللمرة الأولى تم السماح للأكراد باستخدام اللغة الكردية فى الحملات الانتخابية كما تم النزول بأعمار المرشحين الى 25 عاما بدلا عن 30 عاما إضافة إلى استخدام الصناديق الشفافة بدلا عن الصناديق الخشبية فى التصويت .
وللمرة الأولى هذا العام شهدت الانتخابات البرلمانية فى تركيا تدخلات خارجية تمثلت فى تعليقات بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية التى طالبت الناخبين الأتراك صراحة بالتصويت لحزب الشعب الجمهوري بدعوى الحفاظ على علمانية تركيا فى مواجهة محاولات حزب العدالة والتنمية الحاكم لإكساب تركيا وجها إسلاميا واتهم الحزب الحاكم إسرائيل بالوقوف وراء هذه الحملة لأنها لا تطيق رؤي ا ش ا