تتساءل العديد من النساء عن ذلك لأن أكثر الأطراف التي تتعرضّ إلى معوقات في شهر رمضان فتفطر فيه، وقد ذهب الشرع في ذلك إلى وجوب تقديم صيام القضاء على صيام النفل؛ لأن صيام قضاء رمضان فرض، وصيام ست من شوال نفل، والفرض يجب تقديمه على النفل، كما أن الفضل المذكور في الحديث الشريف (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر ) لمن صام رمضان، ومن عليه قضاء لم يصم رمضان كاملاً، خلافاً لمن يرى خلاف ذلك وهو جواز تقديم ست شوال على الفرض ، والراجح الأول. أمّا عن صيام الست من شوال وقضاء رمضان بنيّة واحدة، فقد اختلق فريق الفقهاء في ذلك، حيث انقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: يرى جواز صيام قضاء رمضان وست من شوال بنية واحدة وذلك استدلالاً بالقياس من وجهين وهما:
- القياس على من دخل المسجد وصلى ركعتين فريضة أو سنة مؤكدة فإنه يحصل له ثواب صلاة تحية المسجد.
- القياس على ما لو صام في يوم عرفة قضاء يوم عليه، أو صوم نذر، أو كفارة ونوى معه صوم عرفة، فقد أفتى بعض العلماء بإجزاء الصوم عنهما معا الفرض والسنة.
القسم الثاني: يرى عدم جواز صوم قضاء رمضان وست من شوال بنية واحدة وأصحاب هذا القول عللوا قولهم بما بأتي: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر " وصوم رمضان يصدق حقيقة على صيام الشهر كله، ومن ثم فمن لم يكمل الشهر لا ينطبق عليه هذا الحديث
فعدم التسوية بين من صام الشهر كله، ثم صيام ستاً بعده ، وبين من صام رمضان ناقصاً، ثم نوى صوم الستة وصوم القضاء ، ففي الواقع ونفس الأمر لم يستويان في الفعل فلا يستويان في الثواب.
