توارثت قرية الشناوية التابعة لمركز ناصر حرفة صناعة السجاد والكليم اليدوي تلك الحرفة التي إكتسبتها من الأجيال القديمة الماهرة والتي اشتهرت بدقة التصنيع ومهارة العقدة وذاعت شهرتها بمنطقة الشرق الأوسط حتى وصلت للمستوى العالمي ولكنهم توارثوا معها تسخير سن البراءه فى أعمالهم العالمية وتعاقد رجال القرية على بيع أبنائهم منذ الأربع سنوات الى سن الزواج ليعملوا بالسخرة عند من يمتلكون تلك الحرفة ليصبح الطفل بعدها مبلغ فى أحد البنوك يدر ربحاً على والده ليس أكثر، غير مكترثين بأحلامهم وبرائتهم وحتى صحتهم اللينة التى لا تحتمل تلك الأعمال الدقيقة والمجهدة ،ولم ينظر مسئولى الإستثمار بالمحافظة للمسألة الا من شق عملية التسويق لمنتجات تلك الحرفة. في البداية يقول ر م ع رئيس مكتب التشغيل ورئيس الأقسام بمصنع السجاد اليدوي بالشناوية أنشات وحدة الكليم والسجاد في الشناوية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر فى 1/5/1961 وكان الهدف من انشاء المشروع هو تدريب المتسربين من التعليم والأميين من الجنسين على صناعة الكليم والسجاد حيث كانت صناعة مزدهرة آن ذاك وهي صناعة يدوية معروفة مثل تشغيل المعادن وتشكيل النحاس وغيرها من الصناعات اليدوية الشهيرة أما الآن فاختلف الهدف الذى أنشأ من أجله تلك الصناعه .
و يقول صالح محمد جمعة ( 47 سنة ) عامل بمصنع السجاد اليدوي بالشناوية أعمل بهذه المهنة منذ عام 1970 وبدأت عملي مع الجمعية الصناعية التابعة للمحافظة وقتها إلى أن قامت الشئون الاجتماعية بعد الحرب بضم المصنع للأسر المنتجة وتعلمت هذه المهنة وأنا عمري 6 سنوات وذلك للظروف المعيشية وكنت أتقاضى 75 قرش شهرياً ونعمل الآن بالإنتاج وزاد الدخل عن سابقه ولكنه مازال قليل ولا يكفي نتيجة صعوبات ومتطلبات الحياة حيث أنني أتقاضى الآن متوسط 210 جنيه والعيب الوحيد بتلك المهنة هو توارث عمل الأطفال بها وشجع على الأمر اولياء الامور الذين لم يراعوا طفولة أبنائهم وأعتبروهم مجرد مدخل لأرزاقهم فى ظل عدم وجود المراقبة والمنع من المسئولين.
ويضيف ع م ع صاحب ورشه صناعة كليم يدوى كانت القرية تعج بورش ومناويل صناعة السجاد واغتيلت كلها ولم يبقى منها سوى القليل بسبب قلة العمالة فالسجادة الواحد تحتاج لأكثر من شهرين للإنتهاء منها وبسبب طول المدة لا نستطيع دفع أكثر من 30 جنية للصنايعى ، حيث أن التاجر بالقاهرة لا يقوم برفع سعر السجادة بالرغم من المكاسب الكبيرة التى يحققها من بيع تلك السجاد والكليم للخواجات مستغلا عدم قدرتنا على التسويق لذا نعتمد على الأطفال لأن اليومية للطفل لا تتعدى العشرة جنيهات ويرجع ذلك كله لإهمال المسئولين وتجاهلهم لنا مقارنة بتباهى الجدود بإهتمامات الرئيس الأسبق عبد الناصر بتلك الحرف وتسوقيها فى الخارج بإسم مصر.
ويطالب المسئولين عن مصانع السجاد بالدعم المادي لهم حتى لا يستغل أحد الأطفال إلى جانب البرامج التدريبية للصبية المراد تعليمهم الحرفة وخاصة خريجي التعليم الفني خشية أن تتلاشى هذه الصناعة تدريجياً وتفقد المهنة قيمتها التاريخية التي تميزت بها قرية الشناوية .
ومن جانبه أكد سلامة نصر وكيل وزارة التضامن بأن قانون 1296 يحرم عمالة الأطفال دون سن 14 سنه بالنسبة للمتسربين من التعليم وسأقوم بإرسال لجنة من المديرية لكشف حقيقة الأمر وفى حال ثبوته سيتم توجيه إنذار لمن يقوموا بإستغلال الأطفال وبعدها سنوقف كل المشاريع التى تستغل الأطفال ونحول نشاطها لجمعيات تتفهم قانون الأطفال جيدا.