المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    أحمد موسى عن استقبال الجاليات المصرية للرئيس السيسي فى بروكسل: مشهد مهيب غير مسبوق    محافظ الإسماعيلية يفتتح أعمال رفع كفاءة وتطوير مصاعد الثلاثينى وكوبرى المشاة    نائبة: القمة المصرية الأوروبية تدعم مسيرة التنمية المستدامة    زكريا أبوحرام يكتب: شفافية الرئيس    مسؤول أمريكي: لا خطط لقمة بين ترامب وبوتين في المستقبل القريب    نائب وزير الخارجية يستقبل وفدًا من البرلمان الدنماركي    آرسنال يمطر شباك أتلتيكو مدريد برباعية في دوري الأبطال    ياسين منصور يبدأ تنفيذ خطة أحلامه في الأهلي    ناقد رياضي: تصريحات أسامة نبيه أسوأ من نتائج المنتخب في مونديال الشباب    بناء علي طلب توروب .. الأهلي يرصد 3 مليون يورو للتعاقد مع مهاجم سوبر في الميركاتو الشتوي    كمين محكم يسقط 3 متهمين بحوزتهم 231 طن أسمدة ومخصبات مجهولة المصدر    صور| انقلاب سيارة نقل محملة بالأسمنت في قنا    عصام عطية يكتب: 7 دقائق فرنسية!!    رمضان 2026| تفاصيل دور بيومي فؤاد في «علي كلاي» ل أحمد العوضي    متحدث «الوزراء»: شاشات عرض في الميادين لنقل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الميراث؟.. أمين الفتوى يجيب    «تعليم المنوفية»: ظهور حالات «جدري الماء» بمدرسة الباجور خفيف ولا يمثل خطورة    أستاذ حساسية يكشف سبب الكحة المتكررة في تغيير الفصول    النائب العام يزور مستشفى سرطان الأطفال 57357    الحكومة العراقية تجدد عقد إستيراد الكهرباء من الأردن    دخل السجن بسبب «أموال القذافي» وأيّد حظر النقاب.. 44 معلومة عن نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق    مجلس الشؤون الإنسانية بالإمارات يعرض فيلم «ويبقى الأمل» في مهرجان الجونة    نادية مصطفى: محمد سلطان عبقري عصره.. "ويسلملي ذوقهم" مفاجأتي في أوبرا سيد درويش    ألونسو: جولر مزيج من أوزيل وجوتي.. مستوانا يتحسن معه    السيسي يهنئ ساناي تاكاياشي لانتخابها أول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت في ذكرى قدوم الإمام لمصر    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    أوقاف الفيوم تنظم ندوات علمية ضمن فعاليات برنامج "المنبر الثابت"    رفضت العودة إليه.. جيران سيدة مدرسة حي الزيتون ضحية طعن زوجها يروون لحظات الرعب    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    وزير الكهرباء: الجهاز التنفيذي للمحطات النووية خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة    محمد صبحي: مجلس الإسماعيلي خيب آمالنا ووزارة الرياضة أنقذت الموقف    انتصار تصطحب ابنها في عرض السادة الأفاضل وتلتقط صورا مع شخصية الفيلم الكرتونية    اكتشاف مقبرة جماعية لقتلى عراة فى منطقة تل الصوان شرقى دوما السورية    ماكرون: نسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن إدارة غزة    رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض الكتاب خدمة للطلاب والباحثين بتخفيضات كبيرة    أستاذ علاقات دولية: مصر أصبحت محط أنظار المستثمرين بالعالم خاصة أوروبا    عاجل- مصر تتصدر الدول العربية في استقطاب مشروعات الطاقة المتجددة باستثمارات تتجاوز 161 مليار دولار    برلمانى: القمة المصرية الأوروبية خطوة جديدة لتعزيز الحضور المصري الدولي    النائب محمد عبد الله زين: أين الحد الأدنى للأجور؟.. وعضو المجلس القومي: لا تحملوا القطاع الخاص فوق طاقته    تعليم وصحة الفيوم يتابعان التطعيمات اللازمة لطلاب المدارس للوقاية من الأمراض    صبحى يهنئ يد الأهلى بعد التتويج بلقب إفريقيا    الصين: القيود الأمريكية على التأشيرات لن تعيق علاقاتنا مع دول أمريكا الوسطى    "أهمية الحفاظ على المرافق العامة".. ندوة بمجمع إعلام سوهاج    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    «بيتشتتوا بسرعة».. 5 أبراج لا تجيد العمل تحت الضغط    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    مقتل 3 عناصر إجرامية فى تبادل إطلاق النار مع الأمن بالغربية    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    «تعليم البحيرة» تعلن جداول إمتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    وزير الصحة: إدخال تقنيات المستشفيات الذكية والجراحة الروبوتية ضمن المنظومة    تامر أمين عن سرقة مجوهرات نابليون من اللوفر: اللي يشوف بلاوي غيره يحمد ربنا على نعمة مصر    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب : (1) اتصالات عبد المنعم أبو الفتوح السرية مع سفراء الاتحاد الأوروبى فى القاهرة
نشر في الفجر يوم 02 - 11 - 2013

■ سفير إحدى الدول العربية لسياسى مصرى: أبو الفتوح هو الرئيس المناسب لمصر خلال الفترة القادمة

■ أبوالفتوح كائن رمادى يمسك العصا من المنتصف.. ويعتقد أن الأمريكان وحلفاءهم فى أوروبا عليه أن يجعلوه رئيساً

يعرف عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أنه لن يستطيع أن يقترب من كرسى الرئاسة إلا إذا كانت هناك صفقة، والصفقة فى الغالب لن تكون داخلية، فهو مثله مثل غيره من قيادات التيار الإسلام لم يعد أحد منهم يحظى بأى ثقة فى الشارع، وتحديدا أبو الفتوح الذى يلعب فى المنطقة الرمادية، فهو ينحاز إلى أن ما حدث انقلاب من الجيش على الرئيس المنتخب محمد مرسى، وهو ما يردده فى جلساته الخاصة، لكنه لا يستطيع أن يعلن ذلك، لأنه يعرف أنه سيخسر سياسيا فى الشارع المصرى الذى خرجت ملايينه من أجل إزاحة مرسى وجماعته.

المنطقة الرمادية التى يلعب فيها وبها عبد المنعم أبو الفتوح، هى التى جعلته يطلب اللقاء بالمستشار عدلى منصور أكثر من مرة، لكن الرئاسة التى رصدت ما يقوله أبو الفتوح عن شرعية الرئيس جعلتها تتردد قليلا فى استقباله، إلا أنه خرج ليندد بعدم مقابلة الرئيس له.

أكثر من فعل يقوم به أبو الفتوح يؤكد رماديته إلا شىء واحد فقط، وهو تعاونه مع الغرب سواء دول الاتحاد الأوروبى أو الأمريكان، ولم يكن غريبا ولا عابرا أن يقوم أبو الفتوح فى التوفيق بين حزب النور وسفير دولة الدنمارك، ويساهم فى عقد لقاء بينهما، تم فيه تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة فى مصر.

أبو الفتوح كان الأقرب إلى الأمريكان قبل ثورة يناير، حيث أبدى وجها ليبراليا – مصطنعا – جذب الأمريكان له، وهو ما جعلهم يدعمونه بعد ثورة يناير، وأرادوه رئيسا، وظل تأييدهم إليه موصولا حتى حسمت جماعة الإخوان المسلمين أمرها ورشحت محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية.. فسحبت تأييدها له وتركته يواجه مصيره وحده.

الآن تعود أمريكا مرة أخرى لتدعم أبوالفتوح، وهو الدعم الذى لن يبتعد كثيرا عما يخطط له الدكتور محمد البرادعى الذى يميل إلى أبو الفتوح ليس لقناعة شخصية، ولكن لأن الهوى الأمريكى الآن مع أبو الفتوح.. الذى لا يحظى بدعم الأمريكان فقط، ولكن دول الاتحاد الأوروبى ترى أنه يمكن أن يكون الرئيس المناسب لمصر خلال المرحلة القادمة.

الأسبوع الماضى كان سفير إحدى دول الاتحاد الأوروبى فى اجتماع مغلق مع سياسى مصرى شهير، وإذا به يقول له: إننا نرى فى عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المناسب لمصر خلال الفترة القادمة، ولما أبدى المسئول المصرى اندهاشه، عاجله السفير الأوروبى بقوله: ما الذى ينقص أبو الفتوح، إنه إسلامى معتدل، ثم إنه كان مرشحا سابقا ولديه مشروع يمكن أن ينفذه.. نحن ندعمه ونرى أنه الأصلح.

كلام السفير الأوروبى جاء تعبيرا عن سلسلة من الاتصالات المكثفة التى أجراها أبو الفتوح خلال الفترة التى أعقبت ثورة يونيو، بحثا عن دعم خارجى فى معركة يعرف هو أنها محسومة داخليا ضده.

2

أعلن عن تأسيس وفد الدبلوماسية الشعبية لمناهضة الثورة

الاسم ليس جديدا.. وما فعله معروف، فهو حاتم عزام القيادى فى حزب الوسط، والذى يجلس فى قناة الجزيرة الآن متخذا منها منصة لإطلاق الصواريخ على مصر وعلى ثورتها فى حالة من التنطع السياسى التامة التى تعلى المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية وعلى إرادة ملايين الشعب المصرى التى خرجت لتطالب بطرد حليف حزب الوسط من السلطة.. فقد كان عزام واحدا من المقربين من الإخوان.. رغم أنه كان ينتمى لحزب حاربته الجماعة كثيرا قبل أن يخرج للنور.

عزام الذى كان منسقا ومتحدثا باسم جبهة الضمير التى خرجت إلى النور برعاية إخوانية تامة، لمواجهة جبهة الإنقاذ التى كان يقودها الدكتور محمد البرادعى أثناء عدم تناغمه وانسجامه مع الإخوان المسلمين، ولم يكن لهذه الجبهة التى لم تأخذ من الضمير إلا اسمه، إلا تشويه رموز المعارضة التى اختارت أن تقف لجماعة الإخوان المسلمين بالمرصاد.

حاتم عزام أطل علينا بوجهه غير المريح منذ أيام ليعلن عن تأسيس ما أسماه وفد الدبلوماسية الشعبية، الذى أصدر بيان تأسيسه من جنيف، وقال إنه سيذهب به إلى دول العالم المختلفة ليشرح ما حدث فى مصر، الذى هو من وجهة نظره ومن منطلق مصالحه انقلاب.

دعك من تاريخ حاتم عزام السياسى، ولا ما الذى يريده الآن، فهو يطلق على حركته المشبوهة اسم وفد الدبلوماسية الشعبية، للإيحاء بأنه يمثل الشعب المصرى، خاصة أنه حاول المراوغة من خلال تأكيده على أن هذا الوفد غير رسمى وليس له علاقة بأى حزب أو منظمة، رغم أن تحركاته المعلنة فى الدول التى زارها، تمت من خلال سيارات دبلوماسية قطرية، بما يعنى أن الدوحة هى التى ترعى هذا الوفد وتدعمه وتموله، كما أن تركيا تساهم فى دعم هذا الوفد، الذى ضم عددا ممن احتضنتهم قناة الجزيرة منذ ثورة يونيو، وشنوا من خلالها حربا متواصلة على ثورة الشعب المصرى.

حاتم عزام خلال حكم مرسى كان واحدا من مجموعة حزب الوسط التى قررت أن تبيع نفسها إلى حزب الحرية والعدالة، بعد أن كانت خصما لقيادات الإخوان لأكثر من خمسة عشر عاما فى عصر مبارك، فقد وقفت جماعة الإخوان دون تأسيس الحزب، بل وانضم محامى الحكومة إلى محامى هيئة قضايا الدولة فى الدعوى التى رفعها حزب الوسط ليحصل على ترخيصه.. لكن بعد وصول مرسى إلى السلطة، تصالحت المصالح، وأصبح رجال حزب الوسط هم الأقرب إلى الإخوان، بل ولعبوا أدوارا سياسية قذرة، كان الهدف منها هو تثبيت دعائم حكم مرسى.

بعد الثورة فى 30 يونيو كان حاتم عزام قد شد الرحال إلى كعبة الدوحة غير المقدسة، ذهب فى مهمة تشويه الثورة، وهى مهمة دنسة مدفوعة الأجر مقدما، فهو لا يفعل ما يفعله لوجه الله أبدا، ولكن لوجه الدولارات التى يحصل عليها مقدما، كما أنه لم يخترع فكرة وفد الدبلوماسية الشعبية من تلقاء نفسه، فهى فكرة مخابراتية تقف وراءها مخابرات تركيا وقطر، ويتم الإنفاق عليها بسخاء شديد، بعدما بدأت كثير من دول العالم تتراجع شعبيا ورسميا فى موقفها مما حدث فى مصر وتقتنع تماما بأن ما حدث كان ثورة شعبية خرج فيها الشعب المصرى من أجل تحرير نفسه من جماعة لا تؤمن بمعنى الوطن ولا الوطنية.

عندما تتأمل تاريخ عائلة حاتم عزام لن تحتار كثيرا فى سلوكه، ولا ما يقوم به، فهو من عائلة تعرف جيدا من أين تؤكل الكتف.

وهنا لابد أن نتراجع بعض الوقت، فوالده هو عبد الفتاح عزام الذى كان محافظا للجيزة، ومن يعرفه يشهد بأنه كان من بين المحافظين الذى لا أثر لهم على الإطلاق، بل كان مسئولا تنفيذيا فاشلا، مثله مثل كثيرين من المسئولين التنفيذيين الذين ابتليت بهم مصر.

أداء عبد الفتاح عزام الذى تم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع الجيزة – كان اسمه ليس ما يهمنا هنا، ولكن تهمنا هنا نهايته، ففى العام 1982 قتل عبدالفتاح عزام داخل سيارته بنحو 72 طلقة رشاش، نتيجة ثأر بين عائلة عزام وعائلة خضر، ولم تتقبل عائلته العزاء فيه لمدة أربع سنوات، فقد قررت أن تأخذ بثأره ممن قتلوه.

ولأن عائلة عزام عائلة كبيرة تنتمى إلى عبد الرحمن عزام أول رئيس لجامعة الدول العربية، فقد تدخلت شخصيات كبيرة لحل المشكلة بين العائلتين، كان من بينهم شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق، وكذلك الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة وقتها، إلا أن كل محاولات الصلح باءت الفشل، فلجأت الدولة وقتها إلى استخدام القوة، وقام وزير الداخلية وقتها زكى بدر باعتقال عدد من رجال عائلة عزام ومصادرة سلاحهم، حتى لا يقوموا بالأخذ بالثأر، فتدور الدائرة من جديد.

من بين من تم القبض عليهم كان محمود عزام شقيق حاتم، الذى أجد نفسى مدفوعا بسؤال محدد لحاتم عزام، وهو أين شقيقه محمود الآن.. ولماذا لا يستطيع أن يدخل مصر، وهل يمكن أن يقول لنا مثلا أنه ممنوع من دخول مصر سياسيا؟

الأمر يحتاج منا إلى أن نعود قليلا للوراء، فمحمود عزام هذا قصة كبيرة تتشابك فيها عناصر الفساد بالنصب بالهروب بأموال البنوك.

كان محمود يمتلك مجموعة من الشركات التى يمارس من خلالها نشاطه فى الاستثمار، ومن بينها شركة شهيرة كان «اسمها المحمدية»، وهو اسم خادع بالطبع كان يوحى من خلاله إلى طبيعة إسلامية حتى يجذب لها العملاء، نشاط محمود كان يقتضى فيه أن يحصل على قروض من البنوك، لكنه وبدلا من أن يقترض من البنوك قرر أن يحصل على بنك بأكمله.

تعرف محمود على علية العيوطى ابنة عيسى العيوطى الذى كان يمتلك بنك النيل، وحصل من البنك على قروض بعدة ملايين، وبدلا من أن يسدد ما عليه، أخذ الملايين وهرب إلى اليونان ومعه زوجته، ولم يعد بعدها إلى مصر «من المهم أن تعرف هنا أن محمود عزام عندما تعرف على علية العيوطى كانت متزوجة، لكنه ظل وراءها حتى طلقها من زوجها، وبعد أن حصل على الأموال أخذها وهرب تاركا والدها خلفهما».

المفاجأة أن حاتم عزام الذى عمل لفترة سكرتيرا للأمير عبد الله الفيصل، الذى يمتلك بنك فيصل الإسلامى، ساعد شقيقه محمود فى الحصول على قروض من بنك فيصل بالملايين.. وهى الملايين التى لم يردها أيضا، بل أخذها مع الملايين التى هرب بها، أما المفاجأة الأكبر فهى أن حاتم عزام لم يترك العمل مع الأمير عبد الله الفيصل بسلام، بل خرج بمخالفات مالية كبيرة، لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن.

يمكن أن تقول إنه من الصعب أن نحمل حاتم عزام مسئولية ما قام به شقيقه، ولا ما قام به والده الذى انتهى فى حادث ثأر رغم المكانة الاجتماعية التى وصل إليها، فكل واحد منا يحاسب على ما يفعله فقط، وليس على ما يفعله الآخرون حتى لو كانوا أقرب الناس إليه، لكن ما يقوم به حاتم الآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ابن بار ومخلص لهذه العائلة التى لم تتورع عن فعل أى شىء من أجل أن تبقى.

لقد حاول حاتم عزام أن يرتدى ثوب البطولة، هاجم الجيش المصرى، وتعدى على قائده، لكنه فعل ذلك وهو بعيد يطل علينا من شاشة قرر القائمون عليها أن يهدموا مصر، ولأنه لا يعمل إلا من أجل نفسه.. فلم تكن لديه أى مشكلة من أى نوع فى أن يشارك فى هذه الحرب القذرة التى تأتى بلا أى أساس.

يعرف حاتم عزام أن قصة الإخوان المسلمين انتهت تماما فى مصر، وأنه بوفده الشعبى الذى سحب وراءه من خلاله عددا من الذين باعوا ضمائرهم لن يحقق شيئا له قيمة، فلا هو سيستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولا هو سيستطيع أن يعيد محمد مرسى مرة أخرى إلى حكم مصر، ولكنه فقط يعمل من أجل المال الذى يجنيه من خلال نشاطه المعارض، دون أن يعرف أنه وفى لحظة بعينها سينتهى هذا السامر كله، وستتراجع أجهزة المخابرات التى تدعمه وتنفق عليه عن الإنفاق والدعم، وبعدها لن يكون لديه فرصة لمجرد العودة إلى مصر مرة أخرى، فكيف يعود لبلد قرر أن يبيعه مقابل حفنة دولارات.

3

الإعلان عن مسئولية سرايا القدس وأنصار بيت المقدس للتمويه فقط


بعد كل عمل إرهابى يقع فى مصر يخرج تنظيم بيت المقدس أو تنظيم سرايا القدس ليعلنوا مسئوليتهم عن الحادث، بل ويسربون بعض الفيديوهات للأحداث ليؤكدوا أنهم من قاموا بها، وهو ما حدث مثلا بعد محاولة اغتيال وزيرالداخلية محمد إبراهيم.. وهو ما أراح البعض خاصة أن هذه التنظيمات تكونت بعد ثورة يناير من جهاديين جدد، وسرعان ما استطاع الإخوان أن يستقطبوا هذه التنظيمات إلى صفها، وجعلتها فى خدمتها وأعدتها لليوم الذى تحتاجهم فيه لمواجهة الخصوم أيا كان نوعهم، وعليه فكل الإرهاب الذى يقع لا يخرج عن جماعة الإخوان التى تحتضن الإرهابيين الكبار.

لكن المفاجأة أن هذه التنظيمات ورغم خطورتها إلا أنها فى النهاية ليست المسئولة فى المقام الأول عن الأعمال الإرهابية التى وقعت فى مصر منذ ثورة 30 يونيو وربما قبلها وحتى الآن، فهناك جيش الإسلام الذى يقوده ممتاز دغمش، هذا الجيش وطبقا لتقارير أمنية هو الذى يقوم حاليا بكل العمليات الإرهابية فى سيناء التى تستهدف المنشآت العسكرية والشرطية.. كما أن العمليات التى بدأت تحدث فى القاهرة والمحافظات الأخرى لا تخرج عن مسئولية جيش الإسلام.

دغمش ليس اسما جديدا على الأجهزة الأمنية، فقد كان مطلوبا على ذمة مجموعة من العمليات الإرهابية التى حدثت فى مصر ومن أهمها تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية فى أول يناير 2011.

بدأ دغمش الذى يبلغ من العمر 40 عاما عمله الذى يطلق عليه جهادى نسبة إلى الجهاد فى سبيل الله، بتأسيس تنظيم لجان للمقاومة الشعبية.. لكنه تركه ليؤسس تنظيم جيش الإسلام بعد أن اعتنق الفكر السلفى، وكان من أهم ما قام به جيش الإسلام اختطاف الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط وذلك بعد أن توطدت علاقة دغمش بحماس.

جيش الإسلام الذى أسسه دغمش يعتنق أفكار تنظيم القاعدة، وهو ما قربه من جماعة الإخوان المسلمين التى فتحت ذراعيها للجهاديين ولأعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة برعاية مباشرة من أيمن الظواهرى.

كانت الاتهامات التى لاحقت ممتاز دغمش وراء منعه من دخول مصر، بل إنه كان فى فترة من الفترات يعيش تحت الإقامة الجبرية فى بيته تحت رعاية حماس، إلا أنه وبعد وصول الإخوان إلى الحكم تمكن دغمش من دخول مصر، ورغم أن الأجهزة الأمنية رفضت تماما الزيارة أو مجرد الدخول، إلا أن خيرت الشاطر تدخل من أجل إدخاله إلى القاهرة، بل أشارت تقارير أمنية إلى أن الشاطر استقبله فى مكتبه بمدينة نصر، وأنه خرج من القاهرة بعد أن لاقى حفاوة إخوانية بالغة.

تردد اسم ممتاز دغمش بقوة بعد مقتل الجنود السبعة عشر فى رفح قبل تناولهم الإفطار فى رمضان، ووجه الاتهام له بأنه من قام بهذا الفعل الخسيس، ولأن هناك اتهامات واضحة لجماعة الإخوان أنها وراء عملية قتل الجنود حتى تتمكن من الإطاحة بطنطاوى وعنان من منصبيهما، فإن تواجد دغمش فى مكتب خيرت الشاطر يدعم هذا الاتهام.

المفاجأة أن الوثائق التى نشر بعضها وتشير إلى الرسائل الإلكترونية التى كان يرسلها أو يستقبلها خيرت الشاطر، وهى رسائل تكشف علاقاته السياسية والاقتصادية ورد فيها اسم ممتاز دغمش أكثر من مرة، بما يشير إلى أنه كانت هناك تعاملات واتصالات بين الرجل الذى كان يدير الجماعة فى الخفاء، والرجل الذى تتعامل معه الأجهزة الأمنية على أنه الإرهابى الأول فى مصر، والذى يقود عمليات الإخوان نحو الفوضى والتخريب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.