اكد وزير الخارجية نبيل فهمى ان الاحتياجات القادمة لكل دول حوض النيل سواء من المياه او التنمية والاراضى الزراعية او الطاقة كلها فى تزايد مستمر ومن ثم علينا التعاون فيما بيننا. وقال نبيل فهمى فى تصريحات خاصة لوكالة انباء الشرق الاوسط على هامش زيارته الحالية لبوروندى انه " لا يوجد حل لطرف على حساب طرف اخر ولا يمكن ان تتحقق الاهداف لطرف من دول حوض النيل دون تحقيق اهداف الطرف الاخر" .
وحول اهمية مثل هذه الزيارات لدول حوض النيل فى تامين مصر من مياه النيل مستقبلا خاصة فى ظل اهتمام الراى العام المصرى بهذا الموضوع قال فهمى انه من الطبيعى ان يتناول اى حوار مصرى مع دولة صديقة من دول حوض نهر النيل قضية مياه النيل .. وقد تم ذلك مع الرئيس الاوغندى يورى موسيفينى ومع وزير خارجيته يوم امس الاثنين وكلاهما تبنى موقفا متطابقا مع الموقف المصرى من حيث ان نهر النيل يجب ان يكون مصدرا ومجالا للتعاون .. فلا يوجد بديل عن التعاون بين دول حوض النيل فاحتياجات دول حوض النيل متنوعة ولكنها ليست متعارضة والكل يحتاج نسبا مختلفة من المياه والكل يحتاج لعناصر مختلفة من التنمية والبعض يحتاج الى مصادر اضافية من الطاقة.
واكد ان " الحل بالتالى ليس فى التصارع فيما بيننا ولكن فى ايجاد الحلول المبتكرة البناءة والنظرة المستقبلية ".
واضاف ان التوجه الايجابى التكاملى التعاونى والذى سمعناه خلال لقاءاتنا فى أوغندا وبوروندى هو نفس التوجه الذى نتبناه فى مصر حاليا مع تمسك كل طرف - وهذا امر طبيعى - بحقوقه التاريخية التى كانت قائمة نتيجة اعتبارات تاريخية مختلفة.
واشار الى ان التركيز خلال مباحثاته فى أوغندا وبورندى منصب على كيفية بناء مستقبل افضل على اساس ما هو قائم وما هو قادم مشددا على انه لا يوجد لدينا ترف اضاعة الوقت فى نقاش حول ما كان فى الماضى ومبررات ذلك.
وحول ما اذا كان نبيل فهمى يضع من خلال جولاته المتنوعة وتحركات الدبلوماسية المصرية أسسا اكثر عملية لسياسة مصرية خارجية طويلة المدى قال وزير الخارجية انه ابن من أبناء وزارة الخارجية كدبلوماسى محترف فى هذه المؤسسة العريقة.
واوضح فهمى انه كان يعلم فى ضوء ذلك نقاط القوة فى هذه المؤسسة وهى كثيرة ويعلم ايضا الضعف او النقاط التى تحتاج لتحديث بينما ننظر للمستقبل.
واشار الى ان الامر الثانى هو ان الحكومة المصرية الحالية تشكلت بعد ظرف تاريخى وبعد ثورتين وبالتالى فعلينا ان نستجيب لتطلعات المجتمع المصرى فى مستقبل افضل ولكى نستجيب لتلك التطلعات يتعين ان يكون لدينا منظور مستقبلى طويل الأجل وتعامل فعلى مع الواقع والتزام بالقانون والنظام الدولى فى تصرفاتنا وهو ما يعنى ان نضع نظرة مستقبلية للوضع فى الشرق الاوسط ومن ثم نبدأ فى وضع السياسات التى تحقق لنا أهدافنا.
واضاف فهمى انه وفى الوقت الذى نقوم فيه بذلك نتعامل فى الوقت نفسه وبالتوازى مع القضايا العاجلة واولها اعادة مركزة مصر فى مكانها الصحيح كدولة عربية الهوية وافريقية الجذور .. واوضح انه تمسك بالتواجد وزيارة أوغندا وبوروندى امس واليوم وهما من دول حوض النيل تاكيدا على هذه الاولويات رغم انه كان لديه ارتباطات يوم امس باجتماع بباريس خاص بعملية السلام ثم باجتماع فى اليوم التالى بلندن خاص بأصدقاء سوريا.
واوضح فهمى انه من بين القضايا الهامة كونها تتعلق بدول الجوار هى قضية المياه تحديدا " فاحتياجاتنا من المياه تفوق ما هو متاح لنا بل وحتى تفوق حقوقنا التاريخية من مياه النيل".
وقال ان المطلوب بالتالى ان نجد الوسائل لاستخدام المياه بشكل افضل وايجاد كميات متزايدة فضلا عن الاحتفاظ بحقنا التاريخى مؤكدا ان هذا لا يتم سوى بالتعاون مع دول المنبع التى يحتاج بعضها للمياه والبعض الاخر للتنمية ومن ثم نتحدث معهم .
واضاف نبيل فهمى انه اذا نجح خلال الفترة المتاحة التى يتولى فيها منصب وزير الخارجية فسيكون هذا النجاح مركزا على وضع رؤية وكذلك التعامل مع القضايا العاجلة مثل عملية السلام وقضية المياه وتداعيات الحدث السورى وهى قضية هامة للغاية تمس طبيعة وتكوين الشرق الاوسط.
واشار الى ان هذه كلها قضايا عاجلة تفرض نفسها علينا .. ونعمل بالتعاون مع الزملاء بالخارجية على اعادة هيكلة الوزارة لتظل وتستمر مؤسسة عالية الكفاءة قادرة على مواجهة تحيات المستقبل.
واضاف اننا نتفاعل ونتعامل ونتصرف بشكل منهجى وفقا لخطة يتم وضعها قائلا " واذا كنا مقصرين فى الأقوال فاننا لن نكون مقصرين فى الافعال".