نحن شعب حضارته سبعة آلاف عاما، يختلف عن شعوب كثيرة من الرجولة والشهامة والآصرار، شعب يمتلىء بالزعماء الذين حيروا العالم، شعب لديه من الطيبة والحنان ما يكفى عمرا كاملا، شعب لا يعرف الحزن وعاشق للضحك والنكات فى أصعب أوقاته ، شعب تتواجد فيه صفات كثيرة لم يمتلكها الاالشعب المصرى. ولكن يتراود عليا سؤال غريب لماذا نحن الشعب الوحيد الذى يعشق سب الدين وسب الآم، فعندما تحدث خناقة فى الشارع المصرى بين أى فئتين لا يهم سواء غنى أم فقير متعلم أم جاهل تنظر وتستمع الى كل الشتائم الغير مفهومة من الطرفين . ثم تنتهى الخناقة ب كلمة "أحنا شعب واحد يا جماعة صلوا على النبى", ويرحل كلا منهما ولكنهم يظلوا يتحاكوا بالخناقة لمدة شهر كامل والمدة قابلة للزيادة (النفاق).
عندما يجتمع الآصدقاء ويتم اللعب والمرح بكلمة يا (ابن..) كذا ويرد عليه الآخر بكذا وسيرت أمهاتهم تأتى دون أى حساب منهم للحفاظ على كرامة أمهاتهم التى علمتهم كيف يكونوا رجال .فمن يقنعك أنه يحبك ويسبك فهو منافق .
يأتى سب الدين عيب وحرام عندما يشتمها صاحب ملة الى صاحب ملة أخرى ويثور الطرفين كيف تسب دينى أتقبل أن أِسب دينك ، وبعد أن ينتهوا من الحديث يعود كلا منهما الى منازلهم ليبدئوا سب الدين لآولادهم أعتقادا منهم عندما يسبونهم يستطيعون أن يجعلوهم رجالا ويعلموهم الصواب من الخطأ، ولكنهم يزرعون بذرة موت الحياء لدي أولادهم.ويمهدون لآرض النفاق التى سيتعلمونه أولادهم
أتعتقدون أن بسب الأم تظهر رجولتكم؟ ولا ما هى ألا لآرضاء غريزة الرجولة التى بداخلكم ؟ فهل تعتقدون أن بسب الأم تكونوا رجال؟ .
ليس مهاجمة منى للرجال ولكن أعتقادا أننى أستطيع أن أجعلكم أن تفكروا مع أنفسكم ولو لمرة واحدة ما ذنب أمى لتهان فهى لم تجلب لك سوى كل خير لم تتحمل أن تراك حزينا أو ترى فيك وجع يوما واحدا .
لا تجلعوا أمهاتكم العظام مهانة بين أصدقائكم أجعلوا لها مكانة خاصة فى قلوبكم وحياتكم، فهى رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء والحب والحنان، فقد قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين أحسانا) "الآسراء:23" وقال الرسول عليه الصلاة والسلام : لوصية الآبناء فقال "أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك" .
كما قالها السيد المسيح "أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الآرض،وأنتم أيها الآبا لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وأنذاره".. "أف6:1:4".
حتى نصبح مجتمع عادل راقى لا يعرف ألا الحضارة والحرية يجب أن نخلع الاقنعة السوداء التى يرتديها كلا منا الى الاخر، وأن نتعامل بطبيعتنا وأن نكف عن الشتائم فاليس الشتيمة ألا أهانة الشخص لنفسه قبل أهانة الآخر .
أتمنى أن نكف عن حشر أنوفنا فيما لا يعنينا فنحن لا نعرف ظروف الآخرين والدوافع التى جعلتهم يفعلون الشىء التى تثرثر أنت/ أنتى به مع أخرون، أتقوا الله فى أفعالكم.