تناولت جميع وسائل الإعلام شجاعة الضابط الذى أصيب فى المشاجرة التى وقعت فى حوش الغجر بمصر القديمة ، كما شاعت حالة من الرعب حول هذا الحوش الذى وصفته بعض الصحف بأنه منبع الإجرام . تصوير: محمود شعبان لكن تظل الحقيقة مبتورة وما خفى كان أعظم ، فمن جانبنا قررنا أن نستقصى الحقيقة وذهبنا للحوش وكانت المفاجأة حيث وجدنا أنفسنا وسط كارثة إنسانية بكل ما تحويه الكلمة من معانى .. فالحوش الموعود يمثل أكبر بؤرة للبؤس والشقاء الإنسانى وجميع سكانه أكدوا لنا أنهم ليسوا بلطجية وأنهم ناس غلابة وعلى باب الله وأنهم محترمون ويحملون شهادات جامعية ..ومنهم من يعمل محاسباً وصحفياً ومحاميا وموظفا فى الحكومة ، وأكدوا لنا أيضا أنهم ليس لهم علاقة بالغجر وأن هذه التسمية تسببت فى تشويه سمعتهم وأن اسم الحوش الحقيقى والرسمى هو حوش النخيل .. الأهالى أيضا أكدوا لنا أنهم ليس لهم علاقة بالخناقة وأنهم كانوا يعيشون فى أمان وفى حالهم تماما لكن الخناقة التى حدثت سببت لهم معاناة وأزمات كبيرة وجعلتهم " مطلشة " لأمناء الشرطة .. الأهالى الآن يعيشون فى حالة من الرعب من الشرطة والأمناء لدرجة أن جميع شباب ورجال الحوش هربوا من المنطقة وتخفوا فى مكان بعيد بينما يعيش بقية الأهالى من الستات والبنات بمفردهن فى الشوارع ويتعرضن يومياً للإيذاء والسطو والضرب والشتيمة والسب من قبل ورديات الشرطة . الحكاية من بدايتها يرويها لنا محمد خيرى (32 سنة) خريج سياحة وفنادق ومن أهالى الحوش حيث يقول: كانت الخناقة فى حدود الساعة 3 عصراً يوم الخميس الماضى وما حدث أن طفلاً عمره 14 سنة اسمه محمد طارق فرج يتبع منطقتنا المسماه بحوش النخيل كان يلعب فى منطقة وائل محمد عبد المنعم وشقيقه وليد وهذه المنطقة اسمها الخوانكية وميدان حسن أنور .. الولد كان بيشرب سيجارة فراح وائل قال له ما تشربش وضربه ، فذهب الولد ليشكو لأبيه ثم تطور الموقف وحدثت خناقة كبرى بين المنطقتين ونحن كنا الضحايا لإن المدعو وائل ضرب أبو الطفل بالرصاص فتضامن أهالى الحوش معه وكان مكان الخناقة فى منطقتهم والضابط الذى تعرض للضرب بالرصاص كان عندهم وهم الذين ضربوه ..ولكن للأسف الشرطة "بتتشطر" علينا إحنا لإننا غلابة وهم كانوا يضربوننا بالمولوتوف والرصاص ونحن كنا ندافع عن أنفسنا بأى حاجة ثم قامت الشرطة بإلقاء القبض على عدد من منطقتنا فى حين تركت المتهمين الحقيقيين فى المنطقة الأخرى.. كما أنها لم تقم حتى الآن بضبط وإحضار المتهمين الحقيقيين الهاربين وهما الشقيقان وائل ووليد كما أن هناك شخصاً آخر يقوم بترويع الأهالى الآمنين وهو رضا ابراهيم وشهرته رضا الخرسا وهو حر طليق فى حين يخضع للحبس الاحتياطى الآن عدد من أهالى حوش النخيل الذين تم الاعتداء عليهم .. كما قامت الشرطة أيضا بإلقاء القبض على شاب صغير (14 سنة) من حضن أمه متهما إياه بممارسة البلطجة أما والده الفقير شعبان محمد إبراهيم والذى يعمل بائع روبابيكيا قام ببيع كل ما يملكه من أجل أن يوكل له محاميا.. الكل يجمع إنه من حين لآخر تقوم الشرطة الآن بمهمات ضبط وإحضار لأهالى الحوش ممن تتهمهم بالإعتداء على الضابط وبممارسة البلطجة فى حين تركت الجناه الحقيقيين هاربين ، وللأسف يتعمد أمناء الشرطة إيذاء الأهالى وتكسير بيوتهم وتمزيق المحتويات والمفروشات والأثاثات وتكسير الأجهزة الكهربائية لدرجة أنهم دخلوا منزل السيدة صبحية شاكر احمد البسيط والتى تسعى على 6 بنات يتامى فقام أحد الأمناء بسرقة تليفون محمول من البيت وتكسير الباب الذى يسترهم كما قاموا بتمزيق بعض الأدوات والأجهزة الكهربائية .. ونظراً لحملات الترويع والرعب الذى يتعرض لها الأهالى فقد قاموا بتحرير بلاغ للنائب العام ضد شرطة مصر القديمة وحمل البلاغ رقم 1566 كما قرروا أن يكسروا حاجز الرعب الذى يعيشون فيه ويعتصمون أمام مجلس الوزارء اليوم ! .