شهدت تونس صباح أمس تصعيداً في المواجهة بين قوات الأمن والجماعات المسلحة، حيث قتلت الشرطة غرب العاصمة تونس عنصرين في «جماعة أنصار الشريعة بتونس» التي صنفتها الحكومة تنظيماً ارهابياً، وأوقفت اثنين آخرين احدهما محمد العوادي قائد الجناح العسكري والرجل الثاني في التنظيم والثاني كان يعد لاغتيال رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، في حين دعت السفارة الأميركية رعاياها إلى اليقظة والحذر وذلك نظراً للوضع العام في البلاد. وأكد مصدر امني ان فرقة مقاومة الارهاب حصلت على معلومات «مهمة منذ نحو 10 أيام حول تحركات مشبوهة لعدد من المطلوبين لديها بمنطقة سيدي حسين السيجومي التي لا تبعد عن مقر رئاسة الحكومة إلا بمئات الأمتار، وهم من العناصر المسلحة والمصنفة خطيرة، حيث تبين وفق المعطيات الأولية انهم من الجناح العسكري لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي».
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن قوات مكافحة الارهاب قتلت خلال «عملية خاصة» وإثر تبادل كثيف لإطلاق النار مع مسلحين في إحدى الضواحي الغربية للعاصمة تونس، عنصرين من انصار الشريعة احدهما يدعى عادل السعيدي والثاني «جار التعرّف على هويّته». وأضافت أنه تم خلال العملية توقيف محمد العوادي الملقب ب«الطويل» ومحمد الخياري الملقب ب«أوْس»، وهو عنصر خطير متورّط في ذات القضايا وينتمي للجهاز العسكري بذات التنظيم كان بصدد الإعداد لاغتيال رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر والشاعر محمد الصغير أولاد حمد.
وأوضحت الوزارة ان العوادي «قائد الجهاز العسكري والمسؤول الثاني في ما يُسمّى تنظيم أنصار الشريعة المحظور» وأن الخياري «ينتمي للجهاز العسكري بالتنظيم ذاته». ولفتت الى ان الموقوفين «من العناصر الارهابية الخطيرة» في تونس وانهما متورطان في إدخال أسلحة من ليبيا الى تونس وفي اغتيال المعارضين العلمانيين شكري بلعيد في 6 فبراير 2013 ومحمد البراهمي في 25 يوليو 2013. وقالت الوزارة «تبقى العمليات الأمنية متواصلة لتعقب العناصر الارهابية».
كما تمكنت قوّات الجيش الوطني من إلقاء القبض على خمسة أشخاص من جنسيات ليبية وجزائرية بجبل المغيلة الواقع في منطقة بين مدينة سبيطلة التابعة لولاية القصرين وولاية سيدي بوزيد. وتم التحفظ بهذه المجموعة للاشتباه في تورطها مع خلية إرهابية.
تفكيك شبكة
في الأثناء أعلنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني من تفكيك شبكة تسفير لشبّان تونسيين إلى ليبيا، وذلك قصد الالتحاق بمعسكرات تدريب تشرف عليها مجموعات دينيّة متشدّدة. وتمّ في هذا الإطار إيقاف عدد 21 شخصاً بينهم أجنبيّ، وفق ما أفادت به وزارة الداخلية التونسية.
قصف الشعانبي
الى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني توفيق الرحموني ان الوحدات العسكرية تواصل عملياتها العسكرية في كلّ من جبل الشعانبي وسمامة من ولاية القصرين ( وسط غرب البلاد )، مضيفا انه يتم خلال هذه العمليات استعمال القذائف والمدفعيات الثقيلة والطائرات. وتهدف هذه الإجراءات للقضاء على الإرهابيين المتحصنين بالجبال المذكورة.
تحذير اميركي
ودعت السفارة الأميركية في تونس أمس رعاياها إلى اليقظة والحذر وذلك نظراً للوضع العام في البلاد. وتأتي هذه الدعوة تزامناً مع اقتراب موعد إحياء أحداث 11 سبتمبر 2001 وكذلك أحداث 14 سبتمبر 2012 الموافق لأحداث السفارة الأميركية في تونس، وفق ما جاء في بلاغ صادر في الغرض. كما دعت السفارة رعاياها لرصد الأوضاع الأمنية في البلدان التي يتواجدون بها عبر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الأميركية، وطالبت رعاياها للاتصال بالقنصليات ومقر السفرة كلما اقتضى الوضع ذلك.
اجتماع
قالت مصادر مطلعة ان اجتماع مكتب المجلس الوطني التأسيسي تقرر ان يعقد اليوم وذلك لتحديد روزنامة عمل هذا الأسبوع، والنظر في إمكانية عودة أشغال المجلس بصفة اعتيادية. وكان رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر قد اجتمع صباح أمس بنائبيه محرزية العبيدي والعربي عبيد بمقر المجلس بباردو، للنظر في دعوة مكتب المجلس للانعقاد ووضع جدول أعمال المجلس خلال الأسبوع الحالي.
ويذكر أنّ أعمال المجلس معلّقة منذ ما يزيد على الشهر، وقد أثار ذلك انتقادات وغضب النواب غير المنسحبين من المجلس وجبهة استكمال المسار الانتقالي وتسريعه، إضافة إلى ذلك فإنّ كتلة حركة وفاء التي أعلنت عن استقالتها من جبهة تسريع المسار الانتقالي تستعد إلى تقديم لائحة لسحب الثقة من رئيس المجلس مصطفى بن جعفر إلى مكتب الضبط بالمجلس اليوم الثلاثاء تنديداً بما أسمته انقلاباً على الشرعية.