شيع المئات من أهالي مركز "إهناسيا المدينة" ببني سويف ، جثمان "علي سيد عبدالعظيم 30سنة كهربائي" أبن قرية "منشأة الحج" شهيد حادث تفجير موكب وزير الداخلية ، الذي لقى مصرعه متأثراً بإصابته أثناء مروره أمام مسكن اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية بمدينة نصر وقت التفجيرات. كان "علي" قد أُصيب أثناء مروره بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر ، خلال الاعتداء على موكب وزير الداخلية صباح أول أمس "الخميس" ، وتم نقله إى مستشفي التأمين الصحي ، وفشلت محاولات أطباء المستشفي فى إنقاذه ليلقي مصرعه صباح اليوم "الجمعه" متأثراُ بجراحه ، وصرح المستشار "هشام بركات" النائب العام بدفن الجثمان بعد تشريحه بمشرحة "زينهم" ، وتم دفنه عصر اليوم بمقابر العائلة بمسقط رأسه بقرية "منشأة الحاج" التابعة لمركز إهناسيا المدينة ببني سويف.
ألتقينا مع والده "سيد عبرالعظيم عبدالوهاب" ، الذى أكد أن أبنه "علي 30 سنة كهربائي" يقيم معه هو وزوجته وأبنه "أدم سنة ونصف بمنزلنا بالقرية ، ويسكن فى عزبة "الهجانه" بمدينة نصر ، خلال فترة عمله بالقاهرة صنايعي "كهربائي منازل" ، موضحاً : أن أبنه ليس له أى أنتماء سياسي أو حزبي ، وعمله و"لقمة عيشه" هى شغله الشاغل ، يذهب لعمل صباحاً ويعود فى المساء لمسكنه ويتردد علينا بالقرية مرتين شهرياً للإطمئنان علينا وعلى زوجته وأبنه.
وطالب "الأب الملكوم" مماً يديرون شئون البلاد حالياً الحفاظ على حق "فلذة كبده" وعدم التفريط فى "دمه" ، وقال : أنا لا أطلب شيئ من أحد لأنهم مهما أعطوني لن يعوضونى عن "ظفر" أبني ، ولكني أطالب ولاة أمورنا الا يتركوا دماء أبنائنا تضيع هدراً حتى لا تتحول الدنيا إلى غابة كبيرة.
فى حين قال شقيقه "رجب سيد عبدالعظيم 22 سنة" : أستيقظت صباح يوم الحادث على تليفون شقيقي الأكبر "هشام" لأجد أنه قد حاول الإتصال به 6 مرات سابقة ، وعندما أتصلت به وجدته يصرخ ويقول "أخويه ملهوش ذنب .. إحنا طالعين على أكل عيشنا" ، فظننت من الوهلة الأولى أن أخوتى فى مشاجرة ، فأغلقت الهاتف وأسرعت مهرولاً إلى أخى "أحمد" فى محل "الموكوجي" الذى يمتلكه بجوار مدرسة العبور بالحي الثامن وأخبرته أن أشقائنا فى مشاجرة ، فأتصل بأخى "هشام" وأخبره بأنهم فى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر ، فأستقلينا دراجة بخارية للذهاب إليهم ونحن فى الطريق أليهم منعنا الأمن من المرور بالشارع الذى وقع فيه الإنفجار ، وأخبرنا الأهالى أنه هناك حادث أرهابي وقع منذ دقائق وراح ضحيته الكثير من الأبرياء .
وتابع "رجب" : عندما وصلنا إلى قسم الإستقبال بمستشفي مدينة نصر ، تقابلنا على شقيقنا الأكبر "هشام" الذى أخبرنا بأن "علي" أصيب فى حادث محاولة إغتيال وزير الداخلية ، خلال مروره من أمام مسكن الوزير متجهاً لمحل "المكوجي" ليأخذ "عدة الشغل" ليستكمل عمله فى الكهرباء بأحد الشقق القريبة ، وهوه الآن داخل غرفة العناية المركزة فى محاولة لإنقاذه .
وأضاف "رجب" إدارة المستشفى منعتنا من رؤية أخي إلا بعد مرور 6 ساعات ، وعندما دخلنا عليه الغرفة وجدناه فى غيبوبة تامة ولا نسمع إلا صوت أنفاسه المتقطعة وهو معلق على الأجهزة والمحاليل ، وفى السابعة مساءً وأصر مسئولى الأمن بالمستشفى على خروجنا لإنتهاء مواعيد الزيارة ، وعدنا صباح اليوم "السبت" أنا ووالدى الذى حضر من البلد وأشقائي وأهل قريتنا للإطمئنان عليه لنجده قد فارق الحياة وفشل الأطباء وفشلت أجهزة المستشفى فى إنقاذه.
بينما أكد عمدة القرية الحاج "علي نبيل" أن "على" ووالده وأشقائه الأربعة يتمتعون بسمعة وسيرة طيبة فى القرية ، وليس لهم أى إنتماء سياسي أوحزبي ، وهم أسرة بسيطة جداً لا يشغلها فى الحياة سوى "لقمة العيش" وتربية الأبناء.