"حسبي الله ونعم الوكيل" .. "عوضي عليك يارب" .. "منهم لله الظلمه" .. "خدو مني لحمي ودمي" ، بهذه الكلمات الممزوجه بالألم والحزن علي فراق نجله ووسط دموع الفراف ، بدأ عم "سيد عبرالعظيم عبدالوهاب" والد الشاب "علي" ابن قرية "مشأة الحج" التابعة لمركز إهناسيا المدينة ببني سويف ، الذى أكد أن أبنه "علي 30 سنة كهربائي" يقيم معه هو وزوجته وابنه "أدم سنة ونصف" بمنزلنا بالقرية ، ويسكن فى عزبة "الهجانه" بمدينة نصر ، خلال فترة عمله بالقاهرة صنايعي "كهربائي منازل" ، موضحاً : أن ابنه ليس له أى أنتماء سياسي أو حزبي ، وعمله و"لقمة عيشه" هى شغله الشاغل ، يذهب لعمل صباحاً ويعود فى المساء لمسكنه ويتردد علينا بالقرية مرتين شهرياً للإطمئنان علينا وعلى زوجته وأبنه.
يقول والده : أطالي بالحفاظ على حق نجلي وعدم التفريط فى "دمه" ، وقال : أنا لا أطلب شيئ من أحد لأنهم مهما أعطوني لن يعوضونى عن ابني ، ولكني أطالب الا تضيع دماء أبناءنا هدرا حتى لا تتحول الدنيا إلى غابة كبيرة.
ويضيف رجب سيد عبدالعظيم 22 سنة" شقيق "علي" الذى قال : أستيقظت صباح يوم الحادث على تليفون شقيقي الأكبر "هشام" لأجد أنه قد حاول الإتصال به 6 مرات سابقة ، وعندما أتصلت به وجدته يصرخ ويقول "أخويه ملهوش ذنب .. إحنا طالعين على أكل عيشنا" ،فظننت من الوهلة الأولى أن أخوتى فى مشاجرة ، فأغلقت الهاتف وأسرعت مهرولاً إلى أخى "أحمد" فى محل "المكوجي" الذى يمتلكه بجوار مدرسة العبور بالحي الثامن وأخبرته أن أشقاءنا فى مشاجرة ، فأتصل بأخى "هشام" وأخبره بأنهم فى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر ، فأستقلينا دراجة بخارية للذهاب إليهم ونحن فى الطريق أليهم منعنا الأمن من المرور بالشارع الذى وقع فيه الإنفجار ، وأخبرنا الأهالى أنه هناك حادث أرهابي وقع منذ دقائق وراح ضحيته الكثير من الأبرياء .
وتابع "رجب" : عندما وصلنا إلى قسم الإستقبال بمستشفي مدينة نصر ، تقابلنا على شقيقنا الأكبر "هشام" الذى أخبرنا بأن "علي" أصيب فى حادث محاولة إغتيال وزير الداخلية ، خلال مروره من أمام مسكن الوزير متجهاً لمحل "المكوجي" ليأخذ "عدة الشغل" ليستكمل عمله فى الكهرباء بأحد الشقق القريبة ، وهوه الآن داخل غرفة العناية المركزة فى محاولة لإنقاذه .
وأضاف "رجب" إدارة المستشفى منعتنا من رؤية أخي إلا بعد مرور 6 ساعات ، وعندما دخلنا عليه الغرفة وجدناه فى غيبوبة تامة ولا نسمع إلا صوت أنفاسه المتقطعة وهوه معلق على الأجهزة والمحاليل ، وفى السابعة مساءً وأصر مسئولى الأمن بالمستشفى على خروجنا لإنتهاء مواعيد الزيارة ، وعدنا صباح اليوم "السبت" أنا ووالدى الذى حضر من البلد وأشقائي وأهل قريتنا للإطمئنان عليه لنجده قد فارق الحياة وفشل الأطباء وفشلت أجهزة المستشفى فى إنقاذه.
وأشار الحاج "علي نبيل" عمدة قرية منشأة الحج ، أن "على" ووالده وأشقائه الأربعة يتمتعون بسمعة وسيرة طيبة فى القرية ، وليس لهم أى إنتماء سياسي أوحزبي ، وهم أسرة بسيطة جداً لا يشغلها فى الحياة سوى "لقمة العيش" وتربية الأبناء.
كان "علي سيد عبدالعظيم 30سنة كهربائي" قد أصيب أثناء مروره بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر ، خلال الاعتداء على موكب وزير الداخلية صباح أمس "الخميس" ، وتم نقله إى مستشفي التأمين الصحي ، وفشلت محاولات أطباء المستشفي فى إنقاذه ليلقي مصرعه صباح اليوم "الجمعه" متأثراُ بجراحه ، وهو الآن داخل مشرحة زينهم لحين الإنتهاء من إجراءات إستخراج تصريح النائب العام بدفن الجثمان.