الجنرال محمد عبدالحليم أبو غزالة “المشير” قائد عسكري بدرجة “داهية حرب” الذي يوافق اليوم ذكرى مرور 5 سنوات على رحيله..أعتبره المحللون أقوى وزير دفاع جاء في عصر الرئيس السابق مبارك حتى أعتبروه الرجل الثاني بالدولة والذي لو بقي في موقعه حتى مطلع التسعينيات لكان قد أطاح بمبارك، خاصة أنه كان مقتنع بأنه غير جدير بحكم هذه البلاد.
إقالة أبوغزالة أثارت جدلا واسعا بعدما تم الكشف عما أصطلح على تسميته بفضيحة “لوسي آرتين” المرأة الحسناء وسيدة المجتمع الأرمينية الأصل ونجلة شقيقة الفنانة لبلبة ، والتي أطاحت بالمشير من موقعه بعدما أثير عن مكالمات هاتفية سجلتها الجهات الرقابية لأبو غزالة والمرأة الحسناء ، فضلا عن أن هذه القضية أطاحت بالرجل الثاني والثالث داخل وزارة الداخلية.
تنوعت الأسباب حول إقالة المشير فشملت أيضا خوف مبارك من ذياع شعبية أبو غزالة داخل الجيش فخشي الرئيس أن ينقلب عليه رغم أنه سانده فيما عرف بتمرد الأمن المركزي ودفع بقوات الجيش للسيطرة على الموقف، بجانب ما أثير عن تهريبه لقطع غيار الصواريخ الأمريكية، ومحاولات حصوله على برنامج الصواريخ الأمريكي وهو ما يعتبر مخالفا لقوانين حظر التصدير.
الجنرال محمد عبدالحليم أبو غزالة المولود في 15 يناير 1930 م نسترجع الذكري ال35 لوفاته وزير الدفاع المصري في أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1989، شارك في حرب أكتوبر 1973 قائدا لمدفعية الجيش الثاني.
ولد في فبراير 1930 بقرية زهور (قبور) الأمراء بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي. وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949. حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961. وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
تدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعداً لرئيس الجمهورية.
شارك في ثورة 23 يوليو 1952 حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس وحرب أكتوبروكان أداؤه متميزاً. ولم يشارك في حرب 1967 حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة. حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين.
بعد إقالة المشير أبو غزالة لم تترك الجماهير سيرته لأنه كان قائد عسكري فذ له شعبية كبيرة ، لكنه سرعان ما غاب عن الحياة العامة إلى أن دخل مستشفى الجلاء العسكري في مصر الجديدة بعد معاناته من سرطان الحنجرة ، وفي السادس من سبتمبر 2008 توفي أبوغزالة عن عمر يناهز 78 عاما .