(إنتهاكات.. إعتداءات.. فوضى) ليست مجرد كلمات تُقال, ولكنها باتت سمات الشارع المصرى فى ظل الحقبة "السوداء" التى نعيشها الآن وقبل ذلك بسنوات مرت علينا ونحن أسرى لهذه "القبائح", نعترض مرة ونؤيد تارة أخرى, ونفرح ونحزن ولا يبالى بنا أحد إلا أنفسنا . أصبح الإنسان المصرى "أرخص" مخلوق على وجه الأرض بسبب أفعال حُكَّامه الذين لا يبالوا إلا بمصالحهم فقط, فاستباحوا دمه وعرضه وماله, ليس هذا فقط, بل وصل الأمر لإنتهاك "حرمة" دور العبادة التى تعرضت لما يشبه الإحتلال من قِبَل عناصر تخلت عن إنسانيتها وللعدوان من نفس العناصر الغاشمة, التى لا دين ولا وطن لها .
بات الأمر يشبه لعبة "القط والفأر", حيث يهاجم القط تارة ويشاكس الفأر مرة أخرى.
ملأت "المهاترات" السياسية والدينية جنبات شوارعنا ومنازلنا وكل ركن فى أرض مصرنا الحبيبة التى تصرخ من أفعال أبناءها الذين أصبحوا "عاقين" لها, ليس هذا فحسب بل أصبحوا سافكين لدمها مستبيحين لكل ما فيها, لا يفرقون بين حلال أو حرام .
إندلعت "ثورتان" وآسف على وصفهما هكذا, لأن الثورة هى أن ترفض الظلم والقهر والفساد وتثور للقضاء عليه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه, أما حينما تُستَغل إنتفاضة الشعب لتحويلها إلى "إذن" لتحويل الميادين والشوارع إلى ساحات "إقتتال" بين أبناء الوطن الواحد, من منَّا يقبل بهذا؟ .
"إحتلال للمساجد.. إعتداء على الكنائس".. هل هكذا تُحتَرم قدسية و"حُرمة" دور العبادة؟, ولكن المُحزن فى الأمر هو أن هذه الإنتهاكات حدثت تحت "إمرة" نظام من المفترض أنه "إسلامى" بحسب زعمهم الدائم .
لا أهاجم أشخاصًا بعينهم ولا مؤسسات بعينها, ولكنى أستنكر أمور ومشاهد لم أعْتَد عليها ولا أقبلها.
قضت المطامع السياسية التى يتصارع عليها القائمون على السلطة على أحلام البسطاء من أبناء الشعب الذى يبحث عن شئ ينجيه مما هو فيه, حتى وإن كانت "قشة" برغم علمه بأنها لن تنفعه .
يجهل الكثيرون اللعبة القذرة التى تم إقحامهم فيها على يد من يُسمُّون بالقادة, الذين دهسوا أحلام وآمال الغلابة ب"مركبة" أطماعهم وجشعهم, هذه الأفراد أو الجماعات أو أيًا ما يكونوا... تخلَّوا عن إنسانيتهم, ولكن مقابل ماذا؟... أعتقد أن السؤال لا يحتاج إلى إجابة, لأن جميعنا يعلم حقيقة الأمر ولكننا نخشى أن نبوح به .
يا سادة... يا قادة... يا من بيدكم مقاليد الأمر, "ارحموا من فى الأرض.. يرحمكم من فى السماء", والظلم نهايته معلومة ومصيره واحد... فإخشوا "غضبة" هذا الشعب الذى لن يسمح بالمتاجرة به مرة أخرى, أو حتى ب"نحر" أحلامه التى ستتحول إلى كوابيس ستلاحقكم فى اليقظة قبل المنام .