وأبت مصر أن تبقى سجينة داخل جدران الإرهاب.. وأبت مصر أن تفقد هويتها الحضارية الإبداعية لتقع فى أيدى تجار الدين.. وأبت مصر أن تسقط أو أن يعلو صوت طلقات الرصاص فوق صوت إرادتها الحُرة.. وأبت مصر أن تنحنى أو أن تنكسر أو حتى أن ينحسر عنها دور الريادة. أبت مصر إلا أن تبقى.. شامخة، عظيمة، قوية، قادرة على المُضى قدُما.
صوّب الإرهاب طلقاته إلى صدرها.. واندفعت الأيادى الآثمة لتنتزع نبضات قلبها من بين ضلوعها.. فأبت.. أبت ووقفت فابتسمت وأكملت المشوار..
فى فجر يوم الرابع عشر من أغسطس.. وفت القوات المسلحة المصرية بوعودها.. واستعمل الفريق السيسى بكل حذر وحسم التفويض الذى أوكله إليه الشعب المصرى ليقضى على الإرهاب.
أعترف بأننا كنا قد تململنا من طول الانتظار.. وأعترف بأننا كنا قد أوشكنا على أن نفقد الأمل من الخروج من قبضة إرهاب الجماعة المحظورة.. وأعترف بأننا كنا نتساءل كل يوم لماذا تأخر رجال القوات المسلحة فى فض الاعتصام؟ لكننا أبدا لم نفقد الثقة فى الفريق السيسى ولا فى إخلاص جيش مصر ولا ولاء شرطته.. أبدا.
فى فجر يوم الرابع عشر من أغسطس.. خرج رجال الجيش والشرطة حاملين أرواحهم بين أيديهم، لا يعلمون إذا ما كانوا سوف يعودون إلى بيوتهم أم لا؟
أخيرا انفض اعتصام جماعة الظلام، الاعتصام الذى يدّعون سلميته وهم يحملون السلاح على أبوابه.. ويخنقون الهواء فى طياته.
مرت مصر بساعات عصيبة، ومازلت أعتقد بأنها سوف تمر بأيام أشد قسوة وليالى أحلك ظلاما.. لكنه ظلام يتبعه نور.. وغروب يتبعه شروق.. وعُسر يتبعه يُسر إن شاء الله.
حصيلة من القتلى والمصابين من الجانبين.. لكننى أرفض أن أسمى قتلى الإخوان شهداء لأنهم لم يخرجوا سوى للتخريب والإرهاب ولتحقيق مصلحة شخصية.. أما جنود مصر الذين استشهدوا فقد خرجوا من أجل الدفاع عن الأرض والعرض.
إن مصر تمر بوقت من أصعب الأوقات، ومرحلة من أحرج المراحل.. هى مرحلة تُحتم علينا جميعا أن نحسم مواقفنا.. فلم يعد الموقف اليوم يحتمل أن نقف على الحياد.. ولم يعد يحتمل أن نمسك العصا من المنتصف.. يجب أن نحسم مواقفنا الآن والآن قبل فوات الأوان.
فنحن إما مع الإخوان أو ضدهم..
نحن إما مع الإرهاب وإما ضده..
نحن إما مع بقاء مصر وإما فناءها..
نحن إما مع أن نكون أو مع ألا نكون..
نحن إما مع بداية جديدة لوطن قوى وإما مع شرعية رئيس خائن وجماعة إرهابية ووطن يتهاوى.
أنا شخصيا كمواطن مصرى يعشق تراب هذا الوطن.. أقر وأؤكد أننى ضد الإخوان وأكرههم وأزدرى مواقفهم وأطالب بحل جماعة الإخوان والتخلص من قادتها ومحاكمة محمد مُرسى وعصابته دون تباطؤ، ولن أتنازل عن مطلبى ولن أغفر أبدا لمن روعونا وقتلوا أبناءنا..
أنا أيضا مع شُرطة بلدى وجيشها العظيم وأؤيد العمل البطولى الذى قام به الفريق السيسى.. كما أننى مع فض الاعتصام بالقوة، إذا جاز أن نصف طريقة الفض بالقوة.. ولن أتراجع عن موقفى.. والآن آن أوان أن تحسموا أنتم أيضا مواقفكم.
اليوم بعد أن انكشفت كل الوجوه، وعرفنا من معنا ومن ضدنا، فأصبح من اليسير تصنيف الموجودين على الساحة بين أن يصبحوا أعداء وأصدقاء.
قطر.. الدولة غير الشقيقة التى سمحت لإعلامها المنافق المُحرض من خلال قناة الجزيرة أن شوه الثورة المصرية وتساند إرهابيى الإخوان وتشعل نيران الفتنة من خلال القرضاوى والإعلاميين المرتزقة الذين استبدلوا بكلمة الحق ريالات الشيخة موزة.. متى تتيقن دولة قطر أن القرد لن يصبح أبدا ملك الغابة حتى لو وهن الأسد أو ورث القرد أموال الدنيا؟!
محمد البرادعى.. لم أتعجب كثيرا من قراره بالاستقالة، وآن أوان أن أعلن على الملأ أننى لم أكن من المعجبين بالرجل كثيرا من قبل، كنت أراه رجلاً له رأى ولكن بلا موقف.. والرجال لا يظهرون إلا فى الشدائد حين تصبح لهم مواقف قاطعة.. وأقول له: يا دكتور برادعى كنت رمزا للثورة والمثل الأعلى لآلاف الشباب، لكنك اليوم كسرت هذه الأيقونة وحطمت حلمهم فى أن يصلوا بالوطن لبر أمان على يديك.. لقد شعرت منذ تخاذلت عن الدخول فى سباق الرئاسة فى آخر لحظة، بأنك نفضت يدك من كل من آمن بك ولك.. هنا أدركت أنك لم تكن يوما رجل المواقف الصعبة على الرغم من أننى على يقين من أنك رجل محترم.. ولكنى أدعوك لأن تسأل نفسك، بعد بيانك القصير الذى صرحت فيه بأنه كان من الممكن أن يكون هناك طرق أكثر سلمية لفض الاعتصام! وما هى تلك الطرق يا دكتور؟ أسألك سيدى كم نداءً وجهته الشرطة والرئاسة لحثهم على فض الاعتصام؟ كم مبادرة طُرحت وكنت أنت شخصيا على رأس إحداها للمصالحة الوطنية والخروج من الأزمة؟ ما هو حجم الأسرار والأوراق التى وقعت بين يديك حين أصبحت نائبًا للرئيس تُدين الجماعة وتؤكد تخابرها ضد مصر وبيعها لأراضيها وتعاونها مع أمريكا وإسرائيل من أجل إعلاء مصلحة التنظيم السرى العالمى لجماعة محظورة.
سيدى نائب الرئيس السابق.. سعيكم مشكور، وتخليك عن السفينة فى هذا الوقت الحرج جدا لا يعنى غرقها لكنه بمنظور أكثر تفاؤلا.. يعنى تخفيف الحمولة الزائدة! خصوصا لو كانت الحمولة لا تُقدم ولا تُؤخر..
البلتاجى والعريان وصفوت حجازى.. بلغة السينما (الشرس والغتت والرذيل).. أعتقد أنكم عند صدور هذا المقال سوف تكونون وراء القضبان مع شركاء الجماعة الإرهابية التى كادت أن تقتل الأمل وتغتصب الابتسامة وتزهق الحُلم.. بمنتهى الشماتة والإحساس بالانتصار أقول لكم: أنتم من قتلتم إخوانكم فى رابعة، أنتم من حفرتم قبور أبناء جماعتكم ودفنتوهم فيها بتحريضكم الكريه والغل الذى يملأ صدوركم وآرائكم المُغرضة.. فكل قطرة دم أريقت أنتم المسئولون عنها.. وكل حبة رمل على أرض مصر احترقت بفعل يد إرهابية أنتم ومرشدكم تُسألون عنها..
جماعة الإخوان المجرمون.. انتهى عهدكم البائد، وانتهى حكمكم الفاشل وماتت أسطورة التعاطف معكم فى قلوبنا جميعا.. أما اليوم فقد أثبتم بالدليل القاطع ما يجب أن يشكركم عليه مبارك وحبيب العادلى.. اقتحام السجون وتهريب المساجين وقناصة الجماعة من فوق أسطح المنازل والرصاص الحى.. كلها أدلة تُدينكم فى موقعة الجمل التى إفتعلتموها بالأمس فكنتم أبطالها ثم ادعيتم أنكم شهداؤها «يعنى المخرج والممثلين والجمهور»!.. واليوم أنتم من الغباء الإنسانى والفشل السياسى والتخبط حيث تكررون نفس السيناريو لتكشفوا حقيقة زيفكم.. كلمة أخيرة.. نشكركم على حسن تعاونكم.
السيد رئيس الجمهورية المؤقت وحكومته.. لقد وضعنا مصر بين أيديكم أمانة ووضعناها فوق ظهوركم حملا ثقيلا، ونحن على يقين من أننا كما تخلصنا من الاحتلال الفرنسى والبريطانى، لسوف نتخلص للأبد من الاحتلال الإخوانى..
إننى أدعو اليوم الجميع كى نقف صفا واحدا، يدنا فى أيدى كل من كشف عن إخلاصه لمصر وكل من تصدى بالكلمة أو بالفعل لجماعة الإخوان دون خوف.. دعونا نقف صفا واحدا، جيشًا وشرطة وقضاء وإعلامًا وصحافة وشعبًا ضد مخطط أمريكا لإسقاط مصر وضد جماعة الإخوان الواهمين. أتمنى أن يضرب الجيش والشرطة بكل قوة وقسوة على أيدى كل من يقترب من مصلحة الوطن.. نحن معكم ووراءكم وبجانبكم رجالا أوفياء..