لم يمر أكثر من 15 يوما، حتى جاءتنى الدعوة مرة أخرى للقاء السيدة كاثرين آشتون، مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، ورغم الموقف الأوروبى الذى بدى هذه المرة أكثر ترددا بشأن دعم الإرادة الشعبية فى مصر، وافقت وزميلى محمود بدر على اللقاء، ولمدة تقترب من الساعة فى أحد فنادق القاهرة، استمر الحديث بيننا وبينها، استمعت أكثر، وتحدثت بتفهم، ونعتقد أن الكثير من رؤى الاتحاد الأوروبى قد حسمت بإيجابية، تجاه ثورة الشعب المصرى العظيم، بعد هذه الزيارة الأخيرة لأشتون فى القاهرة! ذهبنا للقاء آشتون وفى خلفيتنا ملايين المصريين الموقعين على استمارة تمرد، والملايين الأكثر التى خرجت يوم 30 يونيو، لاسترداد ثورة 25 يناير من سارقيها، ثم المشهد الرائع لتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، يوم 26 يوليو 2013، ففى 26 يوليو 1956م أمم جمال عبد الناصر قناة السويس، وفى 26 يوليو 2013 أمم الشعب المصرى والفريق أول عبد الفتاح السيسى الإرادة الوطنية ضد الإخوان، وداعميهم مثل السفيرة الأمريكية آن باترسون، قلتُ من على منصة التحرير والاتحادية يومها، أنها لم تعد شخصا غير مرغوب به على الأراضى المصرية، لأنها تخطت حدود عملها الدبلوماسى، ومصرة على تحدى إرادة الشعب المصرى، ومازالت تدعم الإرهاب فى مصر، وقد كانت كلمتى هذه عن باترسون مثار تهليل وترحيب من الملايين المحتشدة سواء فى التحرير أو فى الاتحادية.
قلنا للسيدة آشتون، أن أى حل أو مبادرة لا يكون بندها الأول الاعتراف بشرعية الإرادة الشعبية فى 30 يونيو لن يقبلها الشعب المصرى، ولن نقبل أى مبادرة كذلك لا تدعو بشكل واضح إلى محاكمة كل من حرض أو قتل أو ارتكب أعمال عنف وإرهاب بحق الشعب المصرى وقواته المسلحة، ونحن نؤكد أن ذلك يجب أن يتم فى إطار القانون، دون إجراءات استثنائية، فهذه الثورة قامت من أجل سيادة القانون، الذى لم يحترمها المعزول بأمر الشعب محمد مرسى، قلنا لآشتون أن المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى تجعل من مصلحة أوروبا، ألا تقف فى وجه إرادة المصريين، فالشعب المصرى يحترم من يحترم إرادته، ويعادى من يقف ضد إرادته، ولا نريد أن تلقى علاقة الاتحاد الأوروبى بمصر، مصير التوتر والغضب من الشعب المصرى تجاه أمريكا!!.
قلنا لآشتون إن هذه الثورة ستنتصر، فإرادة الشعوب لا تهزم، لذلك نرفض أى حديث عن خروج آمن، وسألناها هل تقبلين اعتصاما يحمل أسلحة فى بلد من بلدان الاتحاد الأوروبى؟!.. هل تقبلين باعتصام يقطع الطرقات ويروع الآمنين ويمنع الأطفال والنساء من ممارسة حياتهم الطبيعية فى رابعة العدوية والنهضة؟!!.. هل تقبلين بمحاولة اقتحام منشآت عسكرية فى أى بلد أوروبية، هل تقبلين باعتصام للقاعدة فى أوروبا؟!!.. فنحن نرى أعلام القاعدة مرفوعة فى رابعة العدوية، بل يهددنا البلتاجى القيادى فى جماعة الإخوان بالعنف فى سيناء حين قال : «إذا أردتم أن تتوقف العمليات فى سيناء فأعيدوا مرسى للسلطة»!!.. أى عهر هذا.. أتهدد الوطن بالإرهاب؟!!.. لا يا بلتاجى لا أنت ولا جماعتك ولا مكتب إرشادكم ولا حتى تنظيمكم الدولى، ولا الأمريكان الذى تستنجدون بهم، يستطيعون لى ذراع المصريين، وستنتصر هذه الثورة وتحاكم كل من تورط فى سفك دماء أو نهب أموال الشعب المصرى.
تفهمت كاثرين آشتون رؤيتنا، وقالت إنها لا تريد التدخل فى أعمال القضاء المصرى، وأنها تثق فى نظرتنا للديمقراطية وسيادة القانون، فى كل الأحوال، ما يشغلنا الآن ليس تصريحات السيدة آشتون، بل نريد مواقفا واضحة للاتحاد الأوروبى تؤكد دعم أوروبا للإرادة الشعبية المصرية، لأنها بكل تأكيد ستنتصر، وتفرض دستور الثورة، حتى تحقق للمواطن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى، والله المستعان!!